هل تجر اسرائيل “حزب الله” الى الحرب؟
أوضح تقرير نشرته صحيفة فزغلياد الروسية أن إسرائيل تحشد قوات إضافية على الحدود مع لبنان، حيث تتمركز وحدات حزب الله، لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقرر فيها إسرائيل تعزيز وجود قواتها شمالا.
وذكر تقرير الصحيفة الروسية أنه رغم دعم حركة ‘حماس’، ليس لدى حزب الله أي خطط للتدخل في الصراع، موضحا أن احتمال تدخل الحزب المباشر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أثار نقاشا بين الخبراء.
وقال سيمون تسيبيس، الدكتور في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بروسيا، إن إسرائيل أرسلت فقط جنود احتياط إلى البلدات على الحدود مع لبنان بسبب تصاعد الوضع مع حزب الله في المنطقة، وذلك يعني أن مهامها ستكون دفاعية بالأساس، ولا نية لديها لغزو أراضي لبنان.
وأضاف تسيبيس أن هناك اشتباكات محدودة على الحدود، ومن المرجح عودة الوضع إلى طبيعته، لكنه يستدرك بالقول إن الظروف التي قد تستجد قد تجعل من فرص تصعيد الصراع بين حزب الله وإسرائيل عالية جدا.
وتابع بأن حزب الله يتمتع بقدرة عسكرية كبيرة؛ نظرا لتلقي أعضائه تدريبات جيدة، بما في ذلك على يد مدربين أجانب.
وتستطيع القوات الإسرائيلية صد هجوم هذه المجموعة، ولكن سيكون من الصعب للغاية على إسرائيل القتال على جبهتين في نفس الوقت.
وفي هذه الحالة، ‘ستحتاج تل أبيب إلى مساعدة الحلفاء مثل الولايات المتحدة’.
ونقل التقرير عن رئيس المنظمة التي تعنى بالمهاجرين الروس إلى إسرائيل ‘نتيف’، يعقوب كدمي قوله إنه ‘في ظل وجود خطر من انضمام حزب الله إلى الهجمات على إسرائيل، قرر الجيش الإسرائيلي اتخاذ تدابير احترازية، لتعزيز الدفاع وحماية القرى الحدودية ووقف قصف العدو’.
وأضاف كدمي أن معظم قوات إسرائيل موجودة في الوقت الراهن في الجنوب، ومن المستبعد دخول حزب الله الحرب إلى جانب حماس.
ويرى كدمي أن حزب الله لا يشكل تهديدا للجيش الإسرائيلي، ومع ذلك، ينبغي الأخذ بعين الاعتبار امتلاك التنظيم اللبناني للعديد من الصواريخ والقذائف، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى، القادرة على استهداف المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية على غرار محطات الطاقة.
ووفقا للخبير في الشؤون العسكرية والدولية ألكسندر أرتامونوف يبلغ قوام الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك جميع جنود الاحتياط، أكثر من نصف مليون جندي وهو مجهز بأحدث التقنيات، فضلا عن أحدث الدبابات والطائرات والأنظمة المضادة للطائرات.
وأضاف بأنه على الحدود مع لبنان، توجد ألوية على درجة عالية من الاستعداد تضم جنودا محترفين وجنود احتياط، موضحا أنه مقارنة بإسرائيل، تعتبر إمكانيات حزب الله ضعيفة في ظل امتلاك عناصره أسلحة خفيفة، لكن من الخطأ مقارنة الجيشين من حيث الخصائص التقنية البحتة.
ولفت إلى أن مقاتلي حزب الله يتبنون ‘أيديولوجية مضمونها عدم الخوف من الموت، فبالنسبة لهم، يحمل الصراع المحتمل مع إسرائيل دلالة دينية خطيرة، مما يعني أن الموت في المواجهة شرف عظيم وضمان للتمتع بالسلام في الحياة الآخرة’.
وأضاف أن إسرائيل ستحاول جر حزب الله إلى مواجهة مباشرة، لكن مقاتلي الحزب قادرون على فرض قواعد اللعبة على عدوهم، علما أن حماس ما تزال حاليا الخصم الرئيسي لإسرائيل.
وقال أرتامونوف إنه في حال اضطر الجيش الإسرائيلي إلى مواجهة العديد من الخصوم في وقت واحد، فقد تكون نتيجة الصراع غير متوقعة.