قطاعات اقتصادية تضررت من الحرب… والقطاع السياحي في الصدارة!

لا شك أن كافة القطاعات قد تضررت من جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ولا تتوقف الأضرار على القطاعات الواقعة في المناطق الساخنة بحيث تدمر عدد كبير من الشركات والمؤسسات، بل هذه الأضرار شملت المؤسسات في المناطق الآمنة أو الأكثر أمناً نظراً لتراجع أعمالها بشكل كبير سيما المتعلق منها بالكماليات .

في هذا الإطار يقول عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف ورئيس الاتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين MIDEL فؤاد زمكحل في حديثه للديار : حذرنا من تداعيات هذه الحرب التي بدأت منذ سنة تقريباً لأن لبنان فقد كل مكوناته ومقوماته للصمود وللمواجهة ولإعادة الإعمار، وهو غير قادر على مواجهة هذه الحرب بعد خمس سنوات من اكبر أزمة مالية و نقدية واقتصادية في تاريخ العالم .

وإذ لفت زمكحل إلى أن هذه الحرب التدميرية الإجرامية التي تُشَن على لبنان تضرب كل القطاعات الإنتاجية، أشار إلى أن القطاع الأول الذي دفع الثمن الباهظ منذ بدء فتح جبهة الجنوب هو القطاع السياحي الذي كان قد حقق للاقتصاد اللبناني والناتج المحلي في صيف 2023 فوق 4 مليار دولار ، “و كان أملنا أن نربط موسم نهاية العام 2023 بموسم الصيف ولكن تفاجأنا بحرب الإسناد التي ضربت كل آمالنا و توقعاتنا ودخلنا في أزمة كبيرة بعد توسع رقعة الحرب “، مقدٍراً خسائر القطاع السياحي منذ حوالى سنة بأكثر من 5 مليار دولار .

أما القطاع الثاني الذي دفع أثماناً باهظة من جراء الإعتداءات الإسرائيلية ، فأشار زمكحل إلى قطاع الصناعة الذي بدأ يخطو خطواته الأولى نحو النمو بعد خمس سنوات من الأزمة وتمكن من تسكير ديونه وتخفيض خدمة الدين واستطاع أن ينافس الشركات الدولية، لكنه اليوم تلقى العديد من الضربات من جراء الحرب تبدأ بزيادة الكلفة الإنتاجية وزيادة كلفة النقل وزيادة كلفة التأمين فضلاً عن أزمة العمال بحيث لا يتمكن قسم كبير منهم من الوصول إلى أماكن عملهم .

ويأسف زمكحل لأن القطاع الصناعي خسر ثقة المستهلك الدولي والزبائن الدوليين سيما أن القطاع الصناعي مبني على التصدير ، لافتاً أنه بعد أكثر من شهر من توسع الحرب القطاع الصناعي ينجز الطلبات التي كانت لديه، لكن من المستبعد ان يكون هناك طلبات جديدة لدى القطاع الصناعي الذي ما زال يعمل والموجود في مناطق آمنة، وليس القطاع الصناعي الذي تدمر من جراء الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية .
وتحدث زمكحل عن القطاع الثالث المهم جداً الذي تضرر من جراء الحرب وهو القطاع الزراعي الذي تُعد منطقتا البقاع و الجنوب مركزه الأساسي والأرض الخصبة له والبقاع والجنوب اليوم تحت النيران اليومية لافتاً إلى أن القطاع الزراعي يواجه أزمة كبيرة من جراء استهدافه بالقنابل الفوسفورية التي نحتاج إلى خمس سنوات بعد توقف إطلاق النار كي نتخلص من تداعياتها.

ومن القطاعات المهمة جداً أيضاً والتي تضررت من جراء الحرب كما يقول زمكحل هو القطاع المالي والنقدي الذي ساعد في إعادة الإعمار إثر حرب العام 2006 أما اليوم فلا يمكنه القيام بذلك وهو غير قادر على المواجهة، مذكراً أن اللبنانيين خسروا أموالهم وخسروا قرشهم الابيض الذي خبؤوه لليوم الأسود.

وإذ أشار زمكحل إلى القطاع الأخير الذي تضرر من جراء الحرب وهو القطاع التكنولوجي الذي تلقى ضربات كبيرة متخوفاً من الانقطاع نهائياً من الحلقة الدولية، رأى انه كلما طالت الحرب استمرت القطاعات الإنتاجية (القطاع الصناعي والسياحي والتجاري والمصرفي والتكنولوجي ) في التراجع .

ووفقاً لزمكحل الأولوية اليوم لدى الشركات اللبنانية هي حماية موظفيها ومن ثم العمل على التأقلم مع ظروف الحرب في ظل اقتصاد أقل حجماً بشكل كبير، لافتاً إلى أن الاقتصاد اللبناني انحدر من 55 مليار في العام 2018 إلى 18 مليار كنانج محلي في العام 2023 واليوم في ظل الحرب من المتوقع ان ينخفض الناتج المحلي إلى 12 مليار .

ورداً على سؤال حول انعكاس هذا التراجع في عمل الشركات على العمال قال زمكحل : في ظل هذا التراجع في عمل الشركات وعدم تمكن الكثير من العمال من الوصول إلى مكان عملهم إذا تمكنت الشركات من دفع رواتب عمالها عن شهر تشرين الثاني لكن هناك بعض الشركات لن تتمكن من دفع كل الرواتب عن شهر كانون الأول المقبل نتيجة عدم توافر السيولة لدى الشركات ولدى المصارف، ” كاشفاً ان هناك بعض القطاعات بدأت بتخفيض الرواتب متخوفاً في حال طالت الحرب أكثر من ارتفاع نسبة البطالة، “ومع تفاقم أزمة الحرب نحن ذاهبون إلى أزمة اجتماعية خانقة”.

ورداً على سؤال عن مدى أهمية إعادة انتخابه رئيساً للمجلس الإقتصادي والاجتماعي للوكالة الجامعية الفرانكفونية AUF لدورة ثانية أعرب زمكحل عن سعادته لرفع اسم لبنان في المنصات الدولية مرة أخرى ولأظهار وجه لبنان الجميل، “فلبنان ليس أرضاً للحروب بل هو أرض المعرفة وهو ملجأ الرياديين والمبتكرين والذين ينشدون السلام”.

وقال الرسالة الأولى التي اود ان أوجهها هي أننا نريد ان يكون لبنان منصة حوار وسلام وتوافق متمنياً أن تكون هذه الحرب الأخيرة على أرض لبنان مشدداً على ضرورة بذل الجهود الديبلوماسية ” وسأسعى للقيام بدور في الجهود الديبلوماسية مع الفرانكفونية وليس فقط إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار بل يجب البناء للسلام والاتفاق وإعادة إعمار حقيقية للبنان الجديد الذي نريد وأتمنى أن أتمكن من إيصال الصوت للفرانكفونية ولكل الجامعات والطلاب في العالم”.

الديار

مقالات ذات صلة