قمّة الرياض… إجماع على وقف فوري لإطلاق النار في غزة

أجمع قادة الدول العربية والإسلامية خلال قمّة استثنائية في الرياض، اليوم السبت، على ضرورة وقف إطلاق النار في غزّة، منددين بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل في القطاع الفلسطيني المحاصر.

بن سلمان

وطالب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في كلمته الافتتاحية، بتوفير ممرات إنسانية للمدنيين في قطاع غزة والوقف الفوري “للعمليات العسكرية”.

وقال بن سلمان: “نؤكد رفضنا القاطع للعدوان على غزة ورفضنا القاطع للحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين”، وطالب بضرورة “فتح ممرات إنسانية لإغاثة سكان القطاع فورا”.

أبو الغيط

بدوره، رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنّ الوقف الكامل لإطلاق النار في غزة “أولوية ينبغي أن يعمل الجميع من أجل تحقيقها”.

وأكد رفضه للتهجير القسري بكل صوره لسكان غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية، واصفاً ذلك بأنه “جريمة دولية ومرفوض من الفلسطينيين والعرب والعالم”.

وقال أبو الغيط إنّ طريق إعادة الأمور إلى طبيعتها في غزة سيكون “طويلاً وصعباً”، مشدداً ألا حديث عن مستقبل غزة بالانفصال عن مستقبل الضفة الغربية والقدس الشرقية.

لازريني

بدوره، رفض المفوض العام “الأونروا” فيليب لازريني تهجير أهل غزة.

وشدد، خلال كلمته في القمة، على أنّ “ما يجري في القطاع والضفة الغربية يعتبر قتلاً ممنهجاً للفلسطينيين”.

وأكد على أنّ “هناك نقص شديد في المواد الطبية وأهل غزة يشعرون أن الجميع تخلوا عنهم”.

وأعلن أنّ “100 زميل قضوا بقطاع غزة وأكثر من 10 آلاف شخص قضوا معظمهم نساء وأطفال”، مشددا على أن الوضع “كارثي وصادم وكل شيء يشارف على النفاد من غذاء ودواء ووقود”.

عباس

من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ “قوات الاحتلال بدأت حرب إبادة لا مثيل لها بحق شعبنا وتخطت كل الخطوط الحمراء”، متهما “سلطات الاحتلال ومن يساندها بتحمل المسؤولية عن قتل كل طفل وامرأة في هذه الحرب الظالمة”.

وقال الرئيس الفلسطيني إنّ “الولايات المتحدة بدعمها الكامل للاحتلال تتحمل مسؤولية عدم التوصل إلى حل سياسي للأزمة”، وطالب “بحماية دولية واعتماد حل يتم تنفيذه وفقا للشرعية الدولية والمبادرة العربية”.

وقال عباس: “نحن أصحاب الأرض والقدس وعلم فلسطين سيبقى يوحّدنا، والاحتلال مآله الزوال”.

عبدالله الثاني

وفي كلمته، طالب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأن تبقى الممرات الإنسانية في غزة آمنة ومفتوحة لإيصال المساعدات بشكل دائم.

وأكّد أنّ “منع إسرائيل دخول الماء والغذاء والدواء إلى سكان غزة جريمة حرب”، مشيراً إلى أنّ “العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية”.

السيسي

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقد طالب بالتوصّل “لصيغة من أجل حل الصراع بناء على حل الدولتين”.

وأكّد أنّ أهل غزة “يعانون من ممارسات غير إنسانية”، مشدّداً على أنّه “لا يمكن تبرير الحرب بالدفاع عن النفس”.

وشدّد السيسي على وجوب إجراء تحقيق دولي في الانتهاكات، مؤكداً أنّ مصر “حذرت مرارا من تداعيات السياسات الأحادية”.

وتابع أنّ “سياسات العقاب الجماعي لأهل غزة من قتل وحصار وتهجير غير مقبولة ويجب وقفها فورا”.

إردوغان

من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الكلمات “باتت عاجزة عن وصف ما يجري في غزة مع الإستهدافات الوحشية بحق المدنيين”.

وقال إنّ “73% ممن فقدوا أرواحهم في غزة والضفة من النساء والأطفال”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن تفهّم حالة الجنون الإسرائيلية تحت أي ذريعة”.

وأضاف أنّ “إسرائيل تحاول الانتقام لأحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) بقتل الأبرياء والأطفال والنساء، ولا يمكننا قبول ذلك”.

تميم بن حمد

وفي كلمته، قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن “المجتمع الدولي فشل في اتخاذ ما من شأنه وقف المجازر ووضع حد لهذه الحرب العدوانية”، مضيفاً: “لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ”.

وتساءل: “من كان يتخيل أن المستشفيات ستقصف علنا في القرن الـ21؟ وإلى متى يظل المجتمع الدولي يعامل إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي؟”.

وأشار إلى أنّ “النظام الدولي يخذل نفسه قبل أن يخذلنا بالسماح بقصف المستشفيات والأحياء والمخيمات”، مؤكداً: “موقفنا ثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة”.

قمة استثنائية

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت دعت للقمة استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة، وبعد تشاورها مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وحصدت الحرب الإسرائيلية على غزّة التي دخلت شهرها الثاني، أكثر من 11078 ضحيّة، بينهم أكثر من 4506 أطفال.

النهار العربي

مقالات ذات صلة