مانشستر يونايتد يبدأ الإعداد للموسم الجديد بلقاء ليدز «الهابط»
يبدأ مانشستر يونايتد ثالث الدوري الإنجليزي الممتاز برنامجه الإعدادي للموسم المقبل بلقاء فريق ليدز الهابط للدرجة الأولى، الأربعاء، بملعب أوليفال بالعاصمة النرويجية أوسلو.
ويخوض يونايتد اللقاء الودي وسط حالة من الارتباك الإداري التي تسيطر على «أولد ترافورد» في ظل عدم وضوح الرؤية حول مصير عملية بيع النادي. منذ أكثر من سبعة أشهر طرحت عائلة غليزر الأميركية (المالكة) النادي للبيع، ورغم التقارير البريطانية التي أشارت إلى أن الصفقة حسمت لصالح المصرفي القطري الشيخ جاسم بن حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، فإن عدم الإعلان الرسمي وعدم وضوح الرؤية لما يجري خلف الكواليس أصاب جماهير النادي العريق بالقلق والغضب، حيث كانت تتطلع لإبرام صفقات كبيرة في سوق الانتقالات الصيفية الحالية.
وحسم يونايتد، الذي سيشارك في مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل، صفقة وحيدة بضم لاعب الوسط الدولي الإنجليزي ميسون ماونت من تشيلسي مقابل 55 مليون جنيه إسترليني (69 مليون دولار)، بالإضافة إلى خمسة ملايين إضافية من المكافآت تعتمد على أداء ونجاح اللاعب في أولد ترافورد.
ورغم حاجة يونايتد الملحة للتعاقد مع مهاجم هداف وأيضا صانع ألعاب ماهر، فإن النادي دخل في معضلة البحث عن حارس مرمى بعد فشل مفاوضات التجديد للإسباني ديفيد دي خيا الذي انتهي عقده وأعلن رحيله بعد 12 موسما في ملعب أولد ترافورد. وذكرت تقارير أن المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ كان وراء وقف مفاوضات التجديد مع دي خيا، بسبب رغبته في ضم الكاميروني أندريه أونانا حارس إنتر ميلان الإيطالي. ورغم بيان دي خيا الذي ودع فيه جماهير يونايتد قبل أيام فإن المسؤولين بالنادي ما زالوا يؤكدون أن المفاوضات مع الحارس الإسباني لم تنته، والأمر يتعلق بتخفيض جديد لراتبه. وخاض الحارس البالغ عمره 32 عاما، الذي انضم ليونايتد في 2011 حين كان السير أليكس فيرغسون مدربا للفريق، أكثر من 500 مباراة ليكون أكثر لاعبي الجيل الحالي مشاركة.
وفاز دي خيا بلقب الدوري الإنجليزي في موسمه الثاني مع يونايتد، وهو اللقب الأخير لفيرغسون بصفته مدربا، كما فاز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وكأس الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي. كما حصل مرتين على جائزة القفاز الذهبي لأكثر حارس حافظ على شباكه نظيفة على مدار الموسم، كان آخرها في الموسم المنصرم حيث أنهى يونايتد البطولة في المركز الثالث وتأهل لدوري أبطال أوروبا.
لكن الحارس الفائز بجائزة أفضل لاعب في الموسم في يونايتد أربع مرات تعرض للانتقادات بسبب أخطائه في السنوات الأخيرة، لكنّ نجوم يونايتد السابقين انتقدوا الطريقة التي تعاملت بها الإدارة مع لاعب قدم الكثير وما زال بإمكانه حراسة مرمى الفريق لسنوات.
