باسيل يزايد على “الاشتراكي”: كله إلا فرنجية

بدت البلاد وكأنها تعيش في سباق زمني يصعب تخطيه، فكل فريق يحاول جاهداً إظهار نفسه وإبراز حضوره على الساحة اللبنانية من خلال لقاءات يعقدها مع بقية الفرقاء تحت عنوان مسعى جديد لحلحلة العقد المتنامية في الملف الرئاسي.

وبعد مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” التي طُرحت منذ عدّة أشهر، برز مسعى “اللقاء الديموقراطي” الأسبوع الماضي بحيث جال نوابه على غالبية الكتل وسيستكمل جولته الأسبوع المقبل لخلق نوع من التوافق بين الفرقاء.

في المقابل، شهدت الساعات الأخيرة إطلاق مبادرة جديدة لـ “التيار الوطني الحرّ”، إستهلها بلقاء وفد من تكتل “الاعتدال” في اللقلوق وأبقاه الى مأدبة غداء ناقشوا فيها الملف الرئاسي وبعض الملفات الأخرى. ووفق المعطيات التي حصل عليها “لبنان الكبير” فإن اللقاء مع رئيس التيار جبران باسيل دام ما يقارب الساعتين ونصف الساعة، تم خلالها البحث في المبادرة ونقاط الخلاف التي يرفضها البعض وتحديداً “القوات اللبنانية” ووجود خطة جديدة تُدرس ليتم تنفيذها، بالاضافة الى تناول الحديث زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ناهيك عن حال الجنوب وجبهته المشتعلة.

وبحسب المعطيات، فان باسيل سيلتقي البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر “الاعتدال” أن “الحديث تناول تدوير الزوايا لفك العزلة عن انتخاب الرئيس، وكل شيء قيد الدرس والتداول، بالاضافة الى وضع خطة وتطوير الحالة الوسطية، وباسيل أشار الى أنه يدعم هذا التطوير وكل شيء قيد الانضاج”، لافتةً الى أن “استضافته لنا كانت نتيجة مبادرتنا والشوط المهم الذي قطعته ليبقى أساس الخلاف من سيدعو الى التشاور ومن سيترأس الجلسة، بحيث قال باسيل انه سيتعاون من أجل تذليل نقطتي الخلاف، وبالتالي كلامه كان منطقياً”.

وأوضحت المصادر عبر “لبنان الكبير” أن “باسيل سيكون لديه تحرّك ومسعى مماثل للاشتراكيين، وجولة على كل الكتل النيابية، والمحاور التي تحدثنا فيها الرئاسة، الجبهة الجنوبية المشتعلة وانهيار الدولة ومؤسساتها”، مشيرة الى أن “باسيل تمنى أن يشارك الجميع للاتيان برئيس ينقذ البلد، وأي طرف يتم اقصاؤه لا يُريح البلاد، بحيث كان كلامه ايجابياً عن زيارة لودريان الأخيرة ولم يتهجم أو يعترض على أحد وكان منفتحاً جداً في كلامه”.

وحول كلام باسيل عن ضرورة الذهاب الى الخيار الثالث وتناسي المرشحين، قالت المصادر: “باسيل منفتح على أي خيار ينتج رئيساً يحظى بتوافق كليّ عليه، وهو ناسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية منذ زمن وهذا أمر طبيعي، وليس بجديد”.

أما أوساط “التيار الوطني الحرّ” فأشارت الى أن “هناك محاولة مبادرة جديدة أكثر مرونةً للقبول بها من أجل التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، ومحاولة لتذليل كل العقبات التي ظهرت من المبادرات السابقة والنقاط التي لم يتقبلها البعض وفكفكة عقدها بشكل يقبل بها أكبر عدد ممكن”.

وكشفت الأوساط نفسها لـ”لبنان الكبير” أن “جولتنا هذه بدأت عندما التقى باسيل بتكتل الاعتدال، واليوم ستكون لديه زيارات والاثنين والثلاثاء المقبل لغاية يوم الخميس المقبل، وسيلتقي الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري”.

من الواضح أن كل فريق يحاول المزايدة على خصومه وحلفائه في السلطة من خلال زيارات وجولات يقوم بها لاثبات وجوده، وخلق صورة له عبر الاعلام من خلال إشغال الرأي العام به وبطروحه، فهل ستوصل المبادرات الى حل حقيقي قبل نهاية شهر حزيران، أم أن كل هذه الزيارات المكوكية ستكمل حتى إشعار آخر؟

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة