هل ستموّل أوروبا إعادة إعمار الجنوب ولبنان ومقابل أي نوع من الشروط؟
هل يشكل مبلغ المليار يورو الأوروبية “عيّنة أولى” على الجهات التي يمكنها أن تعمل على تمويل لبنان لإعادة إعمار جنوبه بعد انتهاء حرب غزة وإقفال جبهة الإسناد الجنوبية، أو حتى لإعادة إعماره كلياً، في ما لو انزلق البلد كلّه الى حرب خلال الأسابيع القادمة؟
تمويل صيني؟
فلا شيء يُفيد بأن الخليجيين أو العرب عموماً سينظرون الى لبنان، ولا حتى بمقدار “لفتة”، حتى ولو دُمِّرَ بالكامل بسبب أي حرب. فيما يرجَّج بأن لا تحشد الولايات المتحدة الأميركية أي نوع من الدعم الفعلي لتمويل إعادة إعمار البلد أو جنوبه، إذا فشلت كل محاولاتها لاحتواء التصعيد الجنوبي بطريقة ديبلوماسية.
هذا فضلاً عن أن دول الشرق عاجزة بمعظمها عن تمويل مثل تلك التكاليف، فيما لن تدخل الصين في مثل تلك الأمور مجاناً، في وقت لا قدرة لدى أحد في الداخل اللبناني على منح بكين الثمن الذي تريده من لبنان وفيه بوجه أميركا، كشرط لتوفير تمويل صيني لأي شيء فيه (لبنان).
أوروبا؟؟؟
وأمام هذا الواقع، هل تموّل أوروبا إعادة إعمار الجنوب، أو لبنان عموماً، مقابل المزيد من المطالب والشروط المتعلّقة بأزمات النزوح واللّجوء؟ وهل يبرز المزيد من تلك الشروط الأوروبية مستقبلاً؟ والى أي مدى يمكن لمثل هذا التمويل أن يكون ثمرة اتّفاقات أوروبية – إيرانية، لن تتأخّر أوروبا في قبض ثمنها سواء في لبنان، أو في غيره من دول المنطقة أيضاً، برعاية إيرانية؟
تفاهم خارجي
اعتبر مصدر مُطَّلِع أن “الأوروبيين لن يبالغوا بالذهاب في هذا الاتّجاه. فإعادة إعمار جنوب لبنان أو لبنان بعد الحرب هو قرار خارجي عام. والخليجيون سيكونون في طليعة من يساهمون به، بتوجيه أميركي”.
وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “الحديث عن إعادة إعمار في لبنان لا يزال مُبكراً جدّاً الآن، وهو مسار مرتبط بالنظام السياسي، وبمستقبل حالة الإدارة السياسية للبلد. فلبنان تحت الحصار لأسباب سياسية، ومستقبل إعادة الإعمار فيه يشبه مستقبل الأوضاع الاقتصادية والمالية، التي تحتاج الى تفاهم خارجي على توجّه سياسي جديد له (لبنان) يكون مقبولاً في الداخل”.
وأضاف:”هذا أمر بعيد جدّاً حالياً، وليس سهلاً أصلاً، لأنه مرتبط بالأزمة الإقليمية، وبالنفوذ الإيراني في لبنان، وبالمعارضة المحليّة للتوجّهات الخارجية التي تسبّبت بمحاصرتنا. ولا شيء ممكناً إلا بتفاهم إقليمي – دولي – عربي، لا يزال بعيد المنال في المدى المنظور”.
لا نتيجة…
وشدّد المصدر على أن “لبنان سيواجه مشاكله وحيداً، لمدّة طويلة. ولولا المصادر غير المنظورة للدولار في البلد، لكان وضعنا أسوأ ممّا هو عليه الآن بكثير. فالبُعد الأساسي للصعوبات المعيشية والاجتماعية المحلية هو سياسي”.
وختم:”هناك مراحل عدّة يجب أن تُنفَّذ قبل أن نتحدث عن مستقبل لبنان، وذلك سواء أنجزنا الاستحقاق الرئاسي أو لا، وسواء شكّلنا حكومة جديدة أو لا. فيجب أولاً حلّ مشاكل لبنان مع الخارج ومن الخارج، نظراً لأن أزماتنا المحلية بدأت بضغط من هذا الخارج. وبغير ذلك، لا نتيجة”.
أخبار اليوم