الأجهزة الأمنية والسياسيون يتسابقون بحملة التضييق على السوريين
يتزايد الضغط في ملف اللاجئين السوريين في لبنان. أصبحت كل الأجهزة والسلطات تتسابق فيما بينها لاتخاذ الخطوات في إطار عمليات الدهم او التوقيف أو إغلاق المحال التجارية. وفي هذا الصدد، وجّه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي كتابين إلى المحافظين، يطلب فيهما الإيعاز إلى القائمقامين التعميم على البلديات والمخاتير، منع قبول أي نوع من الهبات (مشروطة أو غير مشروطة) منعاً باتاً من أية جهة كانت، في كل ما يتعلق بالنازحين السوريين، وما قد يؤثر على بقائهم في لبنان، وعدم عودتهم الآمنة إلى بلدهم، والإيعاز إلى القائمقامين التعميم على البلديات والمخاتير، الإفادة دورياً كل خمسة عشرة يوماً عن التدابير المذكورة في التعميم 74 حول تنفيذ قرارات مجلس الوزراء بشأن أزمة النزوح السوري.
مداهمات بالنبطية
في السياق ذاته أيضاً، أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة، في بيان، أن قوة من الجهاز في النبطيّة قد بدأت حملةً لنزع خيم النازحين السوريّين غير الشرعيّين، والذين يقطنونها من دون ترخيص من البلديّات، وأزالت خيمتين تعودان لـ(م.ش.) في منطقة عين عرب. وأفادت المديرية، في بيانها، بأنّ “حملة إزالة الخيم هذه أتت لمكافحة الفوضى المستشرية بين النازحين، وبسبب الشبهات بانتمائهم إلى منظّمات إرهابيّة، صادرت خلالها أمن الدّولة حتّى اليوم، كمّيّات كبيرة من الأسلحة الحربيّة في خيمٍ تعود إلى النازحين السوريّين، في مختلف المحافظات”. وشددت على ضرورة “أن تتحلّى البلديّات بأعلى درجات الوعي عند إيوائها لأيّ نازح، ويجب مراقبته والتثبّت من أوراقه القانونيّة والثبوتيّة”، ودعت اللبنانيّين إلى “تبليغ أمن الدّولة أو أيّ جهاز عسكريّ وأمنيّ، بأيّ شبهة تحوم حول سوريّين يعرفونهم، حفاظاً على أمنهم وأمن أولادهم وأهلهم”.
قائد الجيش: النازحون أكبر تحدٍ
من جهته اشار قائد الجيش جوزاف عون إلى ان “الجيش يواجه اليوم تحديات كثيرة ومتزايدة على مختلف الصعد، سواء في الداخل أم على طول الحدود. ورغم الأزمة الاقتصادية وتداعياتها، إلا أن عناصر الجيش تقوم بواجباتها بكل اندفاع واقتناع، وعلى أكمل وجه، في كل المهمات الموكلة إليها برًّا وبحرًا وجوًّا”.
وخلال افتتاح مبنى مدرسة القوات البحرية، بعد تشييده بتمويل من السلطات الألمانية في قاعدة جونيه البحرية، أوضح عون “لعل أزمة النزوح السوري هي أشد التحديات التي تواجه الجيش حاليًّا، سواء التسلل عبر الحدود البرية أو الهجرة غير الشرعية عبر البحر. لقد ازدادت موجات النزوح في الأشهُر الماضية بشكل لافت، وحذرنا منها مرارًا، وطالبنا الجميع بتحمّل مسؤولياتهم، كلٌّ من موقعه. يتصدى الجيش وحده حاليًّا لهذا التحدي رغم كل التعقيدات الجغرافية واللوجستية والعددية، ويتعرّض يوميًّا لحملات مشبوهة ضده. في هذا الإطار، أحيّي كلَّ ضباطنا وعناصرنا الذين يبذلون قصارى جهودهم للحد من النزوح وتداعياتِه، كما أحيّي عناصر القوات البحرية على جهودهم في ما خص حماية الحدود البحرية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر، أمام كلّ الصعوبات والإمكانات المتواضعة”.
وأشار إلى” المبادرات المتواصلة التي تقوم بها ألمانيا للوقوف إلى جانب المؤسسسة العسكرية وتطوير قدراتها الرامية إلى مراقبة الحدود البحرية وضبطها، وحماية المجال البحري وما يحتويه من موارد يسعى لبنان إلى تأمينها واستغلالها وبخاصة الثروة الغازية والنفطية، ما ينعكس إيجابًا على الأمن والاقتصاد الوطنيَّين”.
المدن