وفي ظل الميزانية المحدودة التي منحتها عائلة غليزر للمدرب تن هاغ وتصل إلى 110 ملايين جنيه إسترليني (رغم أن النادي حقق أرباحا تصل إلى 640 مليون جنيه إسترليني عن الموسم الماضي) بات التعاقد مع مهاجم من الطراز العالمي أمراً صعباً. وكان تن هاغ يضع كلا من هاري كين هداف توتنهام والنيجيري فيكتور أوسمين مهاجم نابولي وهداف الدوري الإيطالي، بين أولوياته، لكن في ظل وصول سعر الأول إلى 100 مليون إسترليني والثاني 150 مليون يورو، بدأ المدرب الهولندي تحويل أهدافه إلى الدنماركي الشاب راسموس هويلوند (20 عاماً) مهاجم أتالانتا الإيطالي.
ويأمل مدرب يونايتد التخلص من بعض اللاعبين الذين أثبتوا أنهم غير قادرين على الانسجام مع خططه المستقبلية ولأجل توفير المال لعقد صفقات جديدة، ما دام أن عملية بيع النادي لمستثمر جديد ما زالت متوقفة.وينتظر أن يجرب تن هاغ في مواجهة اليوم كثيراً من الوجوه الشابة الصاعدة، إضافة إلى العناصر العائدة من فترات إعارة الموسم الماضي.
من جهته، يبدأ ليدز الذي هبط إلى دوري الدرجة الأولى عهداً جديداً مع المدرب الألماني دانييل فاركي الذي تولى المهمة قبل أسبوعين قادماً من نوريتش سيتي وبعقد لمدة أربع سنوات.
ويتولى فاركي (46 عاما) المسؤولية خلفا لسام ألاردايس الذي قاد الفريق في آخر أربع مباريات فقط نهاية الموسم ولم ينجح في إنقاذه من الهبوط.
ويريد فاركي استغلال الجولات التحضيرية للوقوف على حالة لاعبيه وسط تقارير تفيد بأن كثيرا من أصحاب الخبرات قد يغادرون لأندية أخرى هذا الصيف. وقال فاركي: «أعرف المسؤولية الملقاة على عاتقي لتحقيق التوقعات، وأريد أن أكون على قدر ثقة النادي، نريد استغلال فترة التحضير للموسم الجديد لخلق حالة من التكاتف والاتحاد داخل النادي مجدداً. أنا على ثقة أن المشجعين سيكونون حاضرين عندما نحتاج إليهم فهو الوقود الذي نحتاجه للعودة للدوري الممتاز».
وعُرف ليدز بأسلوبه الهجومي تحت قيادة المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا الذي قاده للصعود للممتاز في موسم 2019 – 2020، لكن بعد رحيل الأخير اعتمد النادي على أربعة مدربين الموسم الماضي آخرهم سام ألاردايس دون نجاح في النجاة. ويتمنى أندريا رادريتساني رئيس ليدز أن يكون التعاقد مع فاركي بداية لتصحيح أخطاء الموسم الماضي وقال: «النادي سيتعلم من أخطائه، أجرينا استثمارات بارزة لمحاولة البقاء في الدوري الممتاز، لكننا ارتكبنا بعض الأخطاء المتعلقة بجدية العمل من أجل تطوير النادي، وسنعمل لتصحيح ذلك بالمستقبل».
ويعود فاركي إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزية (الثانية فعليا) بعدما تولى مسؤولية نوريتش بين عامي 2017 و2021.
وقاد فاركي نوريتش إلى الدوري الممتاز في موسمه الثاني قبل أن يهبط مجددا في 2019 – 2020، وفاز الفريق بدوري الدرجة الأولى ليعود مباشرة إلى دوري الأضواء في 2020 – 2021.
وفي يناير (كانون الثاني) 2022، تولى فاركي مسؤولية كراسنودار المنافس في الدوري الروسي الممتاز، لكنه رحل عن النادي بعد ثلاثة أشهر في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا دون أن يخوض مباراة واحدة مع الفريق بسبب العطلة الشتوية. وآخر تجاربه كانت مع بروسيا مونشنغلادباخ في 2022 – 2023 وقاده لإنهاء الموسم في المركز العاشر بالدوري الألماني.
الشرق الاوسط