من سيء إلى أسوأ: عصابات طريق المطار تعمل في وضح النهار

بعد نفق المطار باتّجاه خلدة، وعلى الخط المتوجه إلى بيروت، يحاول شابان مسلحان على متن دراجة نارية اللحاق بسائق دراجة نارية أخرى (عكس السير) من أجل سلبه في وضح النهار، وعلى مرأى عيون وهواتف المارة في تلك المنطقة في ذلك الوقت.

ربما يقدّم هذا المشهد صورة واضحة حول مدى خطورة ظاهرة السلب والسطو على طريق المطار، وحجم لا مبالاة السارقين أيضاً.

كثيرة هي الشواهد والحوادث التي تعرض لها مواطنون على طريق المطار القديم والجديد، والممتد من خلدة إلى المدينة الرياضية. وحتى اليوم لم تنجح محاولات الأجهزة الأمنية ضرب هذه الظاهرة، التي باتت على كل لسان، ولم تعد تقتصر على ساعات الليل. وهذا ما يُضاعف القلق والخطر.

عصابة “طريق المطار” قيد الملاحقة
حسب مصادر أمنية متابعة فإن الأجهزة تمكنت خلال الفترة الماضية من التعرف على إحدى عصابات السلب، والتي تستعمل طريقة إلقاء الحجارة على السيارات لدفعها للتوقف، أو وضع العراقيل أمامها. مشيرة عبر “المدن” إلى أن هذه العصابة تنشط بالقرب من مطار بيروت الدولي، وتستهدف بشكل أساسي السيارات الفخمة، على اعتبار أن مالكها أو سائقها مليء مادياً ويكون بحوزته مبالغ مالية كبيرة.

لا تسعى هذه العصابة إلى سرقة السيارات، فهي أضعف من القيام بذلك. بل تبحث عن سلب الأموال والهواتف والممتلكات الثمينة للسائق والموجودين معه في السيارة، تقول المصادر الأمنية. مشيرة إلى أن هذه العصابة نفذت في الأشهر الثلاثة الماضية حوالى 25 محاولة سلب، منها ما نجح ومنها ما لم ينجح بسبب تنبه السائقين، ورفضهم التوقف رغم الحجارة التي تتساقط على زجاج السيارة الأمامي.

تكشف المصادر أن هذه العصابة مكونة من ثلاثة أشخاص، اثنان من الجنسية الفلسطينية والثالث من الجنسية اللبنانية. مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد الهويات، ولكنها لم تتمكن بعد من إلقاء القبض عليهم، بسبب اختبائهم في مخيمي البرج وشاتيلا، مشيرة إلى وجود تنسيق مع القوى الفلسطينية داخل المخيمات من أجل توقيفهم، تماما كما حصل منذ فترة عندما تم إلقاء القبض على أحد الفاعلين في عمليات السلب على طريق المطار بعد لجوئه إلى مخيم برج البراجنة.

إلى جانب هذه العصابة، تمكنت الأجهزة الأمنية بداية الشهر الجاري من توقيف عصابة مكونة من شخصين، شاب وفتاة، هما من خارج منطقة الضاحية والمخيمات، يسلبان أصحاب السيارات العمومية على طريق المطار. وحسب المصادر، فلا يمرّ شهر واحد من دون القيام بتوقيفات لعصابات سرقة وسلب في تلك المنطقة. ولكن حساسية تلك البقعة الجغرافية تجعل العمل الأمني صعباً ومعقداً، مشيرة إلى أن المتورطين عندما يشعرون أنهم قيد الملاحقة أو تم كشفهم يختبئون في المخيمات ولا يخرجون منها سوى بعض مرور أسابيع. ولكن هذا لا يعني عدم استمرار متابعتهم بغية توقيفهم.

من سيء إلى أسوأ
تتنوع عصابات السلب على طريق المطار، فمنها من امتهن سلب المارة على الدراجات النارية، وهذه العصابات تأتي بالمرتبة الأولى لناحية عددها، كون هذه العملية تعتبر الأسهل بالنسبة إليهم، وعصابات أخرى تمتهن سلب سائقي السيارات عبر إعداد الكمائن للسائقين، أحياناً ما تكون من خلال القاء الحجارة، وأحياناً ما تكون من خلال رمي المسامير على الطريق لتعطيل الدواليب. ورغم المتابعات الأمنية المستمرة لهذه العصابات، إلا أن الوضع على طريق المطار لا يزال سيئاً، لا بل يتحول من سيء إلى اسوأ. وهذه معضلة حقيقية تواجه الدولة والأحزاب الفاعلة في تلك المنطقة والبلديات، رغم أن مصادر في اتحاد بلديات الضاحية تؤكد أن ليس للاتحاد صلاحيات بالعمل على الطرقات الدولية، كما أن الشرطة البلدية لا يحق لها العمل الأمني والاشتباك وملاحقة المجرمين.

المدن

مقالات ذات صلة