الوضع مرعب: المخدّرات في لبنان بلغت الخط الأحمر…وسعر الحبة دولار واحد فقط

ارتفعت مؤخراً وبشكل مرعب نسبة تعاطي المخدرات في لبنان وارتفع معها نسبة الجرائم في ظل تدهور أوضاع اللبنانيين المعيشية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في البلد.

لا يوجد أرقام دقيقة لعدد المدمنين الا أن الواقع الطبي السريري يؤكد ارتفاع الأعداد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة. ومن المؤكد أن المشكلة لا تقتصر على الادمان، فقبل أن تصل نبتة المخدرات على أشكالها الى المدمن تمر بعدة مراحل من الزراعة الى الانتاج والنقل من ثم التجارة والترويج وصولاً الى الاستهلاك والتعاطي.

اذاً هذه الجريمة الشركاء والأبطال بها كثر، ولا يمر يوم في لبنان من دون أن نسمع خلاله عن أخبار تتعلق بتوقيف تجار مخدرات أو ضبط محاولة تهريب للمادة الى البلد أو منه، أو القبض على أشخاص ارتكبوا جرائم سرقة ليتبين لاحقاً أنهم يتعاطون.

وبحسب الدولية للمعلومات فان جزءا لا يستهان به من جرائم السرقة التي تنجح القوى الأمنية بالكشف عنها، تتعلق بشباب تتراوح أعمارهم بين 22 و 35 سنة مدمنين على المخدرات. فلا شك أن المخدرات هي من أخطر المشاكل التي تهدد الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي خصوصاً عندما تطال فئة الشباب الذين يجب أن يكونوا مستقبل هذا البلد، لأنها تدمر حياتهم والمجتمع حولهم في وقت يكونون هم عبارة عن ضحايا هربوا من واقعهم وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، فيلجأون الى المخدرات في محاولة لنسيان حقيقة وجودهم وينغمسون أكثر فأكثر ولا يعودون قادرين ولا حتى لديهم القبول أن يخرجوا منه، خصوصاً في مجتمع ينظر للمدمن في نفس الطريقة التي ينظر بها للمجرم. وهنا تصبح الوصمة الاجتماعية على المدمن أقصى وأصعب من المواد السامة المخدرة التي تفتك بجسمه.

ولكن هذا لا يعني أن كل من أدمن سيبقى معلقاً للأبد، لأن هناك البعض وصل الى مرحلة استطاع أن يخرج من الواقع الذي هو فيه وناضل ليعود الى الحياة الطبيعية وعاش صراعاً يومياً تخطبت كثيراً قبل أن يصل الى بر الأمان، وهذا في حال كان قراره حاسماً وأصر على أن يؤسس لمستقبل واعد.

مسببات الدمان على المخدرات عديدة، ولكن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هل الادمان هو جريمة وعار أم أنه مرض بحاجة لعلاج دقيق ومتابعة؟ وما هي مراحل العلاج؟ وهل هناك امكانية أن يتعافى المدمن بشكل نهائي؟

وأشار ماجد وهو شاب لبناني تعاطى المخدرات في السابق لـ “الديار”: ” بدأت بتعاطي المخدرات من عمر 13 سنة وأنا الآن أبلغ من العمر 30 سنة، السبب الرئيسي الذي دفعني لأتعاطى المخدرات هو التفكك الأسري، وبقيت لفترة طويلة مدمن وأعمل كخبير تجميل نسائي وبسبب ادماني مررت بظروف صعبة جداً لأنني كنت أصرف كلما أجنيه على التعاطي وزاد وضعي سوءاً بعد مرض أمي وعدم قدرتي المادية على معالجتها وفقدتها فجأةً”، مضيفاً: “بعد وفاة والدتي تراجعت حالتي النفسية كثيراً، ومن ثم قررت أن أتعالج وأسيطر على نفسي لكي لا أخسر نفسي أو أخسر أي شخص آخر مقرب مني”.

فلا يكفي لبنان المصائب السياسية والاقتصادية بل أصبحنا تحت رحمة مصائب اجتماعية تتفاقم وفي مقدمها انتشار أنواع مختلفة من المخدرات التي أصبحت بتناول الجميع خصوصاً الشباب في الجامعات وحتى المدارس، اذ تجاوزت نسبة مستخدمي المخدرات في لبنان الضعفين خلال عامي 2021 و 2022 بحسب الأمم المتحدة.

وتشير إحصاءات غير رسمية أن هناك ما يقارب الستين في المئة من المستخدمين هم من الفىة العمرية 16 و 35 عاماً، أما عم الأنواع المنتشرة في السوق اللبناني فهي كثيرة للأسف ويتصدر مخدر الـ Crystal meth سوق المخدرات وله أخطر التداعيات على مستخدميه، اذ يسبب انفصالاً عن الواقع كما انفصالاً اجتماعياً قد يصل الى الانتحار، والمفارقة أن هذا النوع الذي كان يصنع ويورد من ايران بات له مصانع لبنانية، ما ساهم في خفض سعر الغرام من 100 $ قبل الأزمة الاقتصادية الى 25$ فقط.

صنف مخدر ثان يجتاح السوق بسبب االتصنيع محلياً وهو الكبتاغون وسعر الحبة دولار واحد فقط.. أما الـ Tramadol الأحمر أو الفراولة يعتبر من أخطر العقاقير المصنعة كيميائياً من مادة المورفين المخدرة، والادمان عليه يؤدي الى الصرع أو الوفاة.

الـ Ketamine مخدر قوي وخطر يستعمل كبنج طبي أو بنج للحيوانات وله طرق متعددة لاستعماله، أما الـ Selvia فهي عشبة مرشوشة بمواد كيميائية تسبب الهلوسة لمستخدميها.

الكوكايين والهيرويين باتا من المخدرات التقليدية واستخدامها تراجع لصالح الحبوب المخدرة التي تعرف بالـ Party Pills.

ملف المخدرات من الآفات الاجتماعية الأكثر الحاحاً للمعالجة ويجب أن يكون أولوية لدى المعنيين وفي مقدمهم القوى الأمنية التي تعمل على القبض على عصابات الترويج وتفكيك معامل التصنيع.

الديار

مقالات ذات صلة