لودريان: بيّ الكل عاد إلى بيروت للقاء… الأولاد!

…وعاد جان إيف لودريان أمس إلى بيروت في عيد الأب والموسيقى. عاد مستطلعاً حال القوى العاجزة عن فعل أي شيء. تذكرون جيداً كم كان وزير الخارجية الفرنسي فجّاً يوم قال «إن لبنان يواجه خطر الزوال بسبب تقاعس النخبة السياسية عن تشكيل حكومة جديدة».

كان ذلك ربيع عام 2020.

في شهر تموز من العام نفسه، حطّ لودريان من جديد في بيروت، وقال أمام بعض من التقاهم من فريق «النخبة»، بالحرف الواحد: «ساعدونا لنساعدكم، اللعنة». وبّخهم. هزّ قضيب الرمان. رفع إصبعه في وجوههم وصارحهم بلغة غير دبلوماسية «يمكنني أن أقول بوضوح إن ما تم فعله حتى الآن في هذا المجال غير مشجّع، وما تحقّق على صعيد الإصلاح في مجال الكهرباء غير مشجّع… ما يذهلنا هو مدى سلبية سلطات هذا البلد».

وحده شربل وهبه أخذ كلام نظيره بصدره واعداً ببذل قصارى الجهد لمعالجة المشكو منه. و»يا واعداً وعدا…» طار شربل.

قلبُ وزير الخارجية الفرنسي على لبنان وقلب لبنان على حجر، قبل سنة نشرت صحيفة «لو فيغارو»، مقابلة للودريان وصف فيها بلدنا المعتر على هذا النحو: «لبنان هو تيتانيك بدون الأوركسترا… اللبنانيون في حالة إنكار تام وهم يغرقون، ولا توجد حتى الموسيقى».

وفي الأمس عاد إلينا مستطلعاً، وكأن شيئاً لم يكن.

أمس عاد لودريان ( 76 عاماً) إلى بيروت للقاء الأولاد؛ أولاد…النخبة.

وربما حظي بشرف لقاء الياس بو صعب. الياس كان مثله رئيس بلدية، و»ليك وين صار».

وسيفلق حظ لودريان الصخر إن وجد المير طلال نصف ساعة على جدول أعماله المزدحم. قعدة المتّة مع المير فرصة تأتي مرة في العمر وقد لا تأتي أبداً.

في المختصر، كل واحد من «النخبة السياسية» اللبنانية بمنزلة وحيده توماس المطلوب للعدالة في باماكو عاصمة مالي، في مسألة طباعة جوازات سفر. توماس وأبو توماس مطلوبان. ليس هذا المهم. ما يهمنا ماذا يحمل الأب جان إيف في جيبه: بونبون؟ شوكولا؟ سوسيت؟ jelly beans؟ أو اسم رئيس للجمهورية اللبنانية؟

هل يبهدل المستشار النخبة، كما فعل قبلاً، أو يكتفي بفرك آذانهم على الخفيف؟

ماذا ستكون ردة الولد حامل الخواتم تجاه المستشار الرئاسي؟

برأي كثير من المربّين، يحق للوالد أن يفعل ما يرتئيه مناسباً لمصلحة أولاده، وأن يستعمل لغة الحزم والزجر، خصوصاً مع عديمي المسؤولية الوطنية، كما فعل ويفعل بابا جان إيف. بناء على ما سبق أن يؤول لقب «بيّ الكل» إلى ناظر الخارجية الفرنسية السابق، المستشار الحالي، والأب الدائم، فذلك أضعف الإيمان. وللحديث وصلة.

عماد موسى

مقالات ذات صلة