باسيل تجاوز الخطوط الحمر مع اليرزة: “الامر لي “أنا”بعدني هون” وجاهز للمواجهة”!
على بعد شهر من اطفاء الشغور الرئاسي شمعته الاولى، تغيب المؤشرات بامكان احداث خرق قريب في اي من الملفات والمجالات، خصوصا بعد سقوط المبادرة الفرنسية، فيما القطرية لا ينتظرها مصير افضل، على وقع الاشتباك الاقليمي والدولي الذي بات قريبا من ان يطفو على السطح، وسط تهديد بطريركي بان “الكنيسة لن تسكت عن تعمد تغييب رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في كل أسرة جامعة الدول العربية”، دون الافصاح عن الآلية او الوسائل.
ليس بغريب ان يخرج رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، بما اعلنه من مواقف. فما قاله يأتي في السياق “التصاعدي”، منذ خروج “البرتقالي” من قصر بعبدا، والذي فتح فيه باباً مشرعاً على كثير من الاحتمالات في مسار استمر حتى بلغ حدوده القصوى، ما قد يضع “باسيل – المشروع” في خطر الالغاء الابعد من السياسي، في حال تخطى الخطوط الحمراء، وفقا للكثيرين.
إذا تم تشريح مضمون خطاب باسيل وتحليل ما بين سطوره، الذي فتح فيه النار في كل الإتجاهات، وإن بعيارات مختلفة، مواربة ومباشرة، على الخصوم والحلفاء، يتوجَّب التوقف عند مجموعة من النقاط الأساسية التي حَملت رسائل بالجملة وفي كل الاتجاهات، راسِمةً خريطة طريق “التيار الوطني الحر” للأشهر المقبلة، وأهمّ ما يستوقفنا هنا:
– في موضوع قائد الجيش، ذهب النائب باسيل بعيدا في موقفه، مركزا على ان “ما حدن يفوت بينا وبين الجيش”، وهو امر طبيعي ومن عكار تحديدا.
– قدَّم “ومن الآخر” مطالعة في موضوع حزب الله، لافتا الى استعداده للانتقال الى المعارضة “بالكامل”، “وهونيك الربح اكتر”، لذلك “لا يفكر احد في ان يجرنا الى حيث يريد”.
– غمزه من قناة رئيس حكومة تصريف الاعمال، الذي اتم صفقة اول موجة نزوح سوري، وهو اليوم يؤدي الدور نفسه، “فهل نقبل عودته لانجاز الموجة الثالثة”؟
– اما “ابو مصطفى” فاتهمه بامتهان تعطيل المشاريع، واستخدام وزارة المال لحساباته الخاصة.
– دغدغة مشاعر اهالي عكار بان مصلحتهم وتنمية منطقتهم لن تكون الا من خلال اللامركزية الموسعة واكثر.
ايا يكن فإن مواقفه اكثر من جدية، ومن اليوم حتى آذار موعد الانتخابات مبدئيا، ما يكفي من الوقت لانجاز الكثير مما يلزم من مسرحيات، اذ بحسب العونيين، جاء كلامه بلغة أكثر من صريحة وواضحة، حيث ذهب النائب البتروني ليلامس بكلامه “الوقاحة الجريئة”، في حديث أعاد عقارب الساعة سنوات إلى الوراء.
حتى الساعة الاجواء الضبابية عادت لتسيطر خلال الساعات الماضية، حيث يبدو “لابو مصطفى” حسابات اخرى ومخاوف. في كل الاحوال الساعات المقبلة كفيلة بتبيان الامور بعد فرز الخيوط، فللخصوم “مع جبران فالج ما تعالج”، فيما المحبون بمكان آخر، “طُبّ البريق عا تِمّو بيطلع الصهر لعَمّو”، هكذا بدا جبران باسيل في مؤتمره الصحافي على صورة ومثال “العماد”.
مصادر تابعت باهتمام تفاصيل ما ورد في كلمة باسيل في حضور “الجنرال” من عكار ، اعتبرت ان ما ورد من كلام لم يخرج من العبث، ولم يكن ذراً للرماد في العيون، بل انطلق من معطيات داخلية وخارجية، رأت انه لا يخرج عن سياقه الطبيعي، وفي المسار نفسه الذي يسلكه منذ مدة، فمواقفه باتت اكثر وضوحا، خصوصا في مسألة العلاقة مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، والذي يبدو انها باتت ابعد واكبر من “صراع” على كرسي بعبدا، في ظل الاتهامات الخطرة التي ساقها ضد اليرزة، والتي بلغت حد الاتهام بالخيانة العظمى وبرطها بمشاريع، قد لا تكون دقيقة.
وتتابع المصادر بانه من الواضح، وعشية الزيارات المكوكية للوسيط القطري في بيروت، اكتشاف البياضة وجود “طبخة” رئاسية ما، قد لا تلبي مطالب “التيار الوطني الحر”، لذلك كان قرار الهجوم الى الامام بهدف “شوشطتها” ونسفها، رغم ان ثمة من يعتقد ان الكلام الذي قيل هدف الى رفع السقف، ومحاولة تحصيل اكبر قدر ممكن من المكاسب في ربع الساعة الاخيرة من السباق، في حال صحت التوقعات ومرت التسوية خلال الايام القليلة المقبلة.
وتوقفت المصادر شكلا عند اقتصار الكلمة السياسية على رئيس التيار، وهو امر كان مقصودا ومدبرا، لذلك تراجع الرئيس ميشال عون مقابل تقدم النائب باسيل، تاركا له المنبر، مباركا المواقف التي صدرت، من منطقة الخزان البشري للجيش اللبناني.
هذا هو جبران نفسه، لا فرق بين الأمس واليوم، يهاجم يناور يوجّه الرسائل، يؤكد انّ “الامر لي” فأنا “بعدني هون” وجاهز للمواجهة، مميزًا نفسه بشكلٍ واضح عن الحكومة وما ومن فيها، قادر في اي لحظة على ادارة محركات أوركسترا “المبخرين”، كما جوقة “الشتامين”.
ميشال نصر- الديار