«الحوار هنا .. وليس هناك»!
البارز في السياق الحواري، هو ضيق مساحة المعترضين على مبدأ الحوار، حيث اكّدت معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» انّ «التيار الوطني الحر» انضمّ الى مؤيدي الحوار، دون ان يرهن مشاركته في الحوار بشروط مسبقة، بحيث لم يبق في دائرة رافضي الحوار سوى حزب «القوات اللبنانية» وبعض المكونات النيابية والسياسية المتناغمة مع موقفه.
ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول إمكان عقد حوار في غياب رافضيه، اكّد مصدر سياسي مسؤول: «المطلوب هو حوار شامل الجميع، فليس المهمّ فقط الجلوس على الطاولة للتفاهم على مرشح او مرشحين ومن بعدها نذهب الى مجلس النواب للانتخاب في جلسات بدورات متتالية، بل الأساس هو الاتفاق على توفير نصاب الانعقاد والانتخاب اي 86 نائباً فما فوق. وهذا الأمر لم ينضج حتى الآن، ويؤكّد الحاجة الملحّة للانطلاق في هذا الحوار».
وفي موازاة الحديث عن توجّه فرنسي للدعوة الى حوار رئاسي في باريس، لا تُسقط مصادر سياسية من حسبانها احتمال أن يعقّد رافضو الحوار مهمّة لودريان ، فيما يبرز في هذا السياق موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يبدو متحمساً لهذا الأمر، بل الأفضل أن ينعقد هذا الحوار هنا في بيروت. وقد سبق وذهبنا مرّة الى «سان كلو»، ولم نصل الى اي نتيجة. فيما لنا تجربة حوارية لبنانية منتجة في الدوحة قبل انتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2008».
ورداً على سؤال لـ«الجمهورية»، اكّد بري انّه «لا يفهم حتى الآن موجبات رفض الحوار الذي دعا اليه، والبعض يتصرّف حيال هذا الامر وكأنّه جريمة، فيما هو السبيل الوحيد الذي من دونه لن نتمكن من إنهاء الأزمة الرئاسية وانتخاب رئيس. قلنا هذا مراراً ونكرّر انّ الحوار هو مفتاح الرئاسة، وهذا الحوار سيحصل في نهاية المطاف، ولو انّهم وافقوا على المبادرات والدعوات الى الحوار من البداية، لكنا انتخبنا رئيساً للجمهورية قبل سنة على الاقل من الآن، ولوفرنا على بلدنا كل هذه التعقيدات وكل هذا التعطيل والشلل».
ورداً على سؤال آخر عمّن سيرأس الحوار إن تمّ التوافق عليه في بيروت، قال: «أنا بالتأكيد».
وعن الطروحات التي تحدثت عن رئاسة الحوار وإدارته من قبل شخصية غير الرئيس بري قال: «هذا الامر ليس وارداً على الاطلاق».
الجمهورية