إسرائيل زرعت أجهزة حول مقر السفارة الإيرانية في دمشق

بدأت إيران تحقيقاً لكشف ما إذ كان استهداف قنصليتها في دمشق ناجم عن تسريب مخابراتي للتحركات الإيرانية داخل سوريا، ذلك أن الهجوم الإسرائيلي جاء بعد يوم واحد من وصول القيادي البارز في الحرس الثوري رضا زاهدي الذي قتل مع نائبه و5 مستشارين آخرين داخلها.

ونقلت وكالة “رويترز” عن 10 مسؤولين إيرانيين وسوريين في المنطقة قولهم إن زاهدي ومن قتلوا معه ظنوا أن القنصلية مكاناً آمناً من الهجمات الإسرائيلية لعقد اجتماع رفيع المستوى، لأن السفارة محمية الأعراف الدبلوماسية، لكنهم كانوا مخطئين.

وقال مصدر إيراني إن زاهدي وصل إلى سوريا قبل نحو 24 ساعة من الهجوم، وكان يقيم في مجمع السفارة هو واثنان آخران من كبار القادة، مضيفاً أن القادة الثلاثة كانوا في سوريا لمناقشة لوجستيات عملياتية وأعمال تنسيق.

ويُعدّ زاهدي قيادياً بارزاً في “فيلق القدس” الذي يوجه الدعم الإيراني لحلفاء طهران في المنطقة ومن بينهم “حزب الله” اللبناني. وهو أرفع قيادي في الحرس الثوري يُقتل منذ أن اغتالت الولايات المتحدة في هجوم بطائرة مسيرة قاسم سليماني قبل أربع سنوات.

ويقول مسؤولون إيرانيون أن طهران لن تحيد عن النهج الذي تبنته منذ تشرين الأول/أكتوبر، والقائم على تجنب الصراع المباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة فيما تساند فيه الجماعات الحليفة لها التي تضرب إسرائيل والقوات الأميركية وسفن الشحن في البحر الأحمر.

لكن مسؤولاً إيرانياً بارزاً أكد للوكالة أن طهران مضطرة لاتخاذ رد فعل جدي لردع إسرائيل عن تكرار مثل تلك الهجمات أو التصعيد. إلا أن مستوى الرد سيكون محدوداً ويهدف للردع، بحسب قوله.

وستُعدّل إيران من أساليبها على ضوء الهجوم، وفق ما قاله مصدر أمني إيراني، فيما ذكر مصدر إقليمي مقرب من طهران أنه لم يعد هناك أي مكان آمن في سوريا بعد تعدي إسرائيل على الأعراف الدبلوماسية.

وتحقق طهران في ما إذ كانت تحركات زاهدي قد تم تسريبها إلى إسرائيل وفق مسؤولي أمني إيراني، فيما قال مسؤول بالمخابرات العسكرية في النظام السوري إن المنطقة بالقرب من السفارة تشمل مباني استخدمتها إسرائيل في السابق للمراقبة وزرع أجهزة وإن إسرائيل كثفت جهودها لتطوير أساليب الحصول على معلومات المخابرات عن طريق أفراد في الأشهر القليلة الماضية.

ورجّح الباحث في مركز التحالف للدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب راز زيمت أن إسرائيل أرادت من الهجوم “إيصال رسالة إلى إيران مفادها أن إيران لم يعد بإمكانها الفرار من التبعات التي تترتب على دورها الرئيسي في تنسيق هذا المحور الإيراني في المنطقة”.

وأحجم مسؤول إسرائيلي عن تأكيد اشتراك إسرائيل في الهجوم، لكنه قال إن تجمع عدة مسؤولين إيرانيين كبار في مكان واحد أمر غير معتاد، مضيفاً أن من قام بالهجوم” لم يرد تفويت ما بدا أنه فرصة نادرة جداً جداً”، واصفاً إياه “بالشيء الذي قد يفوّته بلد في حالة حرب”.

واعتبر أن هويات القتلى ترقى إلى كونها “إقراراً بأن البعثة الدبلوماسية في دولة ما تُستخدم كمقار عسكرية”.

واعتبر المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية والمقيم في إيران قاسم محب علي، الهجوم “نقطة تحول في هجمات إسرائيل على الحضور الإيراني في سوريا”.

وقال إن “الحرب المباشرة مع إسرائيل ليست في مصلحة إيران بأي شكل من الأشكال”، وإن “دخول تلك الساحة لن ينتهي فقط بخوض حرب مع إسرائيل، قد يتصاعد الصراع وقد يشترك لاعبون آخرون مثل الولايات المتحدة”.

المدن

مقالات ذات صلة