خاص: عندما يتحوّل السياديون إلى ممانعين ويخذلون “اجتماع معراب”!

كم هو غريب ومُستغرب التماهي ما بين مبادئ حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية”.. التي يرددها ويعيدها ويزيدها “فتى الكتائب” سامي الجميّل.. ليظهر العكس في كل مرة تتم الدعوة إلى اجتماعات من نوعية “لقاء معراب” الأخير..

فيظهر الصراع حول الكرسي الماروني.. ومَن هو الزعيم الماروني الأوحد.. فوقع الشقاق نتيجة عبارات على وزن “جعجع يترأس.. وجعجع اللولب الحركي” وأشباهها.. فكان خيار “الكتائب” تلبية الدعوة من خلال الوزير السابق إيلي ماروني الذي نُحب ونُجل.. لكن من وجهة نظرنا كان الأولى ذهاب سامي بنفسه دون إرسال مندوب عنه.. لكن للأسف لا تزال “العنجهية” والعرش الماروني يتسببان بالصراعات داخل البيت الواحد..

أما على المقلب الدرزي.. فسؤالنا لزعيم “المختارة”: كيف تفكّر؟! وما هو الحل الوسط؟!.. ودائماً الذهاب إلى الـExtreme دون اعتراف بأي معادلات وسطية.. وفي زمن انفتاحك على “حزب الله” لك كل الحق بتصرّفك و”اكفينا شرّهم”.. لكن دون الإضرار بخطك السيادي أو نسيان السابع من أيار 2008.. فابن الجبل الصلب والأبي الشهم لن ينسى ما حصل.. وأنتَ خير مَنْ يعرف النفس والهوى والمزاج الشعبي الدرزي السيادي.. وكان الأجدى إرسال أي ممثّل عن حزبك ودون فصل الدروز السياديين عن هذا الاجتماع..

وفي ما يتعلق بالتيار الوطني الحر وبرتقالييه فمن الطبيعي الابتعاد عن اجتماع معراب.. لأنّهم أصلاً متخبطون داخلياً ويصارعون طواحين أهواء وطموحات جبران باسيل الزعاماتية..

لنصل إلى الطرف السنّي.. وهنا نكون أمام الطامة الكبرى في ظل انشطار وتشرذهم سنّي لا دين ولا قبلة له.. يتوزّعون ما بين “الجماعة الإسلامية” التي تتلهّى حالياً بالعراضات العسكرية والانفتاح على “حزب الله”.. وبين “التيار الأزرق” الذي يعيش حالة كره لما فعله “القواتيون” بسعد الحريري إبّان أزمته السياسية وانسحابه من الواجهة اللبنانية إلى المنفى الاختياري.. وبين أزلام “أشرف ريفي وفؤاد مخزومي” الساعين إلى مجد سياسي سني.. لكن لا حول لهم ولا قوة رغم كل المحاولات..

ليبقى السؤال أين “تكتل الاعتدال الوطني” الذين دعاهم جعجع أكثر من مرة.. وأنتم في الأصل تحرّكتهم على اعتبار أنّكم تحملون مبادرة فماذا حصل؟!.. وبالمختصر كل من تغيّب عن “اجتماع معراب” لم يحارب جعجع بل وضع حجر دعم لـ”حزب الله”.. وإنْ كان المتغيّبون يخافون أن “يقطفها” جعجع.. وزعموا أنّه استبدل وليد جنبلاط وسعد الحريري بوضّاح الصادق.. فلتكن الدعوات مداورة أو تُعقد في الصرح البطريركي ببكركي..

لماذا الخطوة الناقصة؟!.. لماذا التخاذل وجميعنا نعرف أن قرار الحرب ليس بأيدينا ولا بيد الدولة.. وكلنا نعاني من فلتان البلد ونناشد من ينقذنا من الانهيار.. وحين تسنح لنا الفرصة لرص الصفوف نتخاذل ونتحوّل إلى ممانعين وننسى السيادة..

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة