ما حصل في ببنين لن يمرّ…الجماعة الإسلاميّة تخطت الخطوط الحمر!

شكلت الحدود الجنوبية وتداعياتها الداخلية، محور الحركة السياسية والامنية في “الويك – أند”. ديبلوماسيا، مع الحركة الخارجية بوجهها الفرنسي، حيث الحديث عن تبادل وجهات نظر ومحاولات لوضع مسودة مبادرة في اطار سلة متكاملة، يلاقيه في تحركه على الضفة الاخرى الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين الذي حط رحاله في “تل ابيب”، حاملا عرضا اكثر وضوحا. اما داخليا، ومع استمرار الجدل والتهامات حول ما صدر من معراب، برز الى الواجهة تطور امني لافت تمثل في المظاهر التي رافقت تشييع شهيدي “الجماعة الاسلامية” في ببنين العكارية، حيث تصر المراجع الامنية على ان ما حصل لن يمر مرور الكرام بعد مسه بالكثير من الخطوط الحمر، وسط معلومات عن انقسام داخل “الجماعة” حيال الامر.

مصادر مواكبة للحالة السنية في لبنان، ابدت مخاوفها من ان يكون المشهد الذي تكرر في عكار بعد بيروت، خصوصا ان ساحته كانت ببنين، البلدة التي تعتبر من “الخزانات السنية للجيش”، والتي قدمت عشرات الشهداء والجرحى من ابنائها العسكريين في الحرب على الارهاب من الضنية الى البارد وصولا الى فجر الجرود، يشكل خطرا كبيرا على الوضع السني العام، معتبرة ان ثمة مشروعا يحاول اعادة احياء التطرف السني في مكان ما، كبديل لغياب الاعتدال السني عن الساحة، مع تعليق “تيار المستقبل” لنشاطه السياسي من جهة، ومع “اهمال” المملكة العربية السعودية لهذه الساحة، ما ترك فراغا كبيرا تحاول “الجماعة الاسلامية” ملأه.

وتتابع المصادر، بان “الجماعة” تحاول النفاذ عبر الثغرة التي فتحتها حرب طوفان الاقصى في جدار الاحباط السني الكبير الذي عاشته الطائفة في المنطقة، ومن الوضع الاقليمي والصراع الخفي المستتر، لتحصيل مكاسب شعبية، وتصوير نفسها “كجيش للسنة” بديلا عن الفلسطينيين، على ان يترجم ذلك في صناديق اقتراع انتخابات الـ2026 النيابية، وسط تمددها في كافة المناطق من البقاع الغربي فالجنوب فالشمال.

وفي هذا الاطار، لا تغفل المصادر دور “الجماعة” خلال “ثورة” 17 تشرين عام 2019، خصوصا على طول الطريق الساحلي الرابط بين الجنوب وبيروت، حيث كادت تتسبب باكثر من اشكال طائفي وفتنوي، عبر ممارسات مناصريها الذين يشكلون اليوم جزءا من “قوات الفجر”، التي تملك اجندة خاصة به ترجمتها في عملياتها السابقة، حيث عملت على اطلاق صواريخ باتجاه “اسرائيل” في توقيتات مريبة.

وحذرت المصادر من “صحوة الجماعة” في لبنان، مذكرة بتعاطفها مع الحركات المتطرفة بما فيها حماس، والتي خاضت ذات يوم معاركها الى جانب الجماعات الارهابية من “نصرة” و”داعش”، معتبرة ان ما يحصل من تسليح لـ “قوات الفجر” هو قنبلة موقوتة ستنقلب على من يغذيها، علما ان حارة حريك، وفقا لاوساط الثامن من آذار قد استدركت الامر، وعقدت سلسلة من الاجتماعات بحضور قيادات فلسطينية، حصرت فيها تحركات “قوات الفجر” في القرى ذات الاكثرية السنية، حيث الحساسية من استعمال حزب الله لمشاعات واراضي تلك المناطق في عملياته العسكرية.

وتكشف المصادر ان قيادة الجيش وعبر اكثر من قناة، ابلغت قيادة “الجماعة الاسلامية” رسائل واضحة بانه لن يكون مسموحا تكرار ما حصل في بيروت من مظاهر مسلحة واطلاق نار، الا ان “الجماعة” لم تلتزم وعمدت الى مخالفة القانون، مشيرة الى ان الاجهزة المعنية باشرت بجمع المعلومات وتحديد الهويات، تمهيدا لتوقيف المخالفين واحالتهم امام القضاء المختص، معتبرة ان الوحدات العسكرية تصرفت بحكمة يوم الاحد، وفوتت الفرصة على محاولات استدراج البلد الى “مشكل داخلي”.

فاي درب ستسلكه الاجراءات العقابية؟ وهل ستوقف التدخلات السياسية الاجراءات العسكرية؟ خصوصا ان لرئاسة الحكومة سوابق كثيرة في هذا الخصوص.

ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة