“عقبالكن”: موسم الأعراس… لا يزال عامراً في ديارنا؟
“عقبالكن” كلمة تقال في مواسم عامرة بالأفراح متنقّلة ضمن نطاق الأراضي اللبنانية تبدأ مع موسم الاصطياف، وهي اعتيادية حتى بعد الأزمات التي عصفت بلبنان، فأثناء هذا الموسم تصبح الأعراس الحدث الأبرز أو كما يسمى “الترند” بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي.
منذ الانهيار الاقتصادي الذي بدأت معالمه في أواخر العام 2019 وتداعياته على اللبنانيين، بالاضافة الى أزمة كورونا التي أرخت بظلالها عليهم ووضعية الاقفال والحجر الصحي، بدأ موسم الأعراس يتراجع تدريجاً، ناهيك عن تأثير كل هذه الأسباب على الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.
تضاءلت هذه الظاهرة تدريجاً على الرغم من أنها بقيت ولو بصورة متقطعة، إلا أن الأعراس عادت الى الواجهة من جديد، بعد انتهاء ويلات كورونا وتداعياتها، وعاد زخم انتشار مشاهدها على مواقع التواصل وسط صدمة واسعة من بعض اللبنانيين الذين يتابعونها وكأن لا أزمة اقتصادية خانقة في البلد ولكن…
الشعب اللبناني يُضرَب به المثل في شغفه بالحياة والتمسك بها ولو بالحد الأدنى، على الرغم من كل الصعاب التي يمر بها البلد، فالحرب الأهلية بكل مساوئها لم تحرمه من حقّه في الفرح. ومن الواضح أن الأزمة التي عصفت بالمواطنين جعلتهم يستغربون حتى من ازدحام المقاهي والمطاعم، وكأنهم أصبحوا رهينة الاقفال والحجر ليناموا ويصحوا على نكبات يومية تؤرق حياتهم وأفراحهم.
لكن فعلياً، هل عاد موسم الأعراس كما كان قبل الأزمة؟
الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين أكد في حديث لـ “لبنان الكبير” أن الأعراس التي تقام على الأراضي اللبنانية هي ضمن الأماكن التي كافحت وبقيت صامدة حتى يومنا هذا، موضحاً أن نسبة الأعراس تراجعت بصورة كبيرة بسبب استمرار إقفال عشرات بل مئات الصالات منذ الأزمة وتدني نسب عقود الزواج في السنوات الأخيرة.
وأشار شمس الدين الى تراجع عقود الزواج بعد العام 2018 بصورة ملحوظة لتصل الى حدود 7000 عقد، على الرغم من أن الأزمة الاقتصادية اتجهت نحو الانفراج نوعاً ما وابتدأت حركة الاقبال على الحفلات، ولكن نسبة الأعراس تراجعت والاقبال عليها أصبح محصوراً بالأماكن القليلة التي لا تزال تنبض فيها الحياة مقابل غالبية الصالات التي وللأسف استسلمت لشبح الاقفال حتى اللحظة، لافتاً الى أن العام 2018 شهد ازدهاراً بلغت فيه عقود الزواج 36287 عقداً الى أن انخفض تدريجاً في العام 2022 ليلامس 29707.
الأعراس مستمرة وتتمدد على الرغم من ضيق نطاقها واقتصارها على بعض الأماكن التي تعطي للبنانيين أملاً في الاستمرار وتحدّ من يأسهم قدر الامكان مع التمني بأن يعود هذا الموسم كما عهدناه وأفضل.
لبنان الكبير