6 عادات تؤدي إلى شيخوخة دماغك قبل الأوان

مع تقدمنا في العمر، تخضع أدمغتنا لتغيرات حتمية، مما يجعل من الصعب تذكر المعلومات، أو تعلم مهارات جديدة، أو تذكر أشياء بسيطة مثل اسم مطعم أو المكان الذي وضعنا فيه مفاتيحنا. ومع ذلك، قد تكون لدينا سيطرة كبيرة على صحة أدمغتنا تمكننا من منع الشيخوخة المبكرة من خلال العادات اليومية المدروسة. والأهم من ذلك، أن تجنب بعض السلوكيات يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على وظائفنا المعرفية.

وبحسب تقرير نشره موقع “huffpost”، حدد الخبراء مجموعة من العادات اليومية التي قد تبدو غير ضارة ولكنها قد تؤدي إلى تسريع شيخوخة الدماغ، وما يمكننا القيام به لمواجهة هذه التأثيرات.

عدم كفاية التفاعل الاجتماعي:

تمثل الحياة الحديثة العديد من العوائق أمام المشاركة الاجتماعية، بدءًا من العمل عن بعد، إلى إنجاب طفل جديد، وحتى التقاعد، والتي يمكن أن تجعل الخروج من المنزل أكثر صعوبة. وبحسب الدكتور زالدي تان، مدير برنامج الذاكرة والشيخوخة الصحية: “من الشائع في ثقافتنا أن نفقد شبكاتنا الاجتماعية ببطء مع تقدمنا في السن. نحن بحاجة إلى الحفاظ على شكل ما من أشكال الشبكات الاجتماعية التي يمكن الاعتماد عليها، حتى لو كنا لا نعتقد أننا في حاجة إليها”.

ويؤكد الخبراء أن التنشئة الاجتماعية تؤثر بشكل إيجابي على الدماغ، إذ إنّ مقابلة شخص جديد تخلق روابط جديدة داخل خلايا دماغنا. كما تعمل الشبكة الاجتماعية القوية أيضًا على تحسين الحالة المزاجية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الدماغ، حيث يعد الاكتئاب أحد عوامل الخطر المعروفة للإصابة بالخرف.

وفي حين أن التفاعلات الشخصية مثالية، إلا أن التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا، كما يشير الدكتور جلين فيني، مدير برنامج الذاكرة والإدراك: “بالنسبة لأولئك المعزولين جسديًا أو الذين يفتقرون إلى الأصدقاء والعائلة في بلدتهم، يمكن أن يكون المجتمع عبر الإنترنت بمثابة شريان حياة له فوائد حقيقية”.

الانخراط في الأنشطة العقلية المكررة:

إن إشراك عقلك في المهام المألوفة أمر جيد، ولكن دفعه خارج منطقة الراحة الخاصة به هو الأفضل. ويحذّر الخبراء من “القول إنني أكبر من أن أتعلم أشياء جديدة، لأن ذلك يمكن أن يدمر صحة الدماغ، ويؤدي إلى الشيخوخة المبكرة”. لذا، فإن تعلم مهارات جديدة، مثل آلة موسيقية أو لغة أجنبية، يشكل روابط جديدة بين خلايا الدماغ، مما يحافظ على شباب الدماغ ومرونته.

التوتر المزمن:

إن الحياة اليومية مليئة بالتوتر، ولكن أجسامنا عادة ما تتعافى من الأحداث المرهقة، إلا أن المشكلة قد تنشأ عندما يصبح التوتر مزمنًا دون أن يتم علاجه. وبحسب الدكتورة إليسا إيبل، أستاذة الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا: “نحن ماهرون في الحفاظ على مستويات معتدلة من التوتر طوال اليوم دون أن نلاحظ ذلك. لذا علينا التعرف على التوتر المزمن وإدارته من خلال تمارين اليقظة الذهنية والتنفس.

ويمكن أن يساعد الإجهاد الحاد قصير المدى، مثل استخدام الساونا أو الاستحمام البارد أو المشاركة في تمرينات عالية الكثافة، في التخلص من التوتر المزمن، وتحسين الاسترخاء، وتحسين جودة النوم، وكلها تساهم في صحة الدماغ.

الاعتماد المفرط على الوجبات السريعة:

في خضم الحياة اليومية، تصبح الوجبات السريعة خيارًا سهلاً. ومع ذلك، غالبًا ما تكون هذه الأطعمة معالجة بدرجة عالية ومليئة بالدهون المشبعة والسكريات المضافة، والتي ربطتها الدراسات بزيادة خطر الإصابة بالخرف. وأكد الخبراء أن هذه الأطعمة يمكن أن تؤدي إلى شيخوخة الدماغ قبل الأوان وتساهم في الظروف الصحية الضارة بصحته.

وفي حين أن تناول الوجبات السريعة من حين إلى آخر أمر جيد، إلا أنه من المهم إعطاء الأولوية لنظام غذائي غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، الموجودة في الخضار الورقية، والأسماك، وزيت الزيتون، والمكسرات، والتي ثبت أنها تعزز الذاكرة والتعلم، وتدفق الدم في الدماغ.

سوء نوعية النوم:

حتى لو كنت تهدف إلى الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة، فإن سوء نوعية النوم يمكن أن يجعلك تشعر بالتعب، ويتسبب في إضعاف وظائف المخ.

ويوضح الخبراء أن أدمغتنا أثناء النوم تقوم بفرز وتخزين الذكريات وإزالة بيتا أميلويد، وهو بروتين مرتبط بمرض الزهايمر. بالتالي فإن النوم المتقطع أو غير الكافي يؤدي إلى تعطيل هذه العمليات، مما يحدث صعوبات في التركيز، وزيادة خطر الإصابة بالخرف بمرور الوقت.

ويتضمن تحسين جودة النوم الحفاظ على وقت نوم ثابت، وتقليل تناول السوائل قبل النوم، وتجنب المهدئات.

قلة النشاط البدني:

تعد ممارسة الرياضة أمرًا حيويًا لصحة الدماغ، وتعزيز إنتاج هرمونات النمو والعوامل العصبية التي تدعم صحة الدماغ. ويؤكد الخبراء أن تمارين القلب والأوعية الدموية وبناء العضلات تحافظ على شباب الدماغ.

ويمكن أن يكون دمج النشاط البدني في نمط حياتك، مثل البستنة أو المشي لمسافات طويلة، أكثر استدامة وفائدة من جلسات الصالة الرياضية النادرة. كما أن النشاط البدني المنتظم يقلل من التوتر، ويزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يدعم صحة الدماغ على المدى الطويل.

ومع وجود سيطرة كبيرة على صحة دماغنا، فمن المهم عدم قبول التدهور المعرفي باعتباره جزءًا لا مفر منه من الشيخوخة. ويخلص الخبراء: “لا تفترض أنه يتعين عليك تجربة تغييرات كبيرة لمجرد تقدمك في السن. إن العناية بعقلك وجسمك تسمح لك بالشيخوخة المنظمة مع الحد الأدنى من التدهور المعرفي“.

ومن خلال اتخاذ خيارات مدروسة في عاداتنا اليومية، يمكننا الحفاظ على صحة دماغنا والتمتع بعقل أكثر وضوحًا ومرونة في سنواتنا اللاحقة.

أرم نيوز

مقالات ذات صلة