هوكشتاين لتحذير اسرائيل والتعويل على عقلانية حزب الله… كي لا نصل الى “الإنفجار الأكبر”!
حرّك التصعيد العسكري المتبادل بين حزب الله وجيش الإحتلال الإسرائيلي الديبلوماسية الأميركية مجدداً في مساع لاحتواء التصعيد. سريعاً جرى الإعلان عن زيارة سيجريها المبعوث الأميركي آموس هوكتشاين الى تل أبيب يوم الإثنين للبحث في منع استمرار المواجهات التي ستؤدي الى انفجار كبير، وإعادة السعي إلى ضبطها أو حصرها.
إثر لقاءات هوكشتاين بالمسؤولين الإسرائيليين يفترض أن يجري زيارة الى بيروت للقاء المعنيين والبحث معهم أيضاً بخفض التصعيد. ينتظر لبنان ما سيحمله هوكشتاين من طروحات، ولكن، بلا شك، فإن منسوب المخاوف يرتفع خصوصاً أن كل الدول غير قادرة على وقف الحرب. فالأميركيون طالبوا الإسرائيليين علناً بضرورة وقف الحرب في غزة، الرئيس الأميركي جو بايدن قدم مقترحاً لإنضاج الصفقة فتم رفضه. جلستان لمجلس الأمن الدولي جرى خلالهما التصويت لوقف الحرب، لكن اسرائيل رفضت ذلك كله. وبالتالي ما يسري على غزة يمكن أن يسري على لبنان وهنا مكمن خوف اللبنانيين.
جهود لمنع التصعيد
بحسب ما تقول مصادر متابعة فإن الأميركيين يكثفون جهودهم لمنع التصعيد ويعملون على شرح وجهات النظر حول مخاطر الحرب مع لبنان؛ وبحسب المعلومات فإن الأميركيين يؤكدون أنهم سيعملون على ضبطها قدر الإمكان، ولكن لا ثقة لدى أي طرف بذلك، لأنه لا أحد قادر على معرفة كيف يفكر الإسرائيلي وماذا يريد. وتضيف مصادر متابعة أن هوكشتاين سيبلغ المسؤولين الإسرائيليين بالمخاطر الكبيرة التي ستنجم عن دخولهم في حرب ضد حزب الله والإنتقال إلى توسيع المواجهات.
لا يتحرك الأميركيون وحدهم، بل هناك جهات دولية عديدة تتحرك وتوصل الرسائل، ومن بينها للإسرائيين بأن حرب لبنان لن تكون نزهة والأسلحة التي يستخدمها حزب الله، والعمليات التي يقوم بها بشكل مدروس قابلة لأن تتطور بشكل يؤدي الى تدمير كبير في اسرائيل، وأنه لا يجب على الإسرائيليين التعامل وكأن حزب الله ضعيف.
خطط اسرائيلية
في هذا السياق، تضيف المصادر أن أحد الجنرالات الإسرائيليين والذي عمل على وضع خطة اجتياح غزة، قد عمل على وضع خطة لحرب لبنان مشابهة لحرب غزة وهي تدمير البنى التحتية وتأليب اللبنانيين على حزب الله بسبب الخسائر. وتشير المصادر الى ان بعض من في اسرائيل يحاول التفكير مجدداً بسيناريو الـ82 ولكن على مستوى الجنوب، فيما يحذّر الأميركيون من مخاطرها ويسعون الى منعها؛ بينما تشير مواقف أخرى الى أن الإسرائيليين ليسوا في وارد الدخول بمثل هذه الحرب، وأنهم لو أرادوا الدخول في حرب واسعة لأقدموا عليها من قبل. وبمجرد حديث المسؤولين عن وجود خيارين إما الخيار الديبلوماسي أو العسكري، فهذا يمكن أن يبقي المسار السياسي مفتوحاً ويعني أن خيار الحرب غير محسوم.
ولكن، بلا شك، أن هناك قلقاً أميركياً من ديناميكية جديدة في الحكومة الإسرائيلية بعد استقالة بني غانتس وزيادة تأثير بن غفير وسموتريتش اللذين يضغطان في سبيل التصعيد، بينما لا أحد يعلم ما الذي سيقوم به نتنياهو خصوصاً أن الجيش الإسرائيلي أعدّ خطة لتوسيع الحرب وينتظر القرار السياسي. بالنسبة الى الإسرائيليين، فإن عملية رفح تحتاج الى ما بين اسبوعين وثلاثة اسابيع، سيسعون فيها الى البحث عن صورة انتصار مقابل استمرار الحصار وهو ما يدفع بعض الإسرائيليين للتفكير بتوسيع المواجهة مع لبنان، تماماً كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر.
ليس مضموناً ما يمكن أن تحمله زيارة هوكشتاين الى تل أبيب، لا سيما أن نتنياهو لا يزال يتحدى بايدن، لذلك فلا بد ان يكون هناك تعويل أميركي على الجانب اللبناني، خصوصاً في ضوء المعطيات التي تفيد بأن واشنطن تتعاطى مع حزب الله في هذه المرحلة باعتباره الطرف الأعقل، ويوصلون له رسائل حول ضرورة ضبط العمليات وعدم توسيعها وإعادتها الى القواعد السابقة كي لا يؤدي ذلك الى انفجار أكبر.
منير الربيع- المدن