هوكشتاين آتٍ مصحوباً بالغارات والصواريخ.. وهذا ما قاله ماكرون لنتنياهو

وسط تصعيد ميداني على جبهة الجنوب يشير الى تدحرج الأوضاع نحو الأسوأ، أكدت مصادر نيابية بارزة لـ»نداء الوطن» أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيصل الى بيروت في زيارة لم يتم التحضير لها مسبقاً. ويبدو أنها تأتي في سياق الاجتماعات التي شهدها قصر الاليزيه يوم الجمعة الماضي من أجل متابعة الملف اللبناني. كما أنها تأتي على خلفية استمرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مسعاه لتجنيب لبنان الحرب الواسعة.

وفي هذا السياق، أكد ماكرون أمس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه يريد «تفادي تدهور» الوضع في الشرق الأوسط، مكرراً «عزمه على تشديد الإجراءات لمواجهة أفعال إيران المزعزعة للاستقرار»، وفق ما نقلت الرئاسة الفرنسية.

وأورد بيان للإليزيه إثر اتصال هاتفي بين ماكرون ونتنياهو، أنّ الرئيس الفرنسي شدّد «على جهود فرنسا»، بالتنسيق مع شركائها الدوليين، «للعمل على نزع فتيل التصعيد على «الخط الأزرق» بين إسرائيل ولبنان».

وبالعودة الى زيارة هوكشتاين المرتقبة، فهي وفق أوساط ديبلوماسية، تأتي متناغمة والمبادرة الفرنسية. وهناك في جعبة الوسيط الأميركي اقتراحات لعلها تفيد في نزع فتيل التوتر الجنوبي، بينها تسوية النقاط العالقة في الترسيم البري بين لبنان وإسرائيل.

وأبلغت هذه الأوساط الى «نداء الوطن» أنّ اجتماعات باريس التي عقدها الرئيس الفرنسي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون هي «لقاءات الفرصة الأخيرة «. وقالت إنّ باريس «تسعى الى تسوية تجنّب لبنان الحرب من خلال «اليونيفيل» والجيش اللبناني، وهذا جزء لا يتجزأ من القرار 1701». وأوضحت أنّ فرنسا لم تكن في وارد القيام بهذه المبادرة «لو لم تصل اليها المعلومات من أن إسرائيل مصممة على الدخول الى رفح، كما أنها مصممة أيضاً على معالجة المشكلة اللبنانية المتعلقة بالمساحة الحدودية حيث سلاح «حزب الله»، الذي يجب إبعاده 10 كيلومترات عن الحدود في المرحلة الأولى». وأبدت الأوساط نفسها حذراً في توقعاتها، بسبب ارتباط «التسوية بموقف إيران، وتالياً «الحزب» اللذين يربطان وقف النار في الجنوب بانتهاء حرب غزة «.

على المستوى الميداني، أعلن «حزب الله» مساء أمس أنه «استهدف مقر قيادة عسكرية في شمال إسرائيل بعشرات صواريخ الكاتيوشا رداً على غارات طالت قرى في جنوب لبنان»، فيما أكد الجيش الإسرائيلي رصده إطلاق نحو 35 صاروخاً من الجانب اللبناني. وتبنّى «الحزب» في بيان قصف «مقر قيادة لواء المشاة الثالث التابع للفرقة 91 في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا». وقال إنّ القصف جاء «رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، وآخرها في صريفا والعديسة ورب ثلاثين».

وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي ان قواته قصفت مصادر النيران، وأغارت طائرات مقاتلة على «بنية تحتية» تابعة لـ»الحزب» في جنوب لبنان. كما قصفت في وقت سابق «مبنيين عسكريين ينشط فيهما» مقاتلو «حزب الله « في العديسة وأرزون.

بدوره أعلن «الحزب» ليل الأحد إسقاطه مسيّرة إسرائيلية من نوع هيرمس 450 في جنوب لبنان، في عملية هي الثالثة من نوعها منذ بدء التصعيد عبر الحدود.

وأفادت معلومات أنّ الغارة الإسرائيلية على بلدة صريفا استهدفت منزل القيادي في «حزب الله «علي نجدي.

وفي سياق متصل، واصلت قيادات الصف الأول في «حزب الله» الاطلالات الاعلامية. وأعلن نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أنّ «السلاح باقٍ ومتقدم ويصنع المستقبل، في إطار ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة». بدوره قال رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين: «العدو بدأ يشعر بالعجز ويسلّم به، ويرى أنّ إعادة المستوطنين الى شمال فلسطين أصبحت بالنسبة إليهم أمراً مستحيلاً أو شبه مستحيل، وهذا ما كنا نطمح اليه» .

مقالات ذات صلة