كاتيا دبغي لموقعنا ضمن فقرة “من اهل البيت”: ” لا يستقطبني ولا يستفزّني أي برنامج تلفزيوني… ونحن في زمن “صحافيي السيليكون”!

نحن لا ندّعي التكريم أو التبجيل في فقرتنا “من أهل البيت”.. بل نوجّه تحية وكلمة شكر لأهل مهنة المتاعب.. فننحني إجلالاً أمام قدير نتعلّم منه.. ونصفّق لزميل برع وأجاد ونجح.. ونحاول أن نسلّط الضوء على مغمور علنّا نكون باب عبور.. من صنّاع الخبر والرأي إلى الجمهور والقرّاء..

ننقل إليكم خبرات أجيال متنوّعة ونستقرئ آراءهم في واقعنا الإعلامي.. السياسي.. الفني.. أو الاجتماعي.. عارضين لواقع مهنة المتاعب بعدما أصبحت “صناعة الخبر” لا تحتاج لأكثر من هاتف.. بينما الخبر اليقين يناضل من أجله الصحافي الحقيقي.. واللقاء اليوم مع الصحافية الزميلة الراقية كاتيا دبغي.

*نعيش زمن الاستسهال بعد تصدّر “صحافيي السيليكون”
*”العربية الفصحى” تتعرّض إلى تشويه رهيب عبر الإعلام
*البرامج السياسية أصبحت “حفلات صراخ وسم بدن”
*أرفض حظر الـ”تيك توك” وأطالب بفرض ضوابط قضائية
*أسعى عبر موقع “نتاج” لصناعة فارق رغم غياب الدعم
*تجذبني “السينما الذكية” ولا تستهويني البرامج التلفزيونية

لم تسرقها الأضواء من هدوئها وتواضعها ورقيّها وحسن متابعتها
حفرت موقعا في قلب عالم الأضواء.. وحافظت على مسافتها منه
قلمها عاصر “عزّ الإعلام الورقي”.. وخبرتها ترفع شعار التطوّر
تُجيد لعبة الكلمة وصناعة الخبر بحرفية واحترام للمزاج المحلي والعربي
كانت على قدر مسؤولية إدارة مجلة “سيدتي” العربية العريقة لمدة 15 عاما
تسمع بإنصات.. قليلة الكلام.. وبعيدة عن “قيل وقال” المجتمع والمشاهير
أناملها تدير اللعبة الإعلامية برقي لذلك موقعها “نتاج” وُلد بهدوء.. ويكبر بزخم المضمون

**********************************

حاورتها رئيسة التحرير: إيمان أبو نكد

وفي ما يلي نص الحوار:

*من كلية الإعلام إلى موقع “نتاج”.. من هي الزميلة الصحافية كاتيا دبغي؟
– بعد تخرّجي من كلية الإعلام، بدأتُ رحلتي في عالم الصحافة المكتوبة بـ”دار الصياد”، وتحديداً، كانت بداية المشوار من صحيفة “الأنوار”، كما عملت في إذاعة “صوت لبنان” مع الإعلامي الراحل سامي غميقة، قبل أن أصبح مراسلة لمجلة “سيدتي” الصادرة في لندن بدءاً من العام 1995، حيث كنت أقوم بإعداد تقارير وتغطيات ومقابلات ذات طابع فني وأجتماعي.

ومع مرور الوقت ازداد حجم المسؤوليات، واستلمت مسؤولية مكتب بيروت للمجلة أولاً، ثم تدرّجتُ إلى منصب مديرة تحرير مجلة وموقع “سيدتي”، طبعاً مع ما فرضه المنصب الجديد من مسؤوليات كبيرة تتلخص بإدارة فريق عمل كبير في بيروت ومختلف الدول العربية، حيث تتوزّع مكاتب المجلة.

استمرّت الرحلة كمديرة تحرير مجلة وموقع “سيدتي” لمدة 15 سنة، قبل أن أغادرها في العام 2020، وأتفرغ للعمل الحر وتأسيس موقعي الخاص”نتاج”، الذي يُعنى بشؤون المرأة ونمط الحياة والمشاهير، كما التقاط الأنفاس بعد سنوات أمضيتها في عائلتي الأولى، التي أحتفظ لها في ذاكرتي وقلبي كل الحب.

* كيف تم التطوير والانتقال من عالم الإعلام الورقي.. الى الإلكتروني؟؟
– عاصرتُ نشأة الصحافة الإلكترونية، كما عاصرتُ زمن الصحافة الورقية، وكنّا بداية نحرص على الدمج بالترويج لمحتوى المجلة والموقع، ثم ومع تراجع منسوب الإعلانات في المجلات والمطبوعات كافة، فكان لا بد من التركيز على الإعلام الإلكتروني، مع اكتشاف هذا العالم الجديد والسريع والحيوي الذي جذبني شخصياً.
تحمّستُ مع فريق العمل على إحداث نقلة نوعية من الإعلام المكتوب إلى الإلكتروني، فحرصت على الإلمام بكل جوانبه والخضوع لدورات تدريبية مُتعدّدة وحضور مؤتمرات حول العالم، للقيام بالمهمة على أكمل وجه وأتم جهوزية، ولكن في نفس الوقت، لم نتخل عن المجلة الورقية، التي حافظت على قرّائها المخلصين.

