“الحزب” يعطي دروساً للاسرائيلي: هذا ما يمكن أن يحصل في حال شنت حرباً شاملة

ترتفع الأصوات في الكيان الاسرائيلي المطالبة بحرب موسعة على لبنان، بل يتزايد تأييد الجمهور الاسرائيلي للحرب، على إثر جولة التصعيد الأخيرة المستمرة منذ نحو أسبوع، والتي يكشف فيها “حزب الله” عن قدرات استهداف عالية وأسلحة جديدة، وسط تحذيرات اقليمية ودولية من انفلات الأوضاع على الحدود وتأثيرها في المنطقة.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر ميدانية لموقع “لبنان الكبير” أن “المقاومة تساعد الاسرائيلي كي لا يغلط، فهي لا تترك حشداً للجنود إلا وتستهدفه، تعطيه لمحة عما يمكن أن يحصل في حال شنت حرباً شاملة، بل تتعامل معه على أنها في حالة الحرب هذه، وليس ضمن قواعد الاشتباك، وهي تكشف عن قدراتها تدريجياً، 10، 20، 30، 40 كيلومتراً، والحبل على الجرار… وأهم ما خبره الاسرائيلي في هذه الحرب القدرة الاستخباراتية العالية للمقاومة، بحيث ما يكاد الجيش الاسرائيلي يستحدث موقعاً لجنوده إلا ويستهدف، والخطر الأكبر هو قدرة المقاومة على تجاوز منظومات الدفاع الجوي بل حتى إخراجها عن الخدمة، ولعل استهداف الناصرة بالأمس هو أكبر دليل، وبالتالي المقاومة تقدم فهلاً درساً مجانياً للاسرائيلي، بعنوان هذا ما سيحصل إن تجرأت، وهي تقول له نحن من ينتظرك وليس العكس، لدرجة أننا نعاني مع بعض الشباب المقاتلين الذين يتمنون المعركة الكبرى وكانوا يسعون الى اقتحام المستوطنات”.

وشددت المصادر على أن لا تقدير لدى المقاومة بأن هناك حرباً شاملة على لبنان، والكلام التصعيدي الأخير لبعض المسؤولين الاسرائليين هو من منطلق “رفع الدوز في لبنان من أجل إخماد الأصوات التي تطالب بوقف الحرب في غزة، وهم يماطلون في القطاع ولا يقدرون على لبنان، والمقاومة تنبه الاسرائيلي وتقول له أن يجري حساباته جيداً، وأن الجنون ليس لمصلحته، وهذا ما حذرته منه حليفته أميركا أيضاً، بل ان فكرة أن التدمير سيكون في الشمال فقط هي فكرة خاطئة، وإن كان كل هذا الدمار حل بالشمال المحتل من قدرة 5% للمقاومة وفق تقديرات الاسرائيلي نفسه، فإن قدرة الـ 100% للمقاومة تعني أن كل المستوطنات الاسرائيلية تحت النار، حتى عاصمة الكيان تل أبيب، وهذا من جبهة واحدة فقط من دون حساب جبهات وحدة الساحات”.

وأشارت المصادر الى أن “الخطورة الكبرى في ما تقوم به المقاومة هي ضرب الاقتصاد الاسرائيلي، فالشمال هو المكان الذي يضع فيه الكيان الصناعات التي لا يريد وضعها في الوسط، حيث الكثافة السكانية، تحديداً شمال غوشتان وجنوب طبريا، التي كان يعتبرها مناطق آمنة، إلا أن المقاومة ضربت معملي رافاييل وألبيت للصناعات العسكرية، بمسيرات أوقفت العمل فيهما، ما يعني أنها أوقفت بيع هذه الصناعات التي يعتمد عليها الاسرائيلي بصورة كبيرة”.

وعلى الرغم من الأصوات المرتفعة للقادة الاسرائيليين والتأكيدات على اكتمال الاستعداد لحرب الشمال، إلا أن كل هذه التصريحات لا يبدو أنها تخدع النخب الاسرائيلية، فقد شن الاعلام هجوماً على هذه التصريحات، وتحدث عن عدم قدرة اسرائيلية على الهجوم على لبنان. وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية: “وزعت النخبة السياسية والأمنية الاسرائيلية تهديدات هذا الأسبوع بأن الاستعدادات للمعركة في لبنان قد اكتملت، لكن من المشكوك فيه أن تكون إسرائيل مستعدة لاتخاذ مثل هذا القرار”.

وقال المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” ألون بن دايفيد: “الواقع أن الوضع في الشمال لا يطاق، إلا أن قدرة إسرائيل في الوقت الراهن على تغييره محدودة للغاية”.

ورأت الصحيفة أن “الجيش الاسرائيلي لا يملك القدرة الكافية على مهاجمة إيران، وبالتأكيد ليس اليوم، بعد ثمانية أشهر من الحرب في قطاع غزة، ومن المشكوك فيه أن تكون لديه القدرة على شن حرب واسعة النطاق في لبنان أيضاً، أولئك الذين لم ينجحوا في إخضاع حماس لمدة ثمانية أشهر، كيف سيتمكنون من هزيمة حزب الله؟”.

وأشار وزير الدفاع الاسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان الى أن “ثمانية أشهر بالضبط مرت على ذلك السبت الأسود، ثمانية أشهر تلقينا فيها إذلالاً كاملاً بدلاً من النصر الكامل، وخسرت الحكومة الإسرائيلية الشمال وتواصل الاستسلام لحزب الله الذي يفعل ما يشاء، ولم يتم القضاء على حماس، ولم يعد جميع المحتجزين”.

محمد شمس الدين- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة