تداعيات حرب عزة: لا سياحة في لبنان وهذه هي نسبة التشغيل الفندقي !
في ظل سلسلة الأزمات التي يعيشها لبنان وآخرها الحرب التي تطال جنوبه منذ شهر أكتوبر الماضي وهي مستمرة حتى الآن يحاول القطاع الفندقي تقطيع الوقت باقل الخسائر الممكنة رغم ان نسبة التشغيل لا تتعدى الـ ٧في المئة بحيث يطرح السؤال هل بات في موت سريري ام أنه يكافح للعيش والحياة رغم كل شيء.
رئيس نقابة الفنادق بيار الأشقر له وجهة نظره في الواقع الفندقي وهو برأيه أنه يكافح للبقاء رغم كل الخسائر التي يتعرض لها فيقول :اننا حاليا في حالة حرب ومن يتابع الأخبار ويشاهد شاشات التلفزة في العالم كله يدرك ذلك ولهذا لم يعد يأتي أحد إلى لبنان الا من لديه مهمة ما وقد اقتصرت تلك المهمات على الدبلوماسيين وحتى هؤلاء قد تقلص عددهم . اننا إذن لا نستطيع الكلام عن وجود السياح في لبنان خصوصا اننا في موسم الشتاء والحركة السياحية تنشط عادة في الصيف.اما بالنسبة للمغترب اللبناني فهو يأتي عادة إلى وطنه ويمكث في بيته ويتنقل سياحيا في المناطق والجبال فتنشط بالنتيجة حركة نسميها حركة سياحية وهي بالتالي حركة موسمية ،لكن رغم كل شيء يوجد نقص بعدد السواح.
ويشرح الاشقر فيقول ان الفنادق التقليدية لم تعد على الموضة حاليا إذ انتقل الزخم إلى المناطق النائبة التي تضم نشاطات رياضية كتسلق الجبال ورياضة المشي وغيرها . هذه المناطق باتت مقصدا للناس وهذه الظاهرة موجودة حاليا في العالم كله وليست في لبنان فقط . لقد تطورت السياحة بعد وباء كوفيد وتحولت باتجاه المناطق النائية ولم يعد السائح يهتم بفخامة الفندق . لكن الضربة الكبرى التي تلقاها قطاعنا أتت مما يسمى Airbnb اي المنصة التي تربط المسافرين بالمضيفين المحليين الذين يحققون دخلا اضافيا لهم من إيجار منزل لهم.. هذا القطاع الجديد يحتاج إلى تنظيم .
ويؤكد الاشقر ان هذه المنصة Airbnb تشكل منافسة قوية وقد تمكنت من استيعاب ٥٠ في المئة من نسبة التشغيل في قطاع الفنادق.
لقد تكلمت مع المدير العام للأمن العام بهذا الشأن وطلبت منه القيام بثلاثة أمور لضبط الوضع عبر قرار او قانون او مرسوم بحيث يحصل المشترك بالتطبيق على شهادة من البلدية ورقم مالي وlink مع الأمن العام كما هو حاصل في فنادقنا. أن قطاع Airbnb لا يدفع اي ضريبة والأمن غير متوفر فيه كما يجب.
خلال ١٠٠سنة من عمر القطاع الفندقي كونا ٣٠٠٠٠غرفة بينما استطاع قطاع Airbnb أن يبلغ هذا الرقم خلال عشر سنوات وربما سيتجاوز هذا الرقم . أصبح باستطاعة المسافر أن يحصل على شقة في اي بلد بالعالم عبر تطبيق Airbnb . بالطبع نحن في لبنان نجاري التطور سريعا وأصبح من لديه شقة يبادر لعرضها واستثمارها.
ومن المؤسف ان نسبة التشغيل في فنادقنا هي حوالي ٧ او ٨%. ونحن نتعرض للخسائر منذ بداية الحرب في ٧ اكتوبر ونحن نسجل خسارة كلية لكننا أصبحنا خبراء بالازمات ونحاول التكيف مع ظروفها وتحقيق الاستمرارية رغما عنها لذا لدينا موظفين متحركين ينقطعون عن العمل أثناء الركود وآخرين ثابتين نحاول برفقتهم التأقلم مع الظروف والتغلب على مصاعبها لتحقيق ثبات قطاعنا .
