إسرائيل ماضية بخطتها للهجوم على رفح رغم التحذيرات

لا تزال إسرائيل ماضية في خطتها لشن هجوم على مدينة رفح المكتظة بحوالى 1,5 مليون فلسطيني، رغم التحذيرات الدولية المتزايدة والمفاوضات الجارية سعياً للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.

ويتركز القصف حالياً على المناطق الجنوبية من قطاع غزة المحاصر والمدمر، وخصوصا مدينتي خان يونس حيث لجأ آلاف النازحين إلى مستشفى ناصر الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي، ورفح على الحدود المصرية المغلقة.

ويتجمع بحسب الأمم المتحدة نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في هذه المدينة التي تحولت إلى مخيم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم الجيش الإسرائيلي حتى الآن على اجتياحها برياً.

لا مكان يذهبون إليه
وبعد أن أبدت الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيسي، معارضتها لشن هجوم على رفح بدون “ضمانات” بشأن أمن المدنيين، حذّرت استراليا وكندا ونيوزيلندا الخميس، إسرائيل من النتائج “الكارثية” لمثل هذا الهجوم.

وحضت دول الكومنولث الثلاث في بيان مشترك نادر من نوعه حكومة بنيامين نتنياهو “على عدم سلوك هذا المسار”، مؤكدة أن “نحو 1,5 مليون فلسطيني لجأوا إلى هذه المنطقة (…) ولا يوجد ببساطة أمام المدنيين أي مكان آخر يذهبون إليه”.

وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة الخميس، عن سقوط 107 قتلى معظمهم من النساء والأطفال جراء القصف الليلي على قطاع غزة.

وذكرت الوزارة سقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف طال قسم العظام في مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

في الأثناء، تتواصل المفاوضات بوساطة قطرية ومصرية سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس تشمل إطلاق سراح رهائن جدد.

مطالب وهمية
وبعد اجتماع الثلاثاء في القاهرة شارك فيه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولون مصريون، تتواصل المفاوضات حتى الجمعة.

وكان من المتوقع أن يلتقي وفد من حماس برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية الأربعاء مع رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية، حسبما أفاد مصدر في الحركة وكالة “فرانس برس”.

لكن نتنياهو قال الأربعاء في بيان: “أصر على أن تتخلى حماس عن مطالبها الوهمية. وعندما تتخلى عن مطالبها، سنكون قادرين على المضي قدماً”، من دون كشف المزيد من التفاصيل.

من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء حماس إلى أن تنجز “بسرعة” صفقة تبادل “لتجنب هجوم الاحتلال على مدينة رفح، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا”.

يذكر أن الحرب اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة “فرانس برس” استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28576 شخصاً في قطاع غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

عرقلة إيصال المساعدات
إلى ذلك، دقت منظمة الصحة العالمية مجدداً ناقوس الخطر الأربعاء بشأن الوضع في مستشفيات غزة “المكتظة بالكامل والتي تعمل فوق طاقتها وتفتقر للإمدادات الكافية”.

ويضطر الأطباء إلى إجراء عمليات بتر بسبب نقص الوسائل اللازمة لعلاج المرضى، حسب ما أفاد الممثل المحلي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور ريك بيبيركورن من غزة، متهماً إسرائيل بمواصلة “عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية” إلى القطاع.

ورفح هي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر، ويخضع مرور المساعدات لموافقة إسرائيل وهي غير كافية لتلبية احتياجات السكان المهددين في خضم الشتاء بالمجاعة والأوبئة.

المدن

مقالات ذات صلة