صرخة في وادي الاحتراب اللبناني: «إنذار» الخماسية لانتخاب رئيس «الآن وليس غداً»!

على وهج «طبول الحرب» الواسعة التي تُقرع جنوباً وكأنها واقعة غداً أو ربما لن تقع أبداً، لم يَبْدُ ناقوسُ الخطر الذي عبّر عنه بيان «مجموعة الخمس» حول لبنان من استمرارِ الفراغ في رئاسة الجمهورية ولو لشهر إضافي واحد كافياً لاستشراف أن «مهلة الحثّ» ستفعل فعلها وتحقق ما عجزتْ الأشهر الـ 18 الماضية عن اجتراحه.

ولم تبدّل صرخة «الخماسية» في بيانها (الخميس) لجهة أن انتخاب رئيس بات أمراً ملحاً في ظل حراجة وضع الوطن الصغير وشعبه، اقتصادياً واجتماعياً، إلى جانب الحاجة «لضمان وجود لبنان بفعالية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية وكذلك لإبرام اتفاق ديبلوماسي مستقبلي في شأن حدود لبنان الجنوبية»، في التوقعات بإزاء متشابكة لا أحد يتصوّر أن تفكيكها ممكن:

* أولاً قبل تبيان الخيط الأبيض من الأسود في حرب غزة وأخواتها، ومهما حاولت الخماسية القيام بهذا الفصل.

* وثانياً من دون إطار يوسّع هذه المجموعة لتصبح «خمسة زائد واحد»، هو إيران الذي لا يكتمل نصاب أي تسوية رئاسية من دونها ومن خارج تعديل اقتناع البعض بأن «حزب الله» في وارد المساومة على هذه الورقة الثمينة بمعزل عن الحسابات الـ «ماكرو»، التي تقف معها المنطقة على أعتاب نظام إقليمي جديد.

وفي هذا الإطار لم توحِ المناخات يوم أمس، بأن الحِراك الذي بدا أن السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو بدأه بزيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع سيُفضي إلى توفير أرضية لملاقاة «خريطة الطريق»، التي حددها سفراء كل من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر للخروج من المأزق الرئاسي.

وفي رأي أوساط مطلعة أن «العقدة والحل» ما زالا لدى فريق «الممانعة» بقيادة «حزب الله» المتمسك بمرشحه سليمان فرنجية وبآليةٍ لتشاور أو حوار يتخذ طابعاً رسمياً ويترأسه رئيس البرلمان نبيه بري، والأهمّ برفْض أن يكون التشاور تمهيداً لجلسة انتخابٍ بدورات متتالية يتعهّد هذا الفريق بعدم تطيير نصابها (ما يعني أن الدورة الثانية وما بعد تُفتتح على قاعدة أن حصول أي مرشح على النصف زائد واحد أي 65 صوتاً يكون رئيساً) بل مُصراً على «جلسات مفتوحة» ما يعني أن كل جلسة يُختتم محضرها ويتعيّن أن تبدأ التالية بتصويتٍ يتطلب انتخاب رئيس فيها الثلثان (86 صوتاً).

وكان بيان الخماسية قدّم «شيفرة» سهلة التفكيك تؤشر إلى أن انتخاب فرنجية «لا يمرّ» وأن الحاجة هي لمرشح ثالث أي من خارج الاصطفافات «يوحّد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه ويشكل تحالفاً واسعاً وشاملاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية»، كما أن هذه الشيفرة تقترب من طرْح المعارضة حيال آلية التشاور ومدته وما سيليه بتأييدها «مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية لإنهاء الجمود السياسي الحالي. وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفَّق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشَّحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد».

وكان نُقل عن بري أنه «يأمل أن تلبي الكتل مطلب الخماسية وتدخل المشاورات المطلوبة «وأنه عند لحظة تأكُّده أن الأفرقاء المعنيين سيشاركون في المشاورات السياسية المقترحة وغير المفتوحة والتعاطي معها في شكل جدي» لا يمانع في تحديد جلسة الانتخاب إذا كان يضمن أن تكون منتجة وتلبي المطلوب وألا تكون على شكل سابقاتها، فيما نقلت وسائل إعلام لبنانية أخرى أنه «سيدعو إلى جلسات بدورات متتالية، وليس إلى جلسة واحدة بدورات متتالية».

الراي

مقالات ذات صلة