“لبنان يقف على مفترق طرق لبنان أحلاها مرّ”… والجنوب على صفيح رفح !
بعد أيام على سيطرة إسرائيل على معبر رفح وإقفالها أي صلة لقطاع غزة بمصر، يمكن القول إن الوضع في رفح بالغ الخطورة، وبات ينذر بما هو أسوأ مع استمرار الاحتلال في عدوانه.
الحرب على رفح تلقي بثقلها على جنوب لبنان، حيث وصفت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” الالكترونية الوضع بالدقيق جداً، مع تكرار وزير الحرب الإسرائيلي لتحذيراته خلال جولة على الحدود مع لبنان أمس من أن الصيف قد يكون ساخناً، قائلاً “مصرّون على إعادة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم بأمان وإعادة بناء ما تهدم”، مشيراً إلى أن العمليات في الجبهة الشمالية لم تكتمل.
وفيما مصير الجنوب يرتبط منذ البداية بمصير حرب غزة، توقعت المصادر أن تكون الساعات الـ48 المقبلة حاسمة لجهة استئناف المفاوضات بين إسرائيل وحماس برعاية مصرية وقطرية بعد موافقة حماس على المقترحات المصرية، لكن الطابة الآن في ملعب كيان الاحتلال.
ومع بقاء الوضع في الجنوب على حاله، لفتت المصادر إلى أن حزب الله بدأ يميل إلى تبني المقترحات التي قدّمها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أكثر من الورقة الفرنسية.
النائب السابق عاصم عراجي اعتبر في حديث مع “الأنباء” الالكترونية أن سيطرة إسرائيل على معبر رفح تهدف إلى الضغط على حماس للإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين لديها. لكنه لم يستبعد أن تغامر حكومة الحرب الاسرائيلية باقتحام رفح في حال لم ترضخ حماس لشروط نتنياهو، وعندها ستحصل كارثة كبيرة مع وجود مليون ومئتي ألف فلسطيني في رفح يعيش غالبيتهم في الخيم.
وتوقع عراجي ضغطاً أميركياً ودولياً لمنع إسرائيل من تنفيذ تهديداتها، لكنه ذكّر في المقابل “بالعقيدة الصهيونية الدينية التي تطالب بدولة يهودية من الفرات للنيل لأن اجتياح اسرائيل لمدينة رفح وطرد الفلسطينيين إلى مصر سيكون مقدمة لطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية بعد أن وصل عدد المستوطنين اليهود فيها إلى 800 الف نسمة، واعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل”، متوقعاً في حال استمر الهجوم على رفح أن :تزداد حماوة المواجهات في الجنوب وقيام اسرائيل بعملية عسكرية ضد لبنان”.
تطورات الجنوب حضرت أيضاً في زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، إلى عين التينة، على رأس وفد نيابي وحزبي. حيث تطرق البحث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ما يجري في فلسطين وجنوب لبنان من عدوان إسرائيلي وحشي وجرى التأكيد على ضرورة وقف فوري ودائم لإطلاق النار وتطبيق القرار 1701 لإعادة الاستقرار إلى الجنوب ووقف الإعتداءات الإسرائيلية ضد القرى الجنوبية.
وإضافة إلى الوضع جنوباً، حضر ملف النازحين السوريين في الزيارة، حيث عرض الوفد مع الرئيس بري الورقة التي أعدّها الحزب التقدمي الإشتراكي المتعلقة بملف النازحين في لبنان. وكان هناك تأكيد على معالجة هذا الملف برؤية وطنية واحدة ضمن مؤسسات الدولة بعيداً عن التحريض والاستغلال وضمن ما يحفظ هيبة الدولة وكرامة المواطن اللبناني.
في هذا السياق، طالب النائب السابق عراجي المجتمع الدولي لمعالجة هذا الملف بطرق موضوعية بعيداً عن العنصرية والتعصب، مقدراً حاجة لبنان إلى العمالة السورية البالغة نحو 400 ألف عامل سوري، داعياً الحكومة اللبنانية للتفاوض مع الحكومة السورية بهذا الشأن. وسأل عراجي عن نتائج الزيارة التي قام بها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب قبل أشهر إلى سوريا على رأس وفد، ولماذا لم يضع اللبنانيين في أجواء لقاءاته مع المسؤولين السوريين.
باختصار، فإن لبنان على مفترق طرق أحلاها مرّ، والأيام المقبلة ستحمل معها مواعيد ومحطات مصيرية على أكثر من صعيد.
الانباء الالكترونية