راغدة شلهوب لموقعنا ضمن فقرة “من اهل البيت”: “لا أعيش فكرة “الملكة”.. لأنّه فجأة قد يتوقف كل شيء!
نحن لا ندّعي التكريم أو التبجيل في فقرتنا “من أهل البيت”.. بل نوجّه تحية وكلمة شكر لأهل مهنة المتاعب.. فننحني إجلالاً أمام قدير نتعلّم منه.. ونصفّق لزميل برع وأجاد ونجح.. ونحاول أن نسلّط الضوء على مغمور علنّا نكون باب عبور.. من صنّاع الخبر والرأي إلى الجمهور والقرّاء..
ننقل إليكم خبرات أجيال متنوّعة ونستقرئ آراءهم في واقعنا الإعلامي.. السياسي.. الفني.. أو الاجتماعي.. عارضين لواقع مهنة المتاعب بعدما أصبحت “صناعة الخبر” لا تحتاج لأكثر من هاتف.. بينما الخبر اليقين يناضل من أجله الصحافي الحقيقي.. واللقاء اليوم مع الإعلامية المتألّقة راغدة شلهوب.
* قد نصل إلى مرحلة تصبح فيها البرامج التلفزيونية عملة نادرة
* الإعلام العربي عموماً يتراجع أمام هجمة وسائل التواصل القوية
* الجمال ضروري للإعلامية لكنه ليس معياراً للنجاح والاستمرارية
* أثبتُّ وجودي وحضوري في مصر بين كوكبة من كبار الإعلاميين
* شعاري الأساسي دعاء الوالدين وتيسير الله لأموري حتى النجاح
* تقاضيتُ أجوراً أستحق أفضل منها فيما كان “آخرون” في منازلهم
* “مطواعة” وليّنة في التعامل ولا أعيش فكرة “الملكة”..
صاحبة صوت مميّز.. وقعه على الأذن فيه سحر وانسياب يصل إلى القلب مباشرة.. .. مَنْ منكم لم يسمع “أوجيرو ترحّب بكم”.. وطلّتها تُكمل جمال الصوت بملامح سيدة نابضة بالحياة والتألق واللطف..
جميلة القلب والقالب.. ُتحبّها الشاشة وتعطيها.. قريبة من القلب بعفويتها وطبيعيتها.. وسلاسة أسلوبها في المحاورة والتعاطي..
متصالحة مع نفسها وتعرف ما تريد.. منطقية وواقعية بل مؤمنة بأنّ الحياة محطّات ما بين صعود وهبوط.. ومهما أثّرت فيها ضغوطات الأيام.. تبقى الرحلة عالم من التنافسية في سبيل الأفضل دوماً.
لا ترفع سقوف التوقعات.. لكنها أيضاً لا تتنازل عن الأسس والمسلّمات.. ولا تساوم على نوعية ومضمون ما تقدمه للجمهور..
سنوات طوال من النجاح محليا وعربيا .. ولم تشبع منها الشاشات رغم إيمانها بأنّ كل عمل جديد يشكل “فرصة نجاح جديدة”.. إنّها وبكل بساطة إعلامية نحتاج اليوم إلى نوعية خامتها المميزة… انها الزميلة الإعلامية “راغدة شلهوب”..
حاورتها رئيسة التحرير: إيمان أبو نكد
وفي ما يلي نص الحوار:
*ما هي مفاتيح عبور أي إعلامية إلى النجاح؟!.. وهل كان للجمال دور في عبور راغدة شلهوب إلى تحقيق النجاحات المتواصلة؟
– وبكل ثقة بالنفس.. أكدت شلهوب أنّه بطبيعة الحال الجمال بوابة عبور إلى الشاشات، وغالباً ما يشرّع الشكل الجميل الأبواب أمام أي شابة للانطلاق، لكنه أبداً ليس المعيار للاستمرارية والنجاح، بل هناك ضرورة لجمع الشكل المُحبّب والمقبول مع الكاريزما والروح المرحة وطبعا المضمون…
*منافسة بين الزميلات وحالياً بين الجنسيات، فماذا تخبرنا راغدة شلهوب عن المنافسة بأنواعها؟
– لم أتعرض للمنافسة السلبية بشكل مباشر، فلم أمر بمرحلة من المواجهات أو المنافسة السيئة ضمن إطار “الند للند”، بل والأمر طبيعي جداً أن يعيش الإعلامي ولو مع نفسه حالة من المنافسة الخفية، وأنا شخصياً حين يقدّم أحد الزملاء أو الزميلات عملاً ناجحاً ويحقق أصداءً، فرغم سعادتي وتصفيقي له، إلا أنّني أرغب بتقديم الأفضل وتحقيق النجاح، من باب المنافسة الشريفة.
أما بالنسبة إلى المنافسة خلال رحلة تواجدي المستمرة على الشاشات المصرية، منذ العام 2014، فالكل على دراية بأنّ الإعلام المصري عالم قائم بذاته، وأنا خلال 10 سنوات ما كنتُ لأستمر لولا أنني حققت وجودي وأثبتُ نفسي وسط كوكبة من أهم الإعلاميين، منهم على سبيل المثال لا الحصر: عماد الدين وعمرو أديب، أسعاد يونس، منى الشاذلي، منى عبد الوهاب، بسمة وهبة، وسواهم..
