كيف ردّ “التيار” عن احتمال تأييد باسيل ترشيح جعجع بقوله “انتبهوا شو بتحكوا لانو يمكن اعملها”؟
“انتبهوا شو بتحكوا لانو يمكن اعملها”: بهذه العبارة لوّح رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، خلال اجتماع لقوى المعارضة، بإمكان انتخاب الدكتور سمير جعجع رئيساً للجمهورية.
لم يمر هذا الكلام مرور الكرام عند كوادر “القوات اللبنانية”، فالتأييد “العوني” لرئيس حزبهم ليس بالأمر البسيط، إذ سارع النائب غسان حاصباني الى وضعه في إطار “المناورة”، قائلاً: “من الممكن أن يلوّح باسيل بانتخاب جعجع رئيساً للجمهورية من باب المناورة من أجل أن يحسّن شروط تفاوضه مع “الثنائي الشيعي”، لكن الأكيد أن لا “القوات” والمعارضة ولا “الثنائي” يأخذون كلام باسيل هذا على محمل الجد”.
وبين “المناورة” و”المزايدات السياسية”، يرفض “التيار الوطني” التصويب على كلام باسيل، أو أقله الرد على موقف حاصباني، وتؤكد نائبة رئيس “التيار” للشؤون السياسية مارتين نجم: “كلامنا ليس للمزايدات السياسية، ولا ندخل في الألاعيب”.
تقول نجم لـ”النهار”: “موقف التيار واضح ومبدئي، ونضع موقف الرئيس باسيل الأخير في سياقه المبدئي، لا المرحلي أو الآني”.
تعود نجم الى عام 2016، أي قبل انتخاب الرئيس ميشال عون للرئاسة، وفي مرحلة الفراغ السياسي الذي كان قائماً يومها، تخبر كيف أن “التيار بشخص الوزير باسيل، أثار طويلاً معضلة الفراغ الرئاسي وصعوبة انتخاب رئيس جديد، إذا ما بقي الوضع على حاله. عامها، كان الأقطاب المسيحيون يجتمعون في بكركي لمناقشة الأزمة الرئاسية. وحينها، اقترح الوزير باسيل اختيار الرئيس الاقوى تمثيلاً مسيحياً لدعمه للرئاسة، ولا سيما إذا بقي الأقطاب المسيحيون غير متفقين. لكن المفارقة كانت أن رفض يومها هذا الطرح، “القوات اللبنانية”، الكتائب وبالطبع “تيار المردة”.
وتتابع نجم: “عاد التيار الوطني الحر، انسجاماً مع هذا الموقف، الى اقتراح إدراج هذا البند ضمن ورقة اتفاق معراب، ليصبح بنداً ثابتاً، ولقطع الطريق أمام فراغ رئاسي جديد ومتجدد، وتجنّباً لأي اختلاف قد يعوّق عملية الانتخاب. لا بل كان الوزير باسيل واضحاً في اقتراحه هذا، إذ قال صراحة: اليوم ربما يكون الرئيس عون هو الأقوى مسيحياً، لكن في الاعوام المقبلة، قد تتبدّل المعادلة. المهم تثبيت هذا البند ضمانة للمسيحيين، وتجنباً لأي فراغ طويل. لكن حزب “القوات” رفض إدراج البند ضمن الاتفاق”.
تعديل دستوري؟
لم يكتف باسيل بهذا الموقف “اللفظي” أو الكلامي، بل أراد تكريسه مكتوباً. فكان اقتراح القانون الذي عاد وقدمه أمام الأمانة العامة لمجلس النواب، وهو اقتراح يقضي بتعديل دستوري.
تكشف نجم: “انسجاماً مع هذا الموقف، كان اقتراح القانون الذي يطالب بانتخاب رئيس من الشعب، وعلى دورتين، الدورة الأولى يقوم فيها المكوّن المسيحي بانتخاب الرئيس، والدورة الثانية تشارك فيها كل المكونات. وبهذا المسار، نكون قد حققنا التمثيل الصحيح للمسيحيين وفرضنا الميثاقية العادلة”.
من هنا، ترى أن “لا داعي بعد للمزايدات السياسية، ولا سيما في هذا الظرف الدقيق والحسّاس. وكلام باسيل لا يدخل أبداً ضمن المناورات، فإن كانوا يؤيّدون المبدأ الذي انطلق منه كلام باسيل الأخير، فليقرّوا به أو أقله فليذهبوا الى إقرار اقتراح قانون التعديل الدستوري”.
بنظر “التيار”، فإن القوى الأخرى هي التي تناور وتزايد، والدليل، تشير نجم الى “كلام رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية الأخير الذي كان لافتاً، فهو اقترح أخيراً، عن طريق المزاح، حتى لا أقول أي كلمة أخرى، انتخاب الأقوى تمثيلاً مسيحياً، وكأنه يعود الى الفكرة نفسها للوزير باسيل، التي جوبهت برفض تام من الجميع، وفي مقدمهم تيار المردة. فمن يكون يناور ويزايد؟! هم يعودون ويطرحون الأفكار نفسها، بعد حين، بعد أن يكونوا من أشد المعارضين لها”.
على خط “القوات اللبنانية”، لا تعليق. وتكتفي أوساط قواتية بالقول لـ”النهار”: “كلام حاصباني كان واضحاً. لا مجال للتوضيح. بالتأكيد كلام باسيل ليس إلا للمناورة، لا يمكن أن يكون جدّياً”.
وعلى مقلب “التيار الوطني”: “كل مواقفنا واضحة، تنطلق من الوجود المسيحي والتوازن والشراكة والأفكار المبدئية. لا ندخل في الألاعيب، ولن نردّ على كلام حاصباني، فهو لا يستأهل”.
النهار