لا تُصدّقوا هذه المعلومات عن الدهون… لأنها لا تستحقّ كل هذه السُمعة السيّئة!
تختلف الدهون الغذائية تماماً عن الخلايا الدهنية الموجودة في الجسم. ورغم أنّ العديد من الأشخاص يتفادون الأطعمة التي تختبئ فيها، لكنّ الحقيقة هي أنّ الإنسان بحاجة لتناولها حِفاظاً على صحّة جيّدة.
إنّ الدهون لا تستحقّ كل هذه السُمعة السيّئة المنسوبة إليها. في الواقع، هناك مفاهيم عديدة خاطئة منتشرة بين الناس، سَلّطت اختصاصية التغذية ساندي بروكتر، من الولايات المتحدة الأميركية، الضوء عليها للتوقّف عن تصديقها وإعادة تنظيم الوجبات الغذائية بشكلٍ صحيح ومتوازن:
– الدهون تضرّ القلب: يمكن لأنواع كثيرة من الدهون، كالأوميغا 3 والدهون الأحادية أو المتعدّدة غير المشبّعة، أن تكون فعّالة جداً في الوقاية من أمراض القلب وتحسين الذاكرة. إنّ هذه الدهون المخبّأة في مأكولات متنوّعة كالأفوكا، والبذور، والمكسّرات، والسمك الدهني قد تساعد على خفض الالتهاب ومجموع الكولسترول اللذين يعزّزان خطر الإصابة بأمراض القلب. لكن في المقابل، يجب الحذر من الدهون المتحوّلة، والمهدرجة، وغالبية زيوت البذور مثل الذرة، وفول الصويا، والعنب… بما أنها تملك مستويات عالية من الأوميغا 6 التي ترفع الكولسترول السيّئ، ما يتسبّب في تكوين لويحات في الشرايين.
أمّا بالنسبة إلى الدهون المشبّعة الموجودة في اللحوم، والحليب، والجبنة، فهي ترفع مستويات كل من الكولسترول الجيّد والسيّئ، لذا فإنّ تأثيرها في الصحّة أقل وضوحاً. وفق الإرشادات الحالية، يجب ألّا تتخطّى الدهون المشبعة أكثر من 10 في المئة من السعرات الحرارية اليومية.
– الأطعمة الغنيّة بالدهون سيّئة للكولسترول: يعتمد ذلك على نوع الدهون المُستهلَك. إنّ تناول الدهون غير المشبّعة، خصوصاً إذا أتت كبديل لتلك المشبّعة والمتحوّلة، قد يحسّن الكولسترول ويحمي من أمراض القلب، وفق جمعية القلب الأميركية. ولقد توصّلت الأبحاث العلمية إلى أنّ الأفوكا، والفاصولياء، والعدس، واللوز، والجوز هي تحديداً مفيدة في خفض الكولسترول السيّئ.
– تناول الدهون يسبّب زيادة الوزن: يمكن اكتساب كيلوغرامات إضافية عند تناول الكثير من الكربوهيدرات أو البروتينات، والأمر ذاته ينطبق أيضاً على الدهون. لكنّ هذه الأخيرة في حدّ ذاتها، وخصوصاً الصحّية، لن تسبّب زيادة الوزن. ووفق دراسة نُشرت عام 2018 في «JAMA»، لم يجد العلماء فرقاً كبيراً في الوزن المفقود أو المكتسب بين الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً صحّياً منخفض الكربوهيدرات ونظرائهم الذين تقيّدوا بغذاء صحّي قليل الدسم.
وفي حين أنّ الدهون تحتوي على أكثر من ضُعف الكالوري لكلّ 1 غ من البروتينات أو الكربوهيدرات، إلّا أنها تعزّز الشبع. إنّ الجسم يهضمها بوتيرة أبطأ من الأطعمة الخالية من الدهون، ما يسمح بتوفير الشبع لوقت أطول بعد الأكل. باختصار، ورغم احتوائها على وحدات حرارية أعلى، فإنه يمكن الشعور بالرضا بمجرّد الحصول على كمية صغيرة منها.
– المنتجات قليلة الدسم هي الأفضل: إنّ هذا غير صحيح إطلاقاً إذا تمّ استبدال دهون المنتج بكميات عالية من السكّر. يمكن للكربوهيدرات المكرّرة والسكّريات المضافة تقليل حساسية الإنسولين ورفع معدلات التريغليسريد وضغط الدم، ما يُحفّز خطر الإصابة بأمراض القلب. عند اختيار منتج قليل الدسم، يجب قراءة الملصق الغذائي جيداً والتحقّق من السكّر المضاف، والذي يجب أن تبلغ كميته أقل من 10 في المئة من الكالوريهات المستهلكة يومياً.
– كل الدهون النباتية صحّية: يوجد الكثير منها، لكنّ فكرة أنّ كل الدهون التي تأتي من النبات تكون مفيدة تلقائياً هي مَعلومة غير صحيحة. تحتوي الزيوت الاستوائية، مثل زيت النخيل وجوز الهند، على نسبة هائلة من الدهون المشبّعة. على سبيل المثال، يحتوي زيت جوز الهند على 83 في المئة من الدهون، أي أعلى من الزبدة (63 في المئة)، ويُعتبر من أسوأ أنواع الدهون التي يمكن استخدامها. إنّ الزيوت الاستوائية، الموجودة بكثرة في المنتجات النباتية، ترفع معدل الكولسترول السيّئ بشكلٍ كبير. لذلك، يُنصح باستبدالها بزيت الزيتون الذي يحتوي على «ALA»، وهو نوع من الأوميغا 3 ثبُت أنه يخفض خطر أمراض القلب.
سينتيا عواد- الجمهورية