دخول “قوّة الرضوان” الجليل في بنك أهداف المقاومة ان حصلت الحرب: فهل يقدمون أم يندمون؟
مشاغلة العدو الاسرائيلي عند الحدود في جنوب لبنان، مساندة لغزة، كما اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، نجحت في تحقيق الهدف، منذ ثمانية اشهر، وباتت المنطقة الشمالية لفلسطين المحتلة، هي الجبهة العسكرية الفعلية، فحشد لها الجيش الاسرائيلي ثلاثة الوية والنخبة منه والتي منذ اسبوعين وقبل ذلك يقوم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته، لا سيما منهم وزير الدفاع يواف غالانت ورئيس الاركان تسيبي هاليفن، الى قادة عسكريين بزيارات دائمة الى المنطقة التي اخلاها المستوطنون البالغ عددهم نحو 75 الفا من 27 مستوطنة، ينتظرون عودتهم، التي كانت بحسب وعد قادة العدو لهم بانها لن تتعدى الشهر الواحد كأقصى حد، وان الحرب ستنتهي سريعاً وهو لم يحصل وقد تركوا منازلهم، واسكنتهم الحكومة في فنادق، لان اقامتهم فيها ستكون قصيرة، وسيعودون الى اعمالهم والطلاب الى مدارسهم، مما شكّل نقمة لدى مستوطني الشمال مع لبنان كما في الجنوب مع غزة، التي تحوّلت الجبهتان واحدة، وتم ربطهما ببعضهما، فلا تهدأ جبهة الشمال، قبل ان تتوقف الحرب الاسرائيلية على غزة، التي لم تنفع كل اللقاءات والاتصالات والوساطات والمبادرات، في التزام العدو الاسرائيلي بوقف اطلاق النار، والانسحاب من غزة، وتبادل الاسرى بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، وكان الرفض يأتي دائماً من نتنياهو الذي يريد ان يسجل انتصاراً في الحرب التي يريدها مستمرة حتى القضاء على حركة “حماس”، واستعادة الرهائن الاسرائيليين، وهذا ما لم يحصل ولن يتحقق، وفق مصدر قيادي في المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي تساندها ساحات قتال ومواجهة واشغال في الضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق وايران اخيراً.
من هنا، فان التركيز الاسرائيلي هو على الشمال بعد ان فشل العدو في غزة، التي ما ان يعلن عن السيطرة على منطقة فيها، حتى تتجدد المواجهات بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي، وآخرها في جباليا وخان يونس واحياء اخرى، اضافة الى رفح التي يحاول التقدم فيها، ولم يتمكن، بالرغم من دعوات اميركية للعدو الاسرائيلي ان لا يدخل الى رفح، واذا ما قام بعملية عسكرية ان تكون الخسائر في صفوف المدنيين اقل، لكن مجلس الحرب الصهيوني لم يلتزم بما يطلبه الرئيس الاميركي جو بايدن، ومنها ما اعلنه عن اقتراحات قال انها اسرائيلية لوقف الحرب، وان نتنياهو ابلغه عنها، ليتبين ان الطرفين يلعبان في الوقت الضائع، علّ الجيش الاسرائيلي يحقق نصراً، وهو حشد عشرة الوية، لانهاء العملية العسكرية في غزة والقضاء على “حماس” والمقاومة الفلسطينية فيها لكنه فشل، في ظل اضطراب وانقسام سياسي داخل الكيان الصهيوني، وتآكل في الجيش الصهيوني الذي يفر من الخدمة فيه عناصر الاحتياط، الذين عادوا واستدعتهم الحكومة لجبهة الشمال.
فالمواجهة العسكرية مع لبنان، باتت تحتل الاولوية لدى الحكومة الاسرائيلية، وجيش الاحتلال، ويعلن قادة العدو، بان الوضع يجب ان يحسم مع لبنان، الذي هدده غالانت بصيف ساخن، ودعا وزير المال هلتسئيل سيموريتش الى تدمير بيروت بوصفها عاصمة “الارهاب”، في وقت يطالب الوزير بن غفير باحتلال لبنان واقله جنوب الليطاني، واقامة “حزام امني” فيه.
هذا الانشغال الاسرائيلي في جبهة لبنان، تأكيد على صحة قرار المساندة لغزة وانها تشكل تهديداً فعلياً ليس لامن الكيان الصهيوني بل لوجوده، الذي يعترف قادة العدو، بانه في خطر، وان “قوة الرضوان” المتواجدة في جنوب لبنان، قد تدخل هي الى شمال فلسطين المحتلة والجليل، وان قواعد الاشتباك القائمة حالياً قد تتبدل، فاذا غامر العدو الاسرائيلي بتوسيع الحرب، فان المقاومة في لبنان جاهزة لها، وفق ما يؤكد مصدر قيادي في حزب الله، الذي لم يستخدم كل قوته العسكرية، ولم يلجأ الى السلاح الافعل، وان دخول صاروخ “البركان” ومثله “آفاق” المعركة، غيّر من طبيعة المعركة، التي دخلتها ايضاً المسيرات الانقضاضية، اضافة الى تعطيل “القبة الحديدية” و”اعماء” الجيش بضرب ابراج مراقبته وكاميراته، وتعطيل حركة طيرانه واعترف قادة العدو بان الجبهة مع لبنان تختلف عنها في غزة، كما يقول المصدر، الذي يتحدث عن مفاجآت ستظهر في المعركة، اذا ما جنّ جنون قادة العدو، اذ ستفتح نار جهنم على الكيان الصهيوني، الذي لن تكون منطقة فيه آمنة ومستقرة، ولن تكون تل ابيب وضواحيها، كما النقب ومفاعيل “ديمونا” اضافة الى المنشآت الكيمياوية والنفطية في حيفا، بعيدة عن صواريخ المقاومة المتطورة.
فبنك الاهداف هذا الذي يملكه حزب الله، هو ما يترك قادة العدو في حالة ارباك وعدم اتخاذ قرار الحرب الواسعة ضد لبنان، لانهم يدركون مدى الاضرار والخسائر التي ستصيب “اسرائيل”، وان كانت قدرتها التدميرية اكبر، لكن الكيان الصهيوني كله سيصبح في خطر وجودي جدياً، يؤكد المصدر، الذي يشير الى ان البعض يرى الخسائر في الجانب اللبناني والفلسطيني، ولا ينظر الى ما حل بالدولة العبرية المعزولة عالميا والمدانة انسانياً في الابادة الجماعية فالحرب الاسرائيلية على لبنان على الحافة لكن قادة العدو سيندمون.
كمال ذبيان- الديار