“الحزب” يكثف هجماته بالصواريخ والمسيّرات.. وإسرائيل تتراجع

نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إسرائيلي أن الحرب ليست حتمية مع لبنان، وأن إسرائيل أبدت انفتاحها على الجهود الديبلوماسية لباريس وواشنطن، وقال المسؤول: “تصريحات قادتنا كانت واضحة بأن التصعيد قد يكون وشيكاً في لبنان”.

الحزب يكثف هجماته
في الموازاة، فإن المواجهات متواصلة جنوباً. حزب الله، وبعد إعلانه عن استخدام صاروخ دفاع جو ضد طائرة حربية اسرائيلية، كثّف من عملياته ضد المواقع الإسرائيلية، إما بصليات صاروخية أو بالإكثار من استخدام الطائرات المسيّرة المفخخة، وينجح في تجاوز القبة الحديدية. اذ أعلن حزب الله عن استهداف مبنيين يتمركز فيهما جنود العدو في مستعمرة المنارة بالأسلحة المناسبة، وأصابهما إصابة مباشرة. ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة يرؤون بالأسلحة ‌‏المناسبة، وأصابه إصابة مباشرة وأوقع من بداخله بين قتيل وجريح، وموقع بياض بليدا بمسيرة إنقضاضية أصابت أهدافها بدقة.

كما أعلن الحزب أنه شن هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر القيادة ‏المستحدث التابع للفرقة 146 شرق نهاريا (الذي انتقل من ‏منطقة جعتون بعد قصفه سابقاً)، مستهدفة أماكن ‏تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده، وأصابها ‏إصابة مباشرة، مما أدى لتدميرها واشتعال النيران فيها ‏وإيقاع أفراد العدو بين قتيل وجريح”. ‏

وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى “اشتعال النيران في قاعدة عسكرية إسرائيلية مستحدثة قرب نهاريا بعد إنفجار طائرة من دون طيار”. وتحدث عن “حرائق وأضرار إثر إطلاق 6 صواريخ مضادة للدبابات من لبنان باتجاه بلدات الجليل الأعلى”. في المقابل أعلن مستشفى نهريا وصول شاب (24 عاماً) من كسرى سميع بشكل ذاتي لتلقي العلاج، وهو مصاب بشظايا في القسم العلوي من جسده. وذكر أن حالة المصاب وصفت بالطفيفة، وهو يتلقى العلاج في قسم العلاج المكثف.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط مسيرتين مفخختين تسللتا من لبنان في منطقة الكابري، ما أدى إلى حريق وأضرار في المكان، فيما قال إنه اعترض مسيرتين أخريين قبالة شواطئ نهاريا. وذكر أنه رصد إطلاق قذائف مضادة للدروع من لبنان نحو “منارا” و”يرؤون” و”أفيفيم” و”مرغليوت” و”يفتاح”، مشيراً إلى أنه رصد إصابة مباني واندلاع حرائق. وقال إنه قصف بواسطة المدفعية بلدات عيتا الشعب وحانين وصالحاني.

لا حماسة للحرب
وقال معلق الشؤون السياسية في قناة “كان” الإسرائيلية، سليمان مسودة، إن الحماسة لدى المستوى السياسي للحرب في الشمال منخفضة، وهم يقولون اليوم “إنه بالرغم من ضغط الجمهور والصور المتداولة نتيجة الحرائق الأسبوع الماضي، وبالرغم من الأحداث التي يتم الحديث عنها في الشمال كل ليلة، فإنه لا يجب الانجرار إلى الحرب في الشمال، بل المبادرة إليها”. وسأل مسودة: “ماذا تعني المبادرة إليها في حين أننا نرى كل يوم وقوع أحداث في الشمال؟”.

ولفت إلى أن المستوى السياسي يؤكد أنه “طالما لا توجد تهدئة في غزة، ولا توجد صفقة لإطلاق سراح الأسرى، فمن غير الممكن تقريبًا المبادرة إلى حرب في الشمال، إذ إننا نبتعد من هذا الخيار لأننا نبتعد عن احتمال عقد صفقة”. من جهته، قال رئيس مجلس الجليل الأعلى، غيورا زيلتس، في مقابلة مع القناة: “على ما يبدو الحرب بين بيروت وتل أبيب لن تقع، فلا أحد يريدها حاليًا”، مردفًا: “وحتى لو وقعت الحرب، فإنَّ أحداً لا يريدها”. وأكد أنه “في نهاية اليوم سيحصل اتفاق، وهذا الاتفاق سيكون مع العمل العسكري أو من دونه، لذلك يجب اتخاذ القرار الآن، إما عملية عسكرية الآن وبعدها اتفاق، أو تحقيق اتفاق من دون عملية عسكرية”.

خطر المسيّرات
بدورها أفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن معطيات تقرير الهجمات الأسبوعية في المنطقة الشمالية الصادر عن منظمة “لوبي 1701” كشفت عن الارتفاع الحاد في عدد الطائرات المسيّرة التي يطلقها حزب الله نحو الشمال الفلسطيني المُحتلّ. وحسب التقرير، فقد أطلق حزب الله الأسبوع الماضي 17 صاروخًا دقيقًا، 132 صاروخًا منحني المسار، و53 طائرة مسيّرة. وقالت الصحيفة إن 38 مدنيًا وجنديًا أصيبوا بجراح في أثناء القتال، فيما قُتل جندي واحد.

وبعد هذه المعطيات، قال أعضاء “اللوبي”: “إننا في حرب حقيقية فيها خسائر وأضرار غير مسبوقة، في الوقت الذي ما زال فيه مسؤولو الجيش الإسرائيلي مترددين حيال عملية عسكرية كبيرة في الشمال”، وأضافوا: “تُلقى علينا جميعًا مسؤولية التثبّت من أن الناس في كل إسرائيل يعرفون هذه المعطيات قبل أن يصبح هذا الوضع طبيعيًا، فنحن في حرب بينما الشمال متروك”. وحول الاتجاه التصاعدي لإطلاق الطائرات المسيّرة في الشمال، قال البروفيسور أمتسيا برعام، من قسم تاريخ الشرق الأوسط في “جامعة حيفا”، في حديث مع الصحيفة إن “تكتيك حزب الله هو إطلاق طائرات صغيرة ورخيصة تحلّق على ارتفاع منخفض جدًا، ولذلك من الصعب للغاية تشخيصها عبر منظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي”.

المدن

مقالات ذات صلة