مفاوضات غزة تتعثر بالشروط والصراعات الاسرائيلية..

تبدو مفاوضات الهدنة في غزة وتبادل الأسرى، عالقة بين فكيّ اليمين الاسرائيلي الذي يضغط لشن عملية عسكرية في رفح، وعائلات المتجزين الاسرائيليين الذي خرجوا في مظاهرات واسعة ضد حكومة الحرب، متهمين رئيسها بنيامين نتنياهو بمحاولة “نسف الاحتمال الوحيد لإنقاذهم”، في وقت استمهلت حركة “حماس” قبل تسليم ردها، لاستيضاح بعض النقاط.

ويحاول نتنياهو إحباط إمكانية إحداث خرق في المفاوضات القائمة في القاهرة، حيث كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أن رئيس حكومة الحرب “لم يدع الوزيرين في الكابينيت بيني غانتس وغادي آيزنكوت، للمشاركة في المداولات التي تقرر خلالها عدم إيفاد المفاوضين الإسرائيليين إلى القاهرة”، وكشفت أن مكتب نتنياهو “قدّم إحاطات صحافية شدد فيها على أن إسرائيل لن تتنازل عن اجتياح رفح ولن توافق على إنهاء الحرب”.

وفي ظل أجواء التفاؤل التي تبثها القاهرة، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلي مطلعة على المحادثات قولها إن “المؤشرات ليست جيدة. هناك تقارير متفائلة للغاية في مصر وكأن حماس توافق على كل شيء باستثناء بعض البنود، وفي إسرائيل يقولون بكل وضوح: هناك شعور بأن المصريين يحاولون رسم صورة أكثر وردية من تلك الموجودة بالواقع”.

وتصطدم المفاوضات برفض الاحتلال وقف الحرب، ونقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن “مسؤول رفيع طلب عدم كشف هويته” أن “المعلومات التي تفيد بأن إسرائيل وافقت على وضع حد للحرب، في إطار اتفاق على تبادل للسجناء أو بأن إسرائيل ستسمح للوسطاء بضمان وقف الحرب، غير دقيقة. إلى الآن، لم تتخل حماس عن مطلبها وضع حد للحرب، وهي بذلك تعرقل إمكان التوصل إلى اتفاق”.

وانتهت جولة المحادثات في القاهرة السبت، من دون أن تحرز أي تطور، حسبما قال مسؤول في “حماس” لوكالة “فرانس برس”، مضيفاً أن “المحادثات انتهت لهذا اليوم، وستعقد جولة أخرى غداً”.

وفي السياق نفسه، نقلت “الجزيرة” عن مصدر قيادي في “حماس” قوله إن الحركة “لن توافق بأي حال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقف الحرب على غزة”. وقال: “معلوماتنا تؤكد أن نتنياهو شخصياً يعرقل التوصل الى اتفاق”، وذلك “لحسابات شخصية”.

ضغوط اليمينويتماهى نتنياهو مع الموقف المتشدد الذي يمثله وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي رحب بقرار نتنياهو عدم إرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، وقال في بيان مقتضب: “أرحب بقرار رئيس الحكومة بعدم إرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة. وآمل أن يفي أيضا بالالتزامات الأخرى التي قطعها لي في الاجتماع الذي عقده معي الأسبوع الماضي: لا للصفقة، نعم لرفح”.

ولوّح ين غفير بإسقاط الحكومة في حال لم يَفِ نتنياهو بالالتزامات التي تعهد له بها، وقال: “رئيس الحكومة يعرف جيدًا ثمن عدم الوفاء بهذه الالتزامات”.

أما سموتريتش فدعا إلى الإسراع في شن الهجوم المقرر للاحتلال على مدينة رفح، مشددا على رفضه لاتفاق حول تبادل الأسرى مع حركة حماس قد يؤدي إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 211 يوما، وشدد على أن “الأولوية تبقى لاجتياح رفح”.

وقال سموتريتش إن “الحكومة الإسرائيلية لديها تفويض واحد فقط وهو الانتصار”، واعتبر أن “صفقة انهزامية من شأنها أن تنهي الحرب دون تحقيق النصر المطلق هي كارثة”، وختم بالدعوة إلى اجتياح “رفح فوراً”.

احتجاجات عائلات المحتجزين
وفي مقابل ضغوط اليمين، تجددت مساء، السبت، الاحتجاجات الإسرائيلية ضد حكومة نتنياهو منها المطالبة بإجراء انتخابات وأخرى بصفقة تبادل أسرى في تل أبيب حيث تظاهر الآلاف في مفرق “كابلان” للمطالبة بإجراء انتخابات بشكل فوري، وسط إغلاق الشارع من قبل الشرطة، كما نظمت مظاهرة أخرى لعائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في المدينة.

وجاء عن عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، أن “حماس أشارت إلى موافقتها على الصفقة، بينما يحاول نتنياهو مجددا نسف الاحتمال الوحيد لإنقاذهم وهو يختبئ وراء مسمى (مصدر سياسي رفيع)”.

وأضافت أن “شعب إسرائيل يريد المختطفين أحياء ويوافق على دفع الثمن، لكن نتنياهو يفضل التحالف مع بن غفير وسموتريتش”، مشيرة إلى أنه “إن كان ثمن استعادة المختطفين وقف الحرب فيجب وقفها فوراً”.

وقال رئيس المعارضة يائير لبيد، خلال مشاركته في المظاهرة بتل أبيب، إنه “لا يوجد شيء اسمه انتصار دون صفقة وعودة المختطفين. بدلا من كل الرسائل السخيفة تحت مسمى (مصدر سياسي)، على نتنياهو أن يرسل الفريق المفاوض الليلة إلى القاهرة ويقول لهم ألا يعودوا من دون صفقة وعودة المختطفين”.

المدن

مقالات ذات صلة