السياحة تغيّرت: «بيوت الضيافة» مُنتشرة في الريف… والـ«Airbnb» تزاحم الفنادق!
من المؤكد ان السياحة في لبنان اليوم هي غير السياحة التي كانت تعتمد على السياحة الخليجية والمصطافين العرب وعلى نوعية مميزة منهم للصرف وفي اماكن معينة ومناطق معينة .
اما اليوم فتغيرت السياحة ليس في لبنان فحسب بل في كل العالم كله ،كما انها ادخلت انواعا جديدة تحيي فيها وتنعش مناطق ريفية ونائية لم تكن تنعم بفوائدها وبعيدة عن المدن وترتكز على سياحة تسلق الجبال وسياحة الرافتينغ حيث مارس هذه الرياضة في العام الماضي في نهر العاصي في منطقة الهرمل 110 الاف شخص استمتعوا بهذه الرياضة وانعشوا المطاعم والفنادق وبيوت الضيافة فيها وهناك سياحة المشي في الجبال «درب الجبل «حيث يتنقل السائح من منطقة الى اخرى ويبيت احيانا في خيمة معدة لذلك ،وهناك «بيوت الضيافة «المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية الجبلية حيث انها تبقى «مفولة «طيلة الصيف وغيرها من السياحات التي تجذب السائح اليوم بعيدا عن السياحة التقليدية التي كان لبنان يعتمد عيها وكانت تشكل 25 في المئة من الدخل القومي .
وفي هذا الصدد يقول رئيس اتحاد النقابات السياحية ورئيس نقابة اصحاب الفنادق بيار الاشقر :
أن اللبناني معروف بنشاطه وسرعته في ابتكار الأفكار وخلق الفرص والمثال على ذلك ما قاله لي نقيب أصحاب المطاعم عن أن عدد المطاعم في منطقة البترون كان في العام الماضي هو 153 مطعما وقد ازداد العدد هذا العام ليتجاوز 215مطعما وملهى أي بزيادة 50 أو 60 مطعما هي كلها استثمارات سريعه خصوصا أن لا مجال أمام الناس اليوم الا الإستثمار في السياحه وبالتحديد في بعض القطاعات السياحيه وهي استثمارات صغيره خصوصا في ظل عدم وجود مصارف أو حركة قروض. أن هذه الاستثمارات الصغيره تنشأ بسرعه أكبر من الاستثمارات الضخمه ومن هذه الاستثمارات الصغيره» بيوت الضيافه» التي باتت اليوم منتشره على كل الأراضي اللبنانيه. لكن ما هو بيت الضيافه تحديدا؟!.. إنه بيت قديم مكون من عدة غرف تؤلف بالنتيجه فندقا بعدة غرف .وهي تشكل منافسة قوية في مواجهة القطاع الفندقي لكنها على الأقل تدفع ما عليها من متوجبات كضريبة TVA ومن يدخلها معروف من قبل الأجهزه الأمنيه وهي منتظمه مثلها مثل غيرها من مؤسسات . أن هذه البيوت أنشأت حركه سياحيه في المناطق التي لم تكن موجوده على الخريطه السياحيه .لكن المشكله أنه يوجد Airbnb 150 في منطقة الجميزه ومار مخايل والأجنبي القادم إلى لبنان يقصدها للمبيت فيها بدل الفنادق الموجوده في منطقة الأشرفية وبيروت. أن للقضيه وجهين أحدهما إيجابي والآخر سلبي. يكمن الوجه الإيجابي بتأمين وجهه معينه لمن أراد القدوم إلى لبنان ولا قدره ماديه لديه وهو بالنتيجه يقصد أماكن rbnb. أما الوجه السلبي فيكمن بعدم تنظيمها.
البعض يطالب باللامركزيه في لبنان فهل أنتم معها ؟
اننا نطالب بها منذ ثلاثين عاما وهي تساعد على تنشيط المناطق .كما أن أول من عمل بها هو القطاع السياحي فمثلا في منطقة طرابلس نجد مجموعه من الشباب والشابات انشأوا جمعيه تحاول التسويق لطرابلس وتنظم رحلات سياحيه لاستقطاب السياح والتعريف بالمنطقه والترويج لمواقعها الاثريه وهي تنظم رحلات بحريه إلى الجزر فيها .أن السياحه اليوم موجوده على كل الأراضي اللبنانيه وقد تغيرت معالم هذه السياحه إذ عندما كنا نتكلم عن السياحه في الماضي كنا نحصرها ببيروت وجبل لبنان مع بعض الامتداد الخجول على المناطق الأخرى أما اليوم فالنشاط السياحي موجود على كامل الأراضي اللبنانيه. مؤخرا أقيم مهرجان على جبل حرمون في البقاع الغربي وانا شخصيا كنت اسمع بالمنطقه دون أن ازورها لكن للمفارقه لقد نجح المهرجان واستطاع استقطاب آلاف البشر التي تعرفت على المنطقه وتذوقت اطايب مؤنتها.
ويضيف الاشقر :
لقد تغيرت السياحة في العالم كله وليس في لبنان فقط . أن الإستثمار في بيوت الضيافه لم يكن يتعدى 25 أو 35 بيتا واليوم تجاوز العدد 200 بيت منتشرة على كل لبنان وباتت هذه البيوت وجهه سياحيه على الموضه ومطلوبه أكثر من الفنادق العاديه الموجوده منذ عشرات السنين وكانت تشكل الوجهه السياحيه المعتاده. لكن المشكله امامنا كقطاع فندقي تكمن في الـ Airbnb التي باتت تضارب على المؤسسات السياحيه العريقه والموجوده منذ سنين فمثلا لدينا في لبنان 30000 غرفه فندقيه يوجد مقابلها 2000غرفة Airbnb وهي تأخذ من حصة المؤسسات الفندقيه لأنها أولا أرخص سعرا وهي لا تقدم خدمات كما انها خطره لأنه لا يوجد عليها رقابه من اي جهاز أمني ومن يمكث فيها غير معروف من هذه الأجهزه بطبيعة الحال إذ لا رقابه اخلاقيه فيها ولا أمنيه .
ويقول الاشقر امام هذا الواقع لا نستطيع القيام بشيء لأن هذا يتطلب مجلس نواب وحكومه تجتمع معنا وان نحضر دراسه لقوانين معينه لأجل التخفيف من الضرر الحاصل. اننا لسنا ضد Airbnb لكننا نطالب بأن يكون هذا القطاع منظما وان يدفع ضريبته تماما مثلنا إذ أننا ندفع ضريبة TVA 11% بينما هو لا يدفع شيئا كما أننا ندفع ضريبة دخل وقطاعنا مراقب إلى جانب العديد من الأمور الأخرى التي تضر بنا وتؤذينا.
على اية حال يؤكد الاشقر ان نسبة عدد اللبنانيين المغتربين تشكل 80 في المئة من مجموع الوافدين الى لبنان وقلة منهم تستعمل الفنادق للمبيت فيها بينما الاكثرية تفضل تمضية اوقاتها في مختلف المناطق اللبنانية وخصوصا الريفية منها .
جوزف فرح- الديار