إيران تنقل كميات كبيرة من الذخيرة لـ«حزب الله»!؟

فيما تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدا جديدا في تراشق الصواريخ والقذائف، وجهت تل أبيب اتهامات لإيران بأنها «تبذل جهدا عظيما لنقل وسائل قتالية متطورة إلى (حزب الله) في لبنان، وكميات كبيرة من الذخيرة، بالضبط مثلما تساعدنا الولايات المتحدة الأميركية».

وقالت مصادر في تل أبيب، بأنه «وفقا لمنشورات أجنبية، قامت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بمهاجمة المطارات السورية خصوصا في حلب ودمشق وتعطيلها وتدمير قوافل سلاح كبيرة كانت في طريقها إلى لبنان». وأضافت أن الجهد الجوي الإسرائيلي ينصب حاليا في غزة بشكل أساسي، ولكن مع تأهب عالٍ في الشمال. وتابعت: «في الجيش الإسرائيلي يؤكدون أن سلاح الجو مدرب ومجهز للتصدي لساحتين بالتوازي لكن التفضيل هو التركيز في ساحة واحدة أساسية، وهو يمتنع في بعض الأحيان عن مهاجمة كل من يطلق صاروخا مضادا للطائرات من (حزب الله) نحو المسيرات الإسرائيلية حتى يعزز عملياته في غزة. فنجاح هذه المهمات في غزة يشكل ردا أيضا على (حزب الله)، ومع صدور الأمر، هذا ما سيحصل في لبنان أيضا».

وكان يوما الأربعاء والخميس قد شهدا تصعيدا ملموسا في تبادل القصف بين إسرائيل و«حزب الله». وفي حين أعلن «حزب الله» عن سلسلة عمليات قصف لأهداف محددة في الشمال الإسرائيلي، مما تسبب في دوي صفارات الإنذار في نحو عشر بلدات، ردت إسرائيل بقصف واسع في عدة بلدات لبنانية. وأشارت تقارير الجيش الإسرائيلي إلى أن القصف في عدة مرات جاء بمبادرته، وليس ردّاً على إطلاق قذائف «حزب الله»، بقصد توجيه تحذير للبنان بأنه «بدأ يفقد الصبر». وقال إن قواته هاجمت عدة أهداف في الأراضي اللبنانية تابعة لـ«حزب الله»، تشمل مستودع أسلحة وبنية تحتية عسكرية ومواقع إطلاق وأنها دمرت غالبية نقاط المراقبة التي أقامها الحزب على الحدود.

وفي المقابل، أعلن «حزب الله» في بيانات متلاحقة، استهداف عدة مواقع إسرائيلية، من بينها «موقع جل الدير بالأسلحة المناسبة وتحقيق إصابات مباشرة»، و«ثكنة برانيت الإسرائيلية بالصواريخ الموجهة وأوقعنا فيها إصابات مؤكدة»، و«تجمعا لقوة مشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي غرب وجنوب بركة ريشا بالصواريخ».

وقد اعتبرت إسرائيل عمليات «حزب الله» تحديا لها. وقال مصدر عسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن ستة إسرائيليين قتلوا حتى الآن في المنطقة منذ اندلاع الحرب على غزة، وهو عدد شاذ بكل مقياس. غير أنه من الصعب إبرازه في ضوء المصيبة الهائلة في بلدات غلاف غزة أو بالمقارنة مع قتلى «حزب الله» الذين تجاوز عددهم السبعين. ولكن إسرائيل ترى أن أمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، ينفذ نهج التسلق على الأشجار من دون زعزعة الجسم كله، وهذا يجعل الجيش الإسرائيلي في معضلة: فهل ننتظر نصر الله أن يجر إسرائيل إلى المعركة، أو نستغل اللحظة المناسبة وإيقاع ضربة عليه تنهي هذا التهديد، الذي يعتبر أخطر بكثير من «حماس»؟

وتقول أوساط عسكرية في تل أبيب إنه في هذه الأثناء يؤشر نصر الله بأن وجهته نحو التصعيد، وفقا للنشاط البري في غزة، ويستغل قرار إسرائيل أن يبقي الجبهة اللبنانية هدفا فرعيا، إلى حين ينهي الحملة البرية مع «حماس» ويظهر للشرق الأوسط وكذا للإيرانيين ولـ«حزب الله» ما هو الثمن، وبعد ذلك، إذا كانت هناك حاجة، التفرغ لـ«حزب الله». ولكن هذا الموقف يواجه باعتراض عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين. وتتصاعد الأصوات التي تقول إن «هذه فرصة تاريخية لإزالة التهديد الكبير لقوات (الرضوان) على الحدود أمام بيوت سكان البلدات الإسرائيلية. فالجبهة الداخلية جاهزة والأميركيون إلى جانبنا، وهذه فرصة لن تتكرر. بل إن عدم استغلالها سيكون خطأ تاريخيا جسيما». ولكن هناك أوساط أخرى تعترض وتقدم حججاً، هي الأخرى ثقيلة الوزن، تقول بأن من الصواب الانتظار، وتحقيق الإنجاز في غزة إلى جانب عدة مسائل أخرى ليس من الصواب الانشغال بها بشكل علني.

الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة