شاهدة عيان من يوم السبت الأسود: “كانوا ينفذون مخططاً ممنهجاً لقتلنا…كله شقفة لوطي”ّ!

 

يذكر التاريخ اللبناني المشؤوم، يوم السبت 6 كانون الأول 1975، الذي وصف بـ”السبت الأسود”، والذي راح ضحيته المئات ممن “قتلوا على الهوية”، لمجرد اختلاق الدين، والانتماء.

هذا الإجرام الدموي كاد أن يُستعاد، لمجرّد اختلاف الآراء والتعبير، بحسب صحافية شاركت في “مسيرة الحريات”، يوم السبت في 30 أيلول 2023، التي كانت شاهدة عيان على وقائع أقرب إلى القتل، “أضرب بلا رحمة وعلى عيون العسكر.. وكـ… أمه إذا بيرجع كله شقفة لوطي”..

تصف الشاهدة ما رأته عينيها بجحافل من أصحاب الدراجات النارية، بعصيّهم وجنازيرهم، وعدد قليل جداً من قوى الأمن، منعوا المشاركين في التظاهرة من الوصول إلى ساحة رياض الصلح، وراحوا يكيلون لهم الشتائم أصغرهم تخدش الحياء وتنتهك العرض والشرف والأخلاق والدين..

وإذ أكدت أن المشاركين في التظاهرة كانوا من كل الأطياف، من المسلمين والمسيحيين والعلمانيين، والأبشع أن إحدى الشابات المحجبات تعرضت لإهانة من رجل امن مولج بحمايتها قبل إهانتها، طالبها بنزع الحجاب عن رأسها لأنها تستفز المتظاهرين المدافعين عن حرمات الدين، على حد تعبيره؟، فسألته الشابة إن كان الدين أي دين يدفع إلى قتل المختلف عنك!!

والشاهدة الأم قالت: “ركضت وأنا على أبواب الخمسين كما لم أركض في عمري، شعرتً وكأنّني طائر يحلّق بحثاً عن نجاة، وإنْ توقف كان هلاكه.. رحتُ أفكر بأولادي إذا قُتلت ماذا سيحدث بهم، بزوجي ووالدي.. إلى أن جمعونا داخل باص صغير إنقاذاً لنا من ثورة الشباب الغاضب – كما قال”..

هذا الشباب ما كان غاضباً بل كان ينفّذ مخططاً ممنهجاً ومرسوماً بدقة لقتلنا، علّه “يعلّم السايب إذا ضرب المربوط”، فهجموا على الباص الصغير وراحوا يهزونه حتى يقلبوه، هنا منعهم رجال الأمن، فما كان منهم إلا أن استنفروا وتوزعوا لضرب الشباب المشاركين في التظاهرة، ونحن النسوة مرميات بين مقاعد الباص رؤوسنا باتجاه الأرض خوفاً من رمي أي شيء علينا من النوافذ..

وشدّدت على أن التظاهرة كانت سلمية 100%، ولم تكن أهدافها غير أخلاقية، وليست كل بنودها تتعلق بحرية حياة مجتمع “الميم عين”، بل كنّا نطالب بالحرية عموماً، أقله حرية عن “جرّنا إلى أي مكتب للتحقيق إذا عبرنا عن رأينا عبر مواقع التواصل، أو أن نتعرض لما تعرّضنا له من مجهولين”..

وإذ ختمت شهادتها بوصف يوم السبت الماضي بـ”أسود أيام العمر”، طالبت بعدم ذكر اسمها كي لا تتعرض لأي مكروه لأنها أصلاً لا تزال تعيش الرعب من أن يكون المجرمون قد رصدوها ويكيدون لها..

بدورنا نسأل: هل هذا هو لبنان؟!، هل انتهت أزماتنا حتى نقتل بعضنا بعضاً ونتلهّى بمَنْ يعاشر مَنْ؟، ومَنْ يعشق مَنْ؟!.. ربّوا أبناءكم على القيم والأخلاق إن كنتم تعتبرون المثلية انحلالاً، ودعوا الخلق للخالق.. والله يسترنا من الأعظم!!

خاص CheckLebanon

مقالات ذات صلة