إنهاء معركة رفح والهجوم على “الحزب”؟

حذّر عضو مجلس الحرب الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، خلال لقائه مبعوث بايدن للبنان آموس هوكشتاين، من أنّ “وقت التوصّل إلى اتّفاق بشأن الحدود الشمالية مع لبنان بدأ ينفد”، في وقت يحمل الأخير طرحاً بديلاً لحزب الله بالتراجع 7 كيلومترات فقط. وقال غانتس أنه سيدعم “أي تحرّك فعّال بشأن الجبهة الشمالية من خارج الحكومة الحالية”، مؤكداً “إلتزامه بإزالة تهديدات حزب الله عن السكان الإسرائيليين على الحدود الشمالية”. ووجّه رسالة قوية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن المستوطنات الشمالية: “على إسرائيل أن تقرر، الوضع لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل عاماً آخر. يجب عودة سكان الشمال إلى منازلهم بحلول الأول من أيلول إما باتفاق أو بالتصعيد”. ورأى أنّ أمن إسرائيل يتطلب تجنيد مزيد من الجنود من كل شرائح المجتمع.

قدرات الحزب وإيران
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن “إسرائيل أبلغت المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بأن العمليات في رفح شارفت على الانتهاء”، لافتة إلى أن “هوكشتاين تبلغ بأن انتهاء العمليات في رفح سيؤثر على المنطقة وعلى جبهة لبنان”. بدورها، نقلت”هآرتس” عن هوكشتاين قوله ان “حرب إسرائيلية مع حزب الله قد تؤدي لهجوم إيراني لا تقدر إسرائيل على صده”.

من جهة أخرى، صرح مسؤول عسكري إسرائيلي، اليوم الثلاثاء، “نجحنا في إبعاد خطر اجتياح حزب الله لمناطق واسعة بالجليل”. وأردف: “إمكانيات حزب الله العسكرية على الحدود متواضعة وليست كما قبل 7 تشرين الأول”. ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن “اغتيال مسؤولين في حزب الله يسبب ارتباكاً وضرراً مباشراً عليه”. وتابع: “حزب الله اضطر إلى سحب قواته لمسافة 8 كلم داخل الأراضي اللبنانية”. وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن “المعركة في الجبهة الشمالية دفاعية في الكثير من الأحيان”.

الخلافات الإسرائيلية
وحسبما تنقل وسائل إعلام إسرائيلية، فهناك خلافات داخل إسرائيل حول كيفية التعاطي مع جبهة لبنان أو استمرار الحرب على غزة. وحسب وسائل الإعلام هذه، فإن الأجهزة العسكرية والأمنية تطالب بنقل التركيز في الحرب ضد حزب الله في لبنان وضد إيران. في المقابل، يرفض نتنياهو وسموتريتش وبن غفير أي توقف للحرب على غزة، ويوجهون انتقادات لجهاز الأمن عموماً والجيش خصوصاً، بأنه لم يحقق أهداف الحرب. وحسب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإن “غالانت والجنرالات يريدون السعي بأسرع ما يمكن إلى إنهاء العملية العسكرية في رفح، والانتقال إلى اقتحامات محدودة في قطاع غزة، وتركيز جهود الجيش على الاستعداد لاحتمال نشوب حرب شاملة مع حزب الله في الشمال”.

التهديد المركزي
أما المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، فيعتبر أن حزب الله تحول إلى التهديد المركزي الذي على إسرائيل أن تزيله بسرعة. وليس فقط لأن حزب الله أفرغ شمال الجليل من سكانه وزرع في هذه المنطقة دماراً وحرائق، وإنما هو يحتجز كرهائن أيضاً قرابة 50 ألف إسرائيلي، الذين لا يمكنهم العودة إلى بيوتهم طالما أن نصرالله وخامنئي لا يسمحان لهم بالقيام بذلك”.

وبهدف تبرير حرب واسعة يقول بن يشاي: “الأهمية الاستراتيجية واضحة، وهي أنه إذا لم تنهِ إسرائيل المواجهة في الشمال بحسم واضح يرمم الردع، ليس تجاه حزب الله فقط وإنما تجاه إيران أيضاً، فإننا قد نواجه، خلال سنوات قليلة، هجمات متكررة غايتها استنزاف إسرائيل عسكرياً، ونفسياً بالأساس، وجعلها تنهار داخل نفسها، الشمال هو الأساس الآن، وليس كافياً إعادة الوضع إلى سابق عهده. هناك توقع أن صواريخ ومسيّرات حزب الله ستصدأ مع مرور الوقت”.

المدن

مقالات ذات صلة