لأن «عاصمة الكثلكة مقبرة الأحزاب»: «القوات» تنصاع لـ«تحالف الضرورة» مع سكاف

لأن «عاصمة الكثلكة مقبرة الأحزاب»، لم يكن أمام «القوات اللبنانية» المنتشية بـ«تمثيلها المسيحي الأكبر»، بدّ من التفاوض مع الكتلة الشعبية في زحلة، لإدراكها صعوبة انفرادها وحلفائها بالمجلس البلدي للمدينة.
وهي المفاوضات التي انتهت إلى «خاتمة إيجابية عبر الاتفاق على خوض الانتخابات بلائحة موحدة»، وفقاً لبيان أصدره الطرفان أمس، على أن يرأس اللائحة المهندس سليم غزالة. ووصف البيان التحالف بأنه «إنمائي بلدي الهدف منه إحداث التغيير المنشود في مدينة زحلة وإطلاق عجلة النهضة المحلّيّة على المستويات كافة».
التوافق القواتي – السكافي جاء بعد لقاءات ماراتونية تخللتها خلافات وتهديد رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف بتشكيل لائحة تضم كل المعارضين لحزب «القوات»، ما اضطر الأخير إلى القبول بتعديل لائحة المرشحين، والأهم التخلي عن ترشيح حزبي لرئاسة البلدية، والتراجع عن ترشيح المهندس شربل سكاف الذي اعتبرته سكاف مستفزاً وأوقفت التواصل مع «القوات» بسببه.
ويعد غزالة، وهو غير حزبي، من المقربين من الكتلة التي ترتبط عائلته معها بعلاقة تاريخية. وهو زار قبل إعلان ترشيحه سكاف التي أشارت إلى أن «سلسلة لقاءات عُقدت بينه وبين كوادر الكتلة الذين لم يكونوا بعيدين عن هذا الخيار واعتبروا تسميته خياراً سليماً».
تفاهم «القوات اللبنانية» مع سكاف إقرار من الحزب بوزن الكتلة الشعبية في زحلة، وسيدفع خصوم معراب، وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي، إلى دعم لائحة الرئيس الحالي المهندس أسعد زغيب، وقد ينضم إليهم حزب الكتائب أيضاً.
النائب القواتي جورج عقيص قال «إننا اخترنا التحالف مع الكتلة الشعبية لأن خطها زحلي وسيادي ولها حيثية لا ينكرها أحد»، آملاً بانضمام الكتائب إلى هذا التحالف. لكن يبدو أن الأمر دونه عقبات كبيرة بسبب الخلاف التاريخي بين الكتلة والكتائب. إذ أكّد الوزير الكتائبي السابق إيلي ماروني أن «التواصل مستمر مع القوات، وهو تواصل طبيعي، وليس مستغرباً أن نكون إلى جانب القوات، ولكن تاريخياً لم نكن يوماً مع الكتلة الشعبية».
وفيما ينتظر أن يحسم الكتائب خياره الانتخابي خلال الساعات المقبلة، إلا أن المحسوم كتائبياً المشاركة في الاستحقاق البلدي ترشيحاً واقتراعاً. وفي حال لم يتم التفاهم مع «القوات اللبنانية»، سيدعم الكتائبيون لائحة زغيب المدعومة من النائب ميشال ضاهر.
في المقابل تبدو الاحتمالات مفتوحة أمام التيار الوطني الحر، ومن بينها إعادة دعم لائحة الرئيس الحالي، علماً أن العلاقة بين الأخير ورئيس التيار النائب جبران باسيل يسودها توتر شديد، «لكن الضرورة قد تفرض إعادة التحالف لمواجهة القوات اللبنانية»، بحسب مسؤول هيئة قضاء زحلة في التيار إبراهيم أحمراني، مشيراً إلى أنه ليس هناك أي تواصل مع «القوات». ولم يقفل أحمراني الباب أمام لجوء إلى التيار البرتقالي إلى خيار مستقل وتشكيل لائحة ثالثة.
«تحالف الضرورة» بين «القوات» والكتلة حتّمته أيضاً خصومتهما المشتركة لضاهر، الخصم السياسي والنيابي لسكاف، والذي يدعم زغيب. والأخير كان خصماً عنيداً للوزير الراحل الياس سكاف ولرئيسة الكتلة الشعبية.
في خضم هذا التجاذب الزحلي، تُسلط الأنظار على حجم التصويت الإسلامي في المدينة وأرقامه المرجحة، وخصوصاً أصوات الطائفة الشيعية (أكثر من ٨ آلاف صوت) التي تحتل المرتبة الثالثة لجهة عدد أصوات الناخبين بعد طائفة الروم الكاثوليك (نحو 20 ألفاً) والطائفة المارونية (أكثر من 15 ألفاً)، فيما يبلغ عدد أصوات الناخبين السنّة نحو 5700. إذ يسعى زغيب إلى استمالة الأصوات الشيعية والسنية رغم المآخذ الكثيرة لأبناء الطائفتين عليه، كما يُسجَّل تواصل مكثف بين ضاهر والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري لكسب أصوات الناخبين السنة، في ظل التباعد الكبير بين «القوات» والمستقبل.
الاخبار