المقاومة حدّدت نقطة ضعف “إسرائيليّة”!
في “اسرائيل” يتنافسون على رسم سيناريوهات الحرب الواسعة مع حزب الله، بين من يتحدث عن قدرة الحزب على إطلاق ثلاثة آلاف صاروخ يومياً على “اسرائيل” في الأيام العشرة الأولى للحرب، ومن ثم ألف صاروخ يومياً لمدة شهرين، وبين من يتحدث عن استعدادات الجيش “الإسرائيلي” لخوض الحرب مع لبنان وتجهيز الفرق العسكرية، علماً أن هذه الفرق لم تخرج من وحول غزة بعد.
يبدو أن في “اسرائيل” من يعلم حجم قوة حزب الله جيداً، تقول مصادر مواكبة لعمل المقاومة في لبنان، مشيرة الى أن هؤلاء يعلمون قوة لبنان اكثر من بعض اللبنانيين، الذين يعولون على هزيمة حزب الله في حرب مقبلة تقوم بها “اسرائيل”، وبعضهم بات يتحدث على الهواء مباشرة عن اقتراب نهاية حزب الله. علماً أن هؤلاء يتحدثون عن نهاية الحزب منذ سنوات، مثلما تحدثوا عن سقوط النظام السوري والرئيس بشار الأسد في العام 2011.
وتُشير المصادر الى أن ما يقوله الاعلام “الإسرائيلي” حول قوة لبنان ومقاومته، لا يشكل نصف القوة حتى، فالمقاومة لا تزال تملك الكثير من المفاجآت، وقوتها لا تتمثل فقط بصواريخها الكبيرة وبعيدة المدى أو صواريخها الذكية، مشددة على أن بدء المقاومة بإطلاق صواريخ أرض – جو باتجاه الطائرات الحربية على سبيل المثال، هو رأس جبل الجليد فقط بترسانتها في أنظمة الدفاع الجوي.
عملت المقاومة، كما تعمل أهم الجيوش العالمية، ومنها جيش العدو الاسرائيلي، الذي يُصنّف أولا في الشرق الأوسط، و17 على صعيد العالم، بتغيير تكتيكاتها العسكرية بسرعة قياسية خلال الحرب، علماً أن الكثير من الجيوش تفتقد الى هذه القدرة، وتأقلمت مع الواقع التكنولوجي المتطور الذي اظهرته الحرب الحالية، وسعت قبل الحرب وخلال الأشهر الأولى للمعركة، الى قراءة الجيش “الاسرائيلي” وتطوره وإمكاناته في الهجوم والأهم في الدفاع، وهي تعمل اليوم وفق نتيجة هذه القراءة.
بحسب المصادر فإن المقاومة اكتشفت أن قوة سلاحها من الطيران المسيّر لا تنبع من نوعية الطائرات وقدراتها فحسب، بل من ضعف أنظمة الدفاع الجوي “الاسرائيلية”، لذلك بدأت مع بداية الحرب باستهداف العيون “الاسرائيلية” على الحدود مع لبنان، وخاضت معارك مع عواميد المراقبة سخّفها البعض، ولكننا نعيش نتائجها اليوم من خلال قدرة المقاومة على استخدام سلاح الطيران المسيّر بأفضل نتيجة ممكنة.
بحسب قراءة المقاومة تبين أن “اسرائيل” عاجزة عن التصدي لسلاح المسيرات لأسباب تتعلق بالقدرات، وأيضاً بالمدى الجغرافي الذي تعمل الطائرات فيه، لذلك فإن أقوى العمليات التي تقوم بها المقاومة يكون بطلها الطيران المسيّر، ولكن هذا لوحده أيضاً لم يكن كافياً، تقول المصادر.
إن نجاح سلاح المسيرات يحتاج الى ثلاثة عوامل، تحدثنا عن اثنين منها أعلاه، أي قدرات الطائرات، وضعف أنظمة الدفاع “الاسرائيلية” بمواجهتها، أما العامل الثالث بحسب المصادر فهو “الاستطلاع والاستخبارات”، وفي هذا العامل كانت صدمة “الاسرائيليين” الكبرى، فهم يعتقدون أن المقاومة تحصل على مساعدة خارجية، روسية تحديداً، في هذا الإطار.
تمكنت المقاومة بحسب المصادر، من إظهار قدرات استخبارية متطورة للغاية، فهي تمكنت من استخدام المسيرات لاستهداف مواقع “اسرائيلية” مستحدثة، وأحد المواقع المستهدفة لم يكن مضى على استحداثه سوى ثلاثة أيام، وبالتالي تستطيع تحديد الاهداف بصورة يومية، ولذلك يعتقد “الاسرائيليون” أنها تحصل على مساعدة أقمار اصطناعية، وزادت شكوكهم بعد حديث المسؤولين الروس عن تقديمهم أسلحة لكل من يحارب الاميركيين.
في هذا السياق، تؤكد المصادر أن المقاومة لديها جهاز خاص للاستطلاع والرصد، وهي تستخدم كل الامكانات المتاحة أمامها لتحقيق الاهداف، دون الدخول في تفاصيل هذه الإمكانات، ولكنها تؤكد أنها على دراية تامة بكل التحركات “الاسرائيلية” في شمال فلسطين المحتلة، وقادرة على إصابة أي هدف تُريده فور تحقق المصلحة والظروف المناسبة.
محمد علوش- الديار