احذروا تبديل الدولارات واليورو بأخرى مزورة: “شكلك مررت على الشباب الطيبة”

تزايدت التحذيرات من وقوع الوافدين إلى سوريا ضحايا المفارز والحواجز العسكرية، التابعة لقوات النظام المنتشرة على طول الطرق الدولية، بعد تعرض الكثيرين للاحتيال واستبدال أوراقهم النقدية بأخرى مزورة خلال عمليات التفتيش.

وانتشرت في الآونة الأخيرة تنبيهات للراغبين بالسفر إلى سوريا، لعدم حمل وحدات نقدية بالدولار الأميركي أو اليورو، وتصريفها إلى الليرة السورية قبل دخولهم الأراضي السورية، خشية وقوعهم في فخ تداول العملات المزيفة التي بدأت بالانتشار وعلى نطاق واسع في مناطق سيطرة النظام.

الاحتيال باسم القانون
عبد الرزاق أحد المغتربين الذين فروا إلى فرنسا منذ عام 2015، كان من ضحايا استبدال أكثر من 2000 يورو بأخرى مزورة، أثناء دخوله إلى سوريا براً عن طريق لبنان، لزيارة عائلته في مدينة حماة.

ويؤكد عبد الرزاق أن “عملية النصب نفذها عناصر حاجز تابع للفرقة الرابعة، قرب مدينة حمص، الذين أصروا على تفتيش وتدقيق أموالنا بعد سرقة كل ما نحمله من هدايا ومتاع”.

ويقول: “سحبت المبلغ من صرافة النقود في فرنسا قبل سفري بيوم، ولم تخرج من محفظتي إطلاقاً حتى وصلت حاجز الفرقة الرابعة، حيث أمرنا العناصر بتقديم أموالنا للتدقيق، بذريعة قرار منع تداول وحمل مبالغ كبيرة من العملات الأجنبية، وبعدها بنصف ساعة أعاد المبلغ ضمن كيس بلاستك”.

ويشير إلى أنه لاحظ اختلافاً بين الأوراق التي سلمها وكانت “جديدة”، وتلك التي استعادها، إلا أنه اعتبر الأمر طبيعياً طالما أنه استرد المبلغ كاملاً دون نقصان، “على غير المعتاد” مع وجود الكثير من الأموال التي أنزلت للتدقيق.

ويضيف “لم أكتشف عملية النصب إلا بعد أسبوع تقريباً، أثناء قيامي بعملية تصريف ورقة من فئة 200 يورو، ليبلغني الصراف بأنها مزورة، ما دفعني للعودة مسرعاً إلى المنزل وإخراج أموالي كاملة للتدقيق، لأجد أن أكثر من 1600 يورو كانت مزورة، بينما تفضّل علي العناصر بالإبقاء على بعض الأوراق سليمة”.

“الشباب الطيبة”
“شكلك مررت على الشباب الطيبة” يصف كرار، وهو مواطن عراقي من مدينة الناصرية، كان قد تعرض إلى موقف مشابه، حيث خسر 1600 دولار أميركي على يد عناصر حاجز عسكري متمركز على طريق دمشق-حمص، ردة فعل صاحب مكتب صرافة في العاصمة دمشق، أثناء إبلاغه بزيف الأوراق النقدية التي يحاول استبدالها.

فوجئ كرار من طريقة تعاطي الموظف الباردة مع حالته، ومعرفة الجميع بنوع الأموال التي تكون غالباً دولاراً مجمد، ومصدرها “الشباب الطيبة”، والمقصود بهم عناصر المخابرات أو الفرقة الرابعة، وهو الاسم الأخير الذي قرأه على كتف العنصر الذي سحب منه المبلغ لفحصه، على حد قوله.

ويشير إلى أن “المصيبة الكبيرة تتمثل بالتعاملات النقدية التي أجرها خلال أسبوع من وجوده في سوريا، قبل معرفته بحقيقة الأموال التي يحملها، ومرورها دون أن يكتشفها أحد، حتى اضطر إلى التوجه لمكتب الصرافة لتأمين عملة محلية لشراء الهدايا قبل مغادرة البلاد”.

ويضيف “دفعت 300 دولار لطبيب الأسنان الذي يقوم بإعادة ترميم فكي العلوي، وأيضاً مئة دولار لمحاسب المطعم الذي أعاد لي بقية الحساب بالليرة، وهي الطريقة المعتادة لتصريف الدولار على عجل، فضلاً عن دفع 120 دولار لصاحب محل نحاسيات كنت، دون أن يلاحظ أحد أنها مزورة”.

نعمة الإكرامية
استبدال الأوراق النقدية السليمة بأخرى مزورة، ليست بالجديدة، إلا أنها كانت نادرة الوقوع أو تجري لورقة أو اثنتين للمبالغ الضخمة، على عكس ما يجري مؤخراً من “ضرب الأوراق كاملة”، بسبب وفرة العملات المزورة، كما يوضح أحد سائقي التكسي العاملين على خط لبنان-دمشق.

ويضيف “سابقاً كان الحاجز يطلب إكرامية أو يكتفي بنهب نسبة من أموال المسافرين، أما اليوم فهو يأكل (الجمل بما حمل)، حتى صارت موافقة عناصر الحاجز على قبول الإكرامية المجزية والحصول على الأمتعة الثمينة، نعمة ومكرمة”.

يدل تعاطي مكاتب الصيرفة مع حالات اكتشاف الأوراق النقدية المزورة، تحولها إلى حدث اعتيادي في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، خاصة مع انتشار الأوراق التي يُطلق عليها “عملة مجمدة” في السوق المحلية، التي سهّل تداولها ضعف البنية المصرفية والفساد والفوضى الأمنية التي تعيشها المنطقة.

المدن

مقالات ذات صلة