*كيف تقيّم راغدة شلهوب الوضع الإعلامي العربي واللبناني في ظل تفشي منصات ووسائل التواصل؟
– بما لا يدع مجالاً للشك تراجع وهج الإعلام بكل أوجهه من المرئي إلى المسموع والمكتوب، أمام تقدّم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح أي شخص قادراً عبر اتصاله بالانترنت من خلال هاتف صغير الوصول إلى حيث يريد وأي خبر يسعى للاطلاع عليه.
وبكل صدق وشفافية، وبما أنّني “من أهل البيت”، فإنّ كل برنامج أقدّمه، أو حتى مواسم برامجي المتواصلة، أعتبرها نوعاً من الـ”Bonus” أي جائزة وفرصة نجاح جديدة، لأنّه فجأة قد يتوقف كل شيء على الشاشات لصالح مواقع التواصل.
وأكبر دليل على كلامي هو وضع الإعلام اللبناني، حيث تراجع زخم إنتاج البرامج بشكل كبير جداً، وأصبحت الشاشات تفتقر إلى البرامج الآسرة، لكن لا يمنع أنْ يتميّز أحد البرامج من فترة إلى أخرى، وكل ذلك يعود إلى الأوضاع الأمنية في المنطقة والوضع الاقتصادي، وقد نصل إلى مرحلة تتحوّل فيها البرامج التلفزيونية إلى عملة نادرة.
*كيف تواكب راغدة التطوّر والتغيّرات على الشاشات العربية، وما هي الخلطة السحرية والـtips للاستمرارية في النجاح؟
– في ما يتعلق بمواكبة التطوّرات والمتغيّرات فما من “خلطة معينة” لاعتمادها، بل على الصعيد الشخصي أعتمد البساطة في التعامل، فأنا إنسانة ليّنة في تعاملاتي، بل أمسك العصا من منتصفها، ولأ أعيش دور الملكة في الإعلام، حتى وصفوني بأنّني “إنسانة مطواعة”، خصوصاً أنّني أتنازل أحياناً عما أستحقه من أجل تسيير المراكب، في ظل وجود الكثير من العاطلين عن العمل.
أؤمن بأهمية خفّض سقف التوقعات وأتصرّف بعقلانية، ولكن دون أنْ أساوم على قناعاتي أو نوعية البرامج التي أقدمها لأنّ جواز عبوري الوحيد هو الحفاظ على إسمي وصورتي في الإعلام.
أما بخصوص المعايير التي من الممكن أن أنصح بها فهي تنبع من أسلوبي في العمل، حيث مازلتُ أحاور بكل طبيعية وعفوية، وكأنني ما زلت بعمر الـ18 عاماً، أعمل بكل شغف وتوتّر ورهبة أمام الكاميرا، ولكن بثقة واقتدار مع تواضع.
ويبقى ضرورة المحافظة على الشكل الجميل، خاصة أنّنا جميعاً نتقدّم في السن، ومن هنا أحاول قدر الإمكان المحافظة على شكل يليق بالشاشة لكن دون مبالغة بل الإبقاء على الإطار الطبيعي.
والأهم من كل ما سبق هي فعلاً “الخلطة السحرية الربانية”، والتي أهم بنودها دعاء الأهل والتوفيق الإلهي ويد الله الداعمة، ففي كل تجربة أتكل فيها على الله تتيسّر الأمور، وكأنّ لمسة ربانية تيسّر عملي، انطلاقاً من أنّ الله وحده يعرف ما أخبئه في قلبي أو المسؤولية الملقاة على كتفي.
*ما هي أبرز محطات عمل راغدة شلهوب والعمل الأقرب إلى قلبها.. ولماذا؟
– خضتُ محطات تلفزيونية كثيرة محلياً وعربياً، ولعل أبرزها على قناة “أوربت” (عيون بيروت وجار القمر)، “الحياة” (100 سؤال وفحص شامل) “النهار” المصرية (بنص الكلام، سابع سما)، إضافة إلى برامج عديدة محلياً وكان آخرها برنامج (زمن) على LBCI، كما منحت صوتي للإعلانات وأبرزها “أوجيرو ترحّب بكم”.
وللصراحة البرنامج الأقرب والأحب إلى قلبي كان ولا يزال برنامج “100 سؤال”، لأنّه حقق أرقاماً قياسية، وتمَّ تكريمي بسببه من قِبل دولة الكويت كأجرأ محاورة، وذلك لأنّه كان من نوعية البرامج التي تدخل للمرّة الأولى إلى العالم العربي على قاعدة “One to One” (مواجهة بين الضيف والمُحاوِر)، ولكن لم تخرج جرأته عن حدود الاحترام.
استضفت خلاله 43 شخصية من نجوم الصف الأول في الوطن العربي، وحقق البرنامح أهم الترندات آنذاك، ولم أكن إلا أنا ووفاء الكيلاني نقدم هذه النوعية ثم ومن بعده كرّت سبحة هذه النوعية، وكل التوفيق لكل من يستحق وتستحق الدخول إلى عالم الإعلام… “ويصير من اهل البيت”.
خاص Checklebanon
رئيسة التحرير: إيمان ابو نكد
مدير التحرير: مصطفى شريف