“هدهد” الحزب: كيف وصل الى حيفا؟

يتكرر السؤال في وسائل الاعلام الاسرائيلية عن كيفية وصول مسيرة “حزب الله” التي حملت اسم “الهدهد” الى أجواء حيفا، من دون أن تعترضها المضادات. تتنوع المفردات في توصيف الحدث: “صورت ميناء حيفا من دون إزعاج”، و”تسجيل استثنائي”، و”خطير جداً”…

والطائرة، هي الأحدث في سرب مسيرات الحزب القادرة على جمع المعلومات، والقادرة على التخفي. تلك الميزة، رغم كبر حجم المسيرة حسبما تناقل مؤيدون للحزب، جعلتها قادرة على التحليق من دون اعتراض، على الأقل في مرحلة العمل، وهو ما يفسر الأنباء التي تحدثت عنها قوات الاحتلال الأسبوع الماضي، عن اعتراض أجسام مشبوهة فوق حيفا، من دون الإعلان عن طبيعة الهدف، ولا تأكيد على اسقاطه.

وبذلك، يمثل تحليق “الهدهد” فوق منشآت حيفا العسكرية والاقتصادية والمدنية، انتكاسة لأربع منظومات دفاع جوي وثذقت الطائرة صورها، تتنوع بين “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”.

غير أن آلية الوصول وطريقة العمل، ليست الهدف من الرسالة الأمنية التي بعث بها “حزب الله” الى اسرائيل، بالتزامن مع زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوكستين الى بيروت، قادماً من تل أبيب. يريد الحزب “ردع العدو”، حسبما قال اعلاميون في الحزب، وذلك بعد تهديدات اسرائيلية بشن عملية عسكرية، لم تتحدد معالمها الجغرافية، وأبقاها نتنياهو مبهمة.

وقال الحزب في الفيديو الذي نشره “الإعلام الحربي” وعرضته قناة “الميادين” قبل “المنار”، إن هذه اللقطات هي الأولى وستستتبع بلقطات أخرى التقطتها الطائرة التابعة له. مسحت طائرة “هدهد” مَشاهد لمنشآت مدنية وتجارية وعسكرية، بينها منشأة صناعات عسكرية تابعة لشركة “رافايال” لتطوير أنظمة الدفاع الجوي، ومرفأ حيفا العسكري والسفن الحربية فيه، وتقع جميعها في محيط مدينة حيفا التي تبعد 27 كيلومتراً من الحدود اللبنانية.

تنطلق رسائل الحزب من مُعطيَين، أولهما الرسائل التي تلقاها لبنان الرسمي من موفدين دوليين في السابق، وتفيد بأن أي حرب لن تتوسع فيها اسرائيل الى شمال الليطاني، وستبقى محصورة فيه.. وثانيهما، ما جاء على لسان متحدث عسكري اسرائيلي، الاسبوع الماضي، بالقول إن الحزب لن يرد على اغتيال أبرز قيادييه بقصف حيفا، منعاً لقصف بيروت، وقبلها إشارة الإعلام الإسرائيلي الى أن قصف نهاريا سيقابله قصف مدينة صور.

يحاول الحزب، بالـ”هدهد”، التفلت من القواعد الإسرائيلية، وفرض معادلة أخرى، استناداً الى المعطيات السابقة الواردة على مدى 8 اشهر. يحاول فرض معادلة جديدة، تكون فيها حيفا مقابل أي مدينة جنوبية. وتبقي لمدينة تل أبيب، صواريخ، للرد على أي توسعة في بيروت وضواحيها. ذلك أن حيفا، تبعد عن الحدود مسافة 27 كيلومتراً، وباتت ضمن دائرة الأهداف العاجلة، في حال أي انزلاق اسرائيلي لتوسعة للحرب.

يلعب الحزب، كما اسرائيل، على حافة الهاوية العسكرية، في لحظة بلورة سياسية لتسوية تنهي حرب غزة، وتستتبعها فوراً الحلول المقترحة لحرب جنوب لبنان. باتت الأمور في خواتيمها، وهو ما يدفع كل طرف من الطرفين لتصعيد الرسائل الأمنية والعسكرية والسياسية، وهو ما يُفهم من التصريحات المتكررة لمسؤولين اسرائيليين والتي تتضمن تهديدات للبنان، يدركون أنها لا تُصرف في زمن الحركة الأميركية المتواصلة لمنع التدهور.

المدن

مقالات ذات صلة