في توقيت سياسي دقيق: “الإشتراكي” يجدد قيادته… ويبايع “جنبلاط الحفيد”!
في توقيت سياسي دقيق، وبلا أي مفاجآت غير متوقعة، جدد الإشتراكيون خلال مؤتمرهم الـ49 أمس في المدينة الكشفيّة – عين زحلتا، مبايعتهم لدار المختارة وآل جنبلاط عبر «انتخابات»، أرادها وليد جنبلاط محطةً لضخّ نبضٍ جديدٍ داخل مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي، بعد إبعاد المراكز الأربعة الأساسيّة من المنافسة وإعلان فوز النائب تيمور جنبلاط برئاسة الحزب، ونائبيه حبوبة عون وزاهر رعد كما أمين السرّ العام ظافر ناصر، بالتزكية.
وخلافاً لظروف تولّي وليد جنبلاط رئاسة الحزب في 29 نيسان 1977، عقب إغتيال والده المؤسس في 16 آذار من العام نفسه، شارك الرئيس الأسبق للإشتراكي إلى جانب 1341 مقترعاً من الجمعيّة العموميّة (تضم 1800 ناخب) في العمليّة الإنتخابيّة التي بدأت عند الساعة 12 من ظهر يوم الأحد، بعرض مصوّر عرّف المؤتمرين الى المرشحين الـ 16 لتولي عضوية مجلس القيادة، وامتدت حتى إقفال صناديق الإقتراع عند الساعة الثالثة من بعد الظهر. وأعلن على أثر ذلك، أسماء الأعضاء الثمانيّة الفائزين بعضوية مجلس قيادة الحزب وهم:
نشأت الحسنية 1055 صوتاً، محمد بصبوص 938 صوتاً، ريما صليبا 914 صوتاً، مروى أبو فرّاج 879 صوتاً، لما حريز 841 صوتاً، رينا الحسنيّة 771 صوتاً، كامل الغصيني 706 أصوات، حسين إدريس 613 صوتاً. ومع إبعاد المراكز الأساسيّة عن المنافسة، لا بدّ من التذكير أنّ نائبة الرئيس الفائزة بالتزكية أيضاً حبوبة عون، سبق أن رشحها الحزب عن المقعد الماروني في الشوف خلال الإنتخابات النيابيّة الأخيرة، وستتولى نيابة الرئيس راهناً إلى جانب زاهر رعد إلى جانب ظافر ناصر في الأمانة العامة. وهذا ما أكّد توجه الحزب ذات الأغلبيّة التمثيليّة الدرزيّة، الى اشراك غالبيّة المكونات اللبنانية الطائفيّة والمناطقيّة في مجلس قيادته، بما يتماهى ومطالبته بكسر الحواجز المناطقية. وإلى جانب التنوع الطائفي، برز لافتاً أن من بين الأعضاء الثمانية الفائزين في عضوية مجلس القيادة 4 نساء، وهن: ريما صليبا، مروى أبو فرّاج، لما حريز ورينا الحسنيّة، ما ترجم توجه الإشتراكي الداعي إلى تحقيق المساواة الجندرية، لتتخطى مشاركة النساء الـ30 في المئة التي تضمنتها التعديلات التي أدخلها الحزب على نظامه الداخلي.
وبعيداً عن الإجراءات التنظيميّة التي عكست توجه الحزب إلى إرساء نوعٍ جديدٍ من الشفافيّة، لم تغب الرسائل السياسيّة المبطّنة من خطاب وليد جنبلاط، لينطلق من عرض مصور سبق كلمته، مذكراً الإشتراكيين بمحطات تاريخيّة مفصليّة ساعدتهم على البقاء والصمود، واضعاً البعض من المحطاتِ المحليّةِ والاقليميّة، التي رافقت هذهِ المسيرة، في خانة «لقاءاتِ الضرورة، ولقاءاتِ الأمرِ الواقعِ الانتخابيّةِ أو السياسيّة، إلى جانبِ محطاتٍ من التاريخِ النضالي المشتركِ المجيد مع من أسقطنا معهم إتفاق السابع عشر من أيّار».
في الغضون، لفت النائب وائل أبو فاعور إلى أن «كلّ جنبلاط يأتي بجديد للثوابت الأساسيّة العامة للمدرسة الجنبلاطيّة السياسيّة الفكريّة»، وأكّد أن دور تيمور جنبلاط في رئاسة الحزب من شأنه أن «يعطي مداً شبابياً حداثوياً جديداً في الحزب التقدمي الإشتراكي»، مع إصرار الأخير أي تيمور على وجوب «أن يبقى وليد جنبلاط شريكاً في الخيارات الإستراتيجيّة والوطنية الكبرى».
طوني كرم- نداء الوطن