* هل بلغنا مرحلة انحطاط الإعلام وسقوطه أمام مواقع التواصل؟.. وما هي الأسباب؟
– ليس الإعلام وحده مَنْ يعيش عصر الانحدار والاستسهال، بل إنّنا نعيش هذا التراجع في مختلف المجالات، وبالطبع هناك دخلاء يشوّهون الإعلام بكل مرافقه، من خلال الجهل أولاً، واللهاث وراء الشهرة و”الترند والرايتينغ”، بحيث يغلب الشكل على المحتوى، والغباء على المضمون الهادف، بالمختصر نحن في زمن “شحّت” فيه الوجوه الإعلامية الحقيقية، وحلّ مكانها “زمن صحافيي السيليكون”، ممَّنْ “ينفخون” أنفسهم ويطبّلون لغيرهم. هذا إلى جانب ما نراه من تشويه للغة العربية في إعلامنا، من محطات تلفزيونية ومواقع إلكترونية وإذاعات وغيرها من وسائل الإعلام، الهم ما عدا بعض الاستثناءات .

*في ظل تفشي المواقع الإلكترونية والحسابات الوهمية والصفحات الإخبارية، كيف تحافظ كاتيا دبغي على حضور “مولودها الجديد نتاج” ، وتميّزها عن الآخرين؟
– بكل صدق أحاول في موقع “نتاج” أنْ أصنع بعض الفارق، رغم ما يعترض المبادرات الفردية من مصاعب في ظل غياب الدعم المالي، هناك مؤسسات إعلامية كبيرة اليوم تعاني في هذا المجال، خاصة أنه لم يعد السبق الصحفي موجوداً في ظل تصدّر مواقع التواصل الاجتماعي لسرقة الحدث، ونحن اليوم نبحث عن البديل في صناعة أفكار جديدة وغير مستهلكة في السوق الإعلامي. وقد يكون هناك بعض الـ”بودكاست” الذي يقدّم محتوى جديداً وجاذباً لشريحة واسعة من الناس، أو تطوير محتوى مواقع التواصل الاجتماعي وعرضها بأسلوب جاذب، لكن المهم أن لا نتوقف عن السعي لنجاح أي شيء نسعى إليه في حياتنا، رغم ما يعترضنا في هذا البلد من مصاعب وتحديات ومعوقات .

* بعد أزمة التيك توك.. كيف تقيّم كاتيا دبغي الوضع.. وهل تعتبر أنّه يجب حظر هذه المنصة؟!
– أعارض الفئة المطالبة بإيقاف منصات التواصل، لاسيما “تيك توك”، فالمنصة ليست مسؤولة عن المحتوى الذي يُقدّم عبرها، وهناك – كما أشرت – محتوى هادف وجيد وترفيهي “ذكي” إلى جانب محتوى في قمة الانحدار والابتذال، ولكن أؤيد إجراء رقابة ووقف الحسابات الرديئة وفقاً للقوانين مرعية الإجراء، خاصة أنها تسعى إلى الإتجار الرخيص بالعقول، من خلال البث الحي أو الـLive على تيك توك بهدف جني الأرباح والأموال بالترويج للتفاهة والبلاهة، وللأسف أعرف أشخاصاً كثيرين تركوا وظائفهم وأعمالهم، وتفرّغوا لـ “تيك توك” سعياً وراء المال السهل وبأي طريقة ولو على حساب سمعتهم وكرامتهم، لذلك من المهم وضع ضوابط تربوية وأخلاقية وقضائية رادعة لما يحصل من فوضى واستغلال لأصحاب النفوس الضعيفة على مواقع التواصل الأجتماعي .

*أي نوعية من البرامج تستهوي كاتيا دبغي.. وكيف تصنف برامجنا السياسية اليوم؟
– صراحة، لا يستقطبني أي برنامج تلفزيوني، لذلك أنا لا أُستفز! لأنّني “مُشاهدة بالصدفة”، فلا أتعمّد أو أترقّب متابعة أي برنامج أو “Talk Show”، لأن معظم البرامج مستنسخة ومُعرّبة، وبرامج الحوار السياسي “حفلة صراخ.. وسم بدن”، لذلك أفضّل ألا أهدر طاقتي على ما يؤذيني، وأستمتع بمشاهدة أعمال عبر منصات البث الخاص كـ”نتفليكس”، وأنا تستهويني الأفلام العالمية والوثائقية، وكذلك أفلام السير الذاتية والقصص المنقولة من الواقع، بمعنى تجذبني “السينما الذكية” وأفضلها على البرامج التلفزيونية .

*انطلاقاً من خبرتك في مجال الاحتفالات الكبرى والتكريمات ، إلى أين الاتجاه اليوم في ظل طفرة المهرجانات المعلّبة؟
– هناك دائماً أصابع اتهام تُوجّه إلى القيّمين على المهرجانات التكريمية، ونسمع ما يتردد في بعض الكواليس، ولكن إرضاء الناس ليس هدفاً بقدر ما نسعى إلى الخيارات الصائبة، وبصفتي مشاركة في لجنة تحكيم مهرجان “موريكس دور” منذ سنوات، وليس من باب المجاملة أو الدفاع، أنا شاهدة على ما يدور في الاجتماعات ووراء الأبواب المغلقة من نقاشات واختلافات بالرأي بهدف الوصول إلى الخيار الأنسب في كل فئة، والاحتكام يكون إلى رأي الأكثرية في لجان التحكيم، بكل ما تمثله من تنوّع خبرات وكفاءة وسمعة ممتازة. بالطبع هناك طفرة مهرجانات تتّسم بالطابع التجاري والتكريمات المدفوعة والجوائز المعلّبة، ولكن نراهن على الناس والجمهور الذي يميّز بين الأصيل والمزيّف.

خاص Checklebanon
رئيسة التحرير: إيمان ابو نكد
مدير التحرير: مصطفى شريف

مقالات ذات صلة