خاص شدة قلم: علّقوا المشانق.. إلى متى التخاذل؟!

قد يعتبر البعض ما سأقوله مرضياً أو سادياً.. لكنني بكل قوايا العقلية لا أطالب بالإعدام لأنني أعتبره راحة للمجرمين على أنواعهم.. بل أطالب بالقصاص من نوع الجريمة.. إذ لا بُدَّ وأن يشعر المجرم بمستوى العذاب الذي ألحقه بالضحية.. مهما كان هذا العذاب جرحاً ضرباً حرقاً.. أي نوع كان وصولاً إلى إزهاق الروح..

فسؤال إلى مطلق إنسان أوجهه: ألا يستحق مُغتصب الطفلة لين طالب تجرّع كل أنواع العذاب؟!.. ألا تستحق والدتها “الحقيرة” أن تتذوق ما ألحقته ووالدتها بالطفلة حين دسّتا لها الملح على موضع الاغتصاب (وفقاً لوقائع التحقيقات).. ألا يستحق كل من ساهم وشارك وتدخّل في طمس وقائع الجريمة القذرة التي أودت بحياة زهرة لم تتفتح بعد؟!

ألا يستحق كل من شاهم وشارك في اغتيال المئات وتهجير الآلاف وتدمير نصف بيروت إنزال عقوبة الإعدام بهم.. وقبلها أن يتجرّعوا آلام الحرق والتمزيق وضغط الانفجار.. وأن تتلاشى أجسادهم إلى أجزاء لا يمكن جمعها.. وأن يتذوقوا بعضاً من آلام الضحايا الأحياء.. الذين أنهت جريمة عصر حياتهم وحوّلتهم إلى بعض أنفاس لا أكثر..

ألا يستحق ضحايا جريمة تفجير صهريج البنزين في بلدة التليل العكارية (20 شهيداً وأكثر من 80 محروقاً).. تبريد جراحهم بأن يتذوق مرتكب الجريمة ما فعله بالناس.. والاقتصاص منه ومن دفعه إلى هذا الفعل؟!..

ألا يستحق قتلة لقمان سليم، جو بجاني، الياس الحصروني، وسواهم إنزال أشد العقوبات بهم قتلاً رمياً بالرصاص كما فعلوا بضحاياهم.. وألا يستحق مَنْ يستقوون في الشوارع ويقتلون رغبة بركنة سيارة أو أفضلية مرور أو لأي لفنجان قهوة لم يعجب الجاني.. إنزال أشد العقوبات بهم كي يكونوا عبرة لمَنْ يعتبر أو لا يعتبر..

ألا يستحق اللاهون بالرصاص الطائش إنزال أشد العقوبات بهم.. وإزهاق أرواحهم كما تسببوا بإزهاق أرواح سواهم.. وآخرهم الطفلة نايا حنا؟!..

ولن أغوص في دهاليز قتلة القادة العظام من المعلم كمال جنبلاط.. إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. مروراً باغتيال الزعيم معروف سعد والرئيس الشهيد رشيد كرامي.. ليبقى السؤال متى سيُلجم القتلة؟!

ففي لبنان حالياً حسب مصادر قضائية 57 شخصاً محكوم عليهم بالإعدام، وقد تمنَّع وزراء العدل على مر السنوات عن توقيع مراسيم تنفيذ إعدامهم، بذرائع واهية واتفاقيات لا تُغني ولا تُسمن من جوع.. بل تغذي الجريمة وترفع من منسوب المجرمين..

في حين أن التاريخ اللبناني لا يعرف إلا تنفيذ 53 حكم إعدام منذ بداية عهد الرئيس بشارة الخوري إلى نهاية عهد الرئيس إميل لحود.. وبين العامين 1994 و1998 (خلال ولاية الرئيس الياس الهراوي)، تمّ إعدام 14 شخصاً.. في حين للأسف آخر إعدام جرى تنفيذه في لبنان كان يوم 19/1/2004.. بإنزال العقاب على 3 أشخاص في آنٍ معاً داخل سجن رومية.. اثنان رمياً بالرصاص والثالث شنقاً.

فمتى ستعود المشانق إلى الرفع وفي وسط بيروت ليكون كل مجرم عبرة.. ليرتدع المجرمون ويعتبروا أن الدولة واعية.. إن كانت هناك دولة.. مع العلم أن “90% من عملاء العدو الإسرائيلي الذين أُدينوا ونجوا من العقاب لا يستحقون إلا الإعدام”.. ولكن في لبنان الخيانة والعمالة وجهة نظر!!

لبنانيون يعلقون المشانق للفاسدين فى كل ساحات بيروت بمظاهرات "يوم الحساب" - اليوم السابع
مصطفى شريف- مدير التحرير

مقالات ذات صلة