“قطبة مخفية” بين كلام بايدن: باريس والدوحة غير مدركتين ان الملف اللبناني حسم اميركيا!
خطة واشنطن: باريس في مواجهة الدوحة!
مسألة ساعات في غزة كفيلة بفرز خيط وقف “العمليات العدائية” الابيض، من حبل استئناف العمليات العسكرية الاسود بوتيرة اكبر واوسع. اما في بيروت فاجواء ملبدة بعد الزيارة “الرئاسية” الفاشلة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان، التي كشفت جزءا من مسار الاخراج وحلول التسوية، واشهر على اقل تقدير لمعرفة مستقبل الشغور في مقر الرئاسة الاولى واستتباعا الشلل في الدولة، رغم ان احدا لا يعرف ماذا ينتظر لبنان عسكريا وامنيا، في ظل التصعيد المستمر كلاميا وميدانيا على خطي الجبهة الجنوبية.
ففي موازاة الحذر الذي يسود على الارض، انتظار ثقيل وترقب دولي عموما ولبناني خصوصا لما ستؤول اليه نتائج المفاوضات، على امل ان تصب لمصلحة الاخذ بالمبادرة الاميركية على الجبهتين الشمالية والجنوبية، والمعلقة بين حبلي بيان مكتب رئيس وزراء “اسرائيل”من جهة، وطرح الثقة بحكومته في “الكنيست”، الذي يرجح ان ينتهي الى اعادة “تعويم” الحكومة الحالية من جهة ثانية، رغم انه من الواضح وجود “قطبة مخفية” بين كلام بايدن، وما الاعلان منذ يومين عن سيطرة جيش العدو الاسرائيلي على “شريط فيلادلفيا”، وسط سكوت مصري مطبق.
ترقب خرقه في ملف الشغور الرئاسي، فصل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الواضح لملف رئاسة الجمهورية عما يحصل على الجبهة الجنوبية، ما اوحى بشكل او بآخر، وفقا لمصادر متابعة، ان من يعرقل الانتخابات عمليا هم الاميركيون، على قاعدة “اما متل ما بدنا او لا رئيس”، رغم ان حارة حريك مستعدة للذهاب الى الانتخابات اليوم قبل الغد، كما اوحى سماحته.
وتتابع المصادر أنه لم يرشح أي معلومات واضحة عن فحوى الزيارة الفرنسية، التي تأتي في ظل احساس باريس بضرورة القيام بمزيد من الجهود والضغط لإعادة تفعيل دورها في المنطقة، بعد سلسلة النكسات التي اصابتها، رغم تأكيدات من اكثر من مصدر ان الزيارة السادسة غير منسقة مع أي من اطراف “الخماسية الدولية”، وفقا لاوساط ديبلوماسية عربية.
وتكشف المصادر نقلا عن مطلعين، ان واشنطن استفادت من “الهوس” الفرنسي بالدور القطري في بيروت، حيث تسير باريس والدوحة في سباق مبادرات، املا بنفاذ أي منها في لحظة تخل اميركية، يراهن الطرفان على ان موعدها تشرين المقبل، غير مدركتين ان الملف اللبناني قد حسم اميركيا، ايا كانت عليه الاوضاع.
واشارت المصادر الى ان زيارة الوفد القطري في غضون ايام الى بيروت، ستحمل معها طرحا جديدا، تزامنا مع الدعوات الموجهة الى قيادات سياسية وروحية لزياراتها، خصوصا ان الاسبوع الحالي سيكون “مسيحي” الوجه في المباحثات القطرية التي لا يُعول عليها كثيرا، في ظل دورانها في الحلقة المفرغة للاسماء ذاتها، التي تدور في فلك “العسكر”.
وعليه ختمت المصادر بان اميركا “فرملت عمليا” كل الجهود للخروج من الازمة في بيروت، بعدما انجزت ترتيب كل اوراقها، وانزلت الاسماء على “البروفايلات” محتفظة بها في “جواريرها”، في انتظار ساعة الحسم، التي لن تكون قبل انجاز بعض الترتيبات الاقليمية، التي تبدأ من “تل ابيب” ولا تنتهي في طهران، وبينهما الرياض، حيث يتوقع ان تنطلق الادارات الثلاث في وقت متزامن.
والى ان يحين الوقت، كثيرة هي الملفات التي ستملأ الوقت الضائع، من احداث داخلية الى تفسيرات لزيارات سنشهدها قريبا، وصور قد تأتي من وراء البحار محمّلة باكثر مما تحمل.
ميشال نصر- الديار