قوى المعارضة وقعت في “الفخ”: ماذا بعد أيلول؟
قوى المعارضة وسياسة الأهداف “الخاسرة”: ماذا بعد أيلول؟
تؤدي القوى المعارضة الرافضة للحوار دوراً سلبياً، ليس بالنسبة الى الفرنسيين وحسب، بل أيضاً بالنسبة إليهم، فبعد أن كانوا المبادرين بداية الى تسمية المرشح ميشال معوض، ثم المتقاطعين مع التيار الوطني الحر على تسمية المرشح جهاد أزعور، أصبحوا اليوم برفضهم الحوار، لاعبين منتظرين على مقاعد الجمهور، يتفرجون على ما يجري من حوارات داخلية، وتقاطعات خارجية.
ليس المهم حصراً بالنسبة لفريق 8 آذار أن يصل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة، فهذا الأمر على أهميته الكبرى بالنسبة اليهم لا يعني أن أي خيار آخر سيكون سيئاً عليهم، اذ لن يكون رئيس للجمهورية لا يرضى عنه هذا الفريق، ولا يكون حزب الله قد حصل على الثمن السياسي المناسب لوصوله، بغض النظر عن الاسم.
هذه المقاربة التي أطلقها أحد السياسيين منذ فترة تعني أن سياسة لا غالب ولا مغلوب بخصوص الرئاسة انتهت ولو بالمضمون دون الشكل، ففي الواقع سيكون هناك غالب ومغلوب، ولو ظن المغلوب نفسه غالباً، إلا أن الحقيقة هو أن فريق الممانعة تمكن من إيقاع الفريق الآخر في فخ سياسي عنوانه الأهداف الخاطئة أو الخاسرة، بعد أن ربطت المعارضة اليوم مشروعها برفض وصول فرنجية الى سدة الرئاسة ورفض الحوار وتوجيه المعركة الى السلاح، وهذه كلها عناوين خاسرة.
حتى العلاقة مع فرنسا ستتبدل بالنسبة للمعارضين الذين يعولون على أعضاء اللجنة الخماسية، علماً أن هذه اللجنة أو أبرز من فيها يتعاطون مع الملف اللبناني من باب وجود حزب الله فيه، وأي تفاوض سيكون مع الحزب.
في ما يتعلق بالحوار، ففي ظل موقف بعض الكتل والشخصيات المعارضة من الحوار مع “حزب الله” وحلفائه، بات من الضروري السؤال عن السيناريوهات المحتملة، في حال فشلت مهمة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، التي كانت تقوم على أساس الحوار بين الأفرقاء اللبنانيين حول مواصفات الرئيس المقبل والمهمات المطلوبة منه.
في هذا السياق، هناك من يعتبر أن لودريان قد يعمد إلى إدخال تعديلات على مبادرته، على أساس أن باريس لا يمكن لها أن تغامر بفشل إضافي في الملف اللبناني، رغم أن فشلها كان مدوياً خلال السنوات الثلاث الماضية، وبالتالي كسب المزيد من الوقت ما دامت ظروف التسوية غير متوافرة، في حين هناك من يرى أن الأساس هو موقف باقي أعضاء اللجنة الخماسية، الذين قد يبادرون إلى دعم الجانب الفرنسي، أو يذهبون إلى خيارات أخرى، منها الدفع بالوسيط القطري، الذي يحظى بتأييد من الجانبين السعودي والأميركي، وهو ما سيشكل نهاية لعهد المبادرة الفرنسية وبداية للمبادرة القطرية.
إلى جانب هذين الاحتمالين، من الممكن الحديث عن احتمال ثالث، هو الذهاب إلى تصعيد كبير من قبل أعضاء اللجنة، الأمر الذي يستبعده الكثيرون في الوقت الراهن، على اعتبار أن رفض الحوار يأتي من حلفائهم، بالإضافة إلى أن هذا التصعيد قد يقود إلى نتائج عكسية، أبرزها تشدد الفريق الآخر في مواقفه.
محمد علوش- الديار