الجنون الاسرائيلي سيد الموقف: “الحزب” يخسر قوته الأكثر حرفية

مفاجأة تلو الأخرى يفجّرها الجيش الاسرائيلي في لبنان، وأسبوع صعب جداً عاشه اللبنانيون من جهة، و”حزب الله” الذي تخلخلت قاعدته العسكرية والأمنية أكثر وأكثر من جهة أخرى. فبعد مجزرتي الـ “بايجر” والـ”ووكي توكي” الثلاثاء والأربعاء، تلقى الحزب ضربة موجعة الجمعة، للمرة الثانية على التوالي في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، إستهدفت قوة النخبة “الرضوان” التي تلعب دوراً أساسياً في عمليات الدفاع والهجوم للحزب، وهذا ما طرح الكثير من التساؤلات حول طبيعة الرد الذي سيقوم به، في حين تشهد البلاد أوضاعاً مقلقة جدأً وإمكان تخطي الحرب المفتوحة بات ضئيلاً جداً على الرغم من الجهود الديبلوماسية التي تسعى الى منع هذا التصعيد الخطير بالنسبة الى المنطقة ككل. فهل أصبح الاجتياح البري الاسرائيلي أمراً لا مفر منه؟ وكيف ستترجم خطوة الحزب المقبلة؟

قهوجي: الحزب يواجه فترة عصيبة
الباحث والكاتب في شؤون الأمن والدفاع رياض قهوجي رأى في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “حزب الله يواجه اليوم أكثر الفترات عصيبة في مسيرته خصوصاً في السنوات الاخيرة، فخلال سنة فقد عدداً كبيراً من قياداته المؤسسة وقياداته العسكرية صحبة الباع الطويل في العمل العسكري، وهذه خسارتها كبيرة جداً نظراً الى الخبرة التي فقدها الحزب معها”، مشيراً الى أن الحزب “فقد خلال ما يقارب الأربعة أيام، بحدود الألفي مقاتل لديه، أخرجوا من الخدمة نتيجة الاصابات المتعددة بانفجارات البايجر والووكي توكي، والاستشهاد نتيجة ضربات الجمعة. خسر الحزب قوة الرضوان، القوة العسكرية الأساسية الأكثر حرفية عند الحزب، فقدت قيادتها كلها بضربة واحدة، ومنظومة الاتصالات والقيادة لدى الحزب انهزت، وبالتالي التأثير كبير على موضوع القيادة والسيطرة وإدارة العمليات، ومهما كان هناك كلام عن تعيين بدائل عن القيادة فلن تكون لديهم الخبرة الكافية أو القدرة على مسك زمام الأمور، بالفعالية نفسها للذين استشهدوا، خصوصاً أننا في فترة حرب، ولو لم تكن هناك حرب لكان الحزب سيأخذ وقته في تعيين البدلاء ويحصلون على الخبرات المطلوبة، ولكن كل شيء يحصل في فترة حرب قائمة، وخلال ترقب لعملية كبيرة في الجنوب”.

واعتبر قهوجي أن “الاسرائيلي واضح أنه يسير في تصعيد متدرج وسريع، كل يوم هناك ضربة، ويجر الحزب الى مواجهة كبيرة ويحسبها. فاما أن يقوم الحزب بتراجع تكتيكي ويعلن فصل غزة عن جنوب لبنان ويدخل في مفاوضات لانهاء المواجهة والحرب في جنوب لبنان والقبول بشروط جديدة للوضع الجديد في شمال اسرائيل، وبهذه الطريقة تكون اسرائيل حققت أهدافها وضربت هيبة الحزب، واما أن يذهب الحزب الى الحرب التي يستدرجه اليها الاسرائيلي، من خلال رد فعل كبير يبرر التصعيد المستمر الاسرائيلي والواضح أنه سيصل الى فترة العملية البرية”.

وقال قهوجي: “اليوم بعد خسائر الحزب في هيكلية القيادة والسيطرة والاتصالات، العملية العسكرية باتت تقريباً أكثر قابلية وواقعية والاسرائيلي متحمس لها أكثر، على الرغم من أن العمليات البرية لم تبدأ ولكن نرى حجم الضربات الموجهة الى الحزب، وهيبته تآكلت وفقد قسماً كبيراً من هيبة الردع الخاصة به التي بناها منذ العام 2006، ووضعه باجماع الخبراء لا يحسد عليه بعد هذه الضربات المتتالية، وبالتالي نتوقع أن نشهد المزيد بحسب التهديات الاسرائيلية وما نشهده بصورة متسلسلة. الوضع مقلق جداً وهناك مؤشرات وتحذيرات دولية تتحدث عن تصعيد كبير ستشهده الساحة اللبنانية”.

من الواضح أن الأوضاع في البلاد صعبة جداً، وتنذر بسيناريوهات خطيرة لبنان بأكمله في غنى عنها، فيما يبقى الجنون الاسرائيلي سيد الموقف، بين غارات وضربات في مختلف المناطق اللبنانية، فهل ستنجح الديبلوماسية في وقف هذا الخطر والجنون؟

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة