خاص شدة قلم: محمد عبد العزيز: “من كثرة محبتك الله يجمعكم سوا”!
غريب أمر بعض الناس.. لا يعرفون العيش بحرية وكرامة.. ولا يستطيعون رفع “الرؤوس” .. يتلذذون بالعبودية والتحقير والإذلال.. بل ويعيشون الانفصام ما بين نرجسيتهم الشخصية وخضوعهم للأنظمة والحكّام ولو كانوا أمواتاً..
هو مخرج سنحت له الفرصة أن ينال أحدث أعماله “النار بالنار” 5 جوائز “موريكس دور”.. بما لها وما عليها من علامات استفهام بين مَنْ يستحق وبين المحسوبيات التي أوصلته إلى الجائزة.. لكن التناقض الذي يعيشه حضرته.. و”الخسة التي كبرت فجأة في رأسه”.. وجنون العظمة والأنا المتضخّمة.. بلحظة “محاها” تحت أقدام حاكم ظالم “بنظر الكثيرين”..
إيه نعم.. إنّه محمد عبد العزيز.. الذي سارع إلى فايسبوك ليمجّد نفسه وابتكاراته وموهبته وإبداعاته تارة.. وبين نفش رئيس ابنه “المدحوش دحش” في المسلسل تارة أخرى.. إلى مسح كل ذلك تحت حذاء النظام السوري.. وإهداء الجوائز إلى روح حافظ الأسد “الذي يلعنه الكثيرون مطرح ما راح”..
وكي ينجو بفعلته أرفق المنشور بإهداء إلى أرواح جميع شهداء سوريا ولبنان.. ولكن في ما يتعلق بشهداء سوريا.. فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم.. من اقتتال طائفي ونزاع بين أبناء الوطن الواحد.. فنكتفي بالترحّم على مَنْ مضى إلى جوار ربّه مظلوماً.. وتسليم أمر كل مَنْ صُرِع خلال الحرب ظالماً إلى الله وحده..
أما في ما يتعلق بشهداء لبنان.. فأي شهداء يقصد؟!.. الذين اختفوا “زمن حافظ غير الحافظ للعهود”.. في أقبية السجون السورية من صيدنايا حيث الإعدامات الجماعية.. أو سجن تدمر حيث نطقت الجدران من آلام المُعذّبين.. أو سجن المزّة وهو بمفرده حكاية تُروى للأجيال لشدة سوداويتها.. وسواها الكثير من الفروع والمعتقلات السرية..
أي شهداء يقصد؟!.. هل يعني المخطوفين والمفقودين الذين طوت السنوات أعمارهم.. ودارَتْ الرمال أجسادهم أو أكلتها الحيوانات.. أو الذين عادوا محملين في أكياس؟!
محمد عبد العزيز مخرج يستحق التحقير لا التقدير.. الإذلال لا التكريم.. لأنّ مَنْ يهدي جائزة عمل أنتج العديد من الإشكالات بسبب نصّه القائم على العنصرية ما بين اللبناني المواطن والسوري المحتل بداية.. فالمُستوطِن أولاً ثم النازح ثانياً.. فالمُقيم ويتعامل بالدولار الأممي شاء من شاء وأبى من أبى.. لا يستحق التقدير والتكريم..
https://www.facebook.com/photo?fbid=10227987953297630&set=a.10201338728003653
مصطفى شريف- مدير التحرير