واعلن الاشقر ان هناك فنادق اقفلت ابوابها لكن دون الإعلان عن ذلك . اذا جاءت مجموعة لمدة أسبوع أو ثلاثة أيام يتم فتح الفندق لها وخدمتها ويعاود بعدها الفندق الأقفال.
واكد الاشقر اننا لا نوفر وسيلة لجذب السائح ، مؤخرا مثلا احتفلنا بعيد فالنتين ثلاث مرات. اننا كمثل الطبيب الذي يقوم بجراحات انقاذية لمريض في العناية الفائقة. أن لبنان اليوم في حالة حرب ولا احد يفكر بالسياحة. نحن فقط نفكر بذلك ونفكر كيف نتدبر أمور مؤسساتنا . لقد أعلنت منطقة كفردبيان مؤخرا افضل منطقة للسياحة الشتوية وهذا أمر رائع تستحقه المنطقة منذ مدة طويلة.
لماذا لا تلجأون في منطقة برمانا حيث تملكون فندق برنتانيا إلى نشاطات تسلط الضوء على المنطقة كما حدث في كفردبيان؟
اننا نبذل أقصى جهودنا لتحقيق ما نريد لكن في ظل غياب المغترب حاليا ماذا باستطاعتنا أن نحقق والامكانيات المتوفرة في الداخل متواضعة جدا لا سيما بعدما خسرت الناس ودائعها في المصارف. اننا نناضل ونجهد للحفاظ على استمراريتنا.
هل تعولون على تحقيق أمر معين مستقبلا ام أنكم تنتظرون موسم الصيف؟
اذا بقي الوضع المتردي على حاله فهذا يعني أنه لا وجود للسياحة صيفا والمغترب لن يأتي إلى لبنان وسيقصد اي دولة أخرى.
ما مدى مفاعيل إعتماد منطقة كفردبيان عاصمة للسياحة الشتوية وهل سيسهم ذلك بتحسين الوضع ام إن الأمر سينحصر بمنطقة كفردبيان فقط؟
أن كل من يحصل على شهادة من مؤسسة دولية يفيد لبنان ككل. أن منطقة كفردبيان هي عنوان للسياحة الشتوية ولرياضة التزلج وهي بنشاطها هذا تجذب كل المنطقة المحيطة بنا . لقد تكلمت كل وسائل الإعلام الإقليمية والدولية عنها وهي افضل منطقة للسياحة الشتوية رغم أنني افضل شخصيا اعتبارها افضل منطقة للتزلج.
هل سيبادر المجلس الوطني للسياحة الذي ترأسه على تحسين الوضع في القطاع الفندقي؟
ان من واجبات المجلس الوطني للسياحة تسويق لبنان في الخارج. وقد عاد المجلس للحياة عندما قرر وزير السياحه إعادته للوجود بعدما امتنعت كل دول العالم عن تمويل اي وزارة في لبنان وفضلت إعطاء التمويل للقطاع الخاص. لقد اعددنا العدة وبشرنا العمل بحيث اننا عقدنا عدة اجتماعات اولها كان مع رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط الذي قدم تذاكر سفر مجانا لممثلي شركات سفر وسياحة من ٣٠ دولة سنستضيفهم ونعرفهم على لبنان ومناطقه وما يتميز به ضمن خطة لتسويقه أيضا عبر وسائل التواصل الإجتماعي. يوجد أيضا ضمن الخطة ما يسمىdmo وهي حركة قام بها مجموعة من الشباب الذين يسوقون مناطقهم ونحن في المجلس نأخذ هذه القضايا المناطقية ونسوقها في الخارج .
ماذا عن المشاركة في المعارض السياحية في الخارج؟
لا زالت من مهام وزارة السياحة إلى أن يسلمنا الوزير المسؤولية ،عندها سنتحمل المسؤولية ونقوم بالتسويق كما يجب للبنان في الخارج.
الديار