لغم العشائر ينفجر بالحريري!

كان الأمين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري يحاول استعراض حضور «التيار الأزرق» بالتزامن مع لقاء القمة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والعمل على تظهير «مطالبة» القواعد بعودة الرئيس سعد الحريري، والإيحاء بأنّ الأخير كان على طاولة المحادثات السعودية الفرنسية.

سُجِّلت على أحمد الحريري مآخذ أبرزها تأخّرُه الدائم في القيام بالواجبات، مثل تأخّره ثلاث سنوات للتعزية بالشهيد حسن غصن وإدارة الظهر للعشائر العربية، وتأخّره ستة أشهر لتهنئة مفتي المناطق بانتخابهم بحيث بدا عنوان التهنئة مُفتَعلاً ولا يصلح للواقع الراهن. لم يُـقـدِّم الحريري أيّ جديد في جولته بل اعتمد قاعدة استحضار «التباكي» على أوضاع السنة بعد تعليق رئيس المستقبل عمله السياسي واستدرار العطف واستبعاد المنطق السياسي الذي يفترض الالتزام بالمسؤولية لا التخلي والمغادرة.

نظّم «تيار المستقبل» جولة لأمينه العام شملت جبل لبنان والبقاع، لكنّه اصطدم بلغم عشائر خلدة حيث رفض والد الشهيد حسن غصن استقباله لأسباب تتعلّق بالتخلّي السياسي بعد التصدي لهجمة «حزب الله» عليها، ولأنّه تأخر ثلاث سنوات عن القيام بواجب العزاء بالشهيد غصن. كما شهدت ديوانية الشيخ أبو سلطان لقاءً يمكن وصفه بلقاء «المواجهة» سمع فيه أحمد الحريري ما خلاصته أنّ العشائر كيان سياسي مستقلّ وأنّها استطاعت أن تدير أمورها بنفسها رغم التخلي وأنّ على الحريري أن يعتاد على هذا الواقع من الآن فصاعداً، في رسالة مباشرة إلى الرئيس سعد الحريري.

توازت حركة أحمد الحريري مع عودة التنازع بينه وبين رئيس جمعية «بيروت للتنمية» أحمد هاشمية وشعور الأخير بأنّه خُدِع في انتخابات اتحاد العائلات البيروتية وأنّه ممنوع من الحصول على «المغانم السياسية» وأنّ دوره أن يشكل رافعة لطموحات الحريري لا أكثر.

إنتهى زمن التنازلات

يأخذ أحمد الحريري على معارضي تياره أنّهم لم يتمكنوا من تشكيل بديل سياسي، متناسياً أنّ «المستقبل» وصل إلى ما وصل إليه بعد أكثر من عشر سنوات من الدعم الدولي والعربي، السياسي والمالي، وانتهى إلى الفشل، فكيف يطلب من المعارضين السنة تحقيق ما فشل هو فيه بدون غطاء ولا دعم، لكنّ مصادر هؤلاء تبدي ارتياحها للواقع النيابي السني الراهن، باعتبار أنّ الإنجاز الذي لا يقدَّر بثمن للنواب السنة السياديين والمستقلين هو أنّه لم يعد باستطاعة الرئيس الحريري تقديم التنازلات باسم أهل السنة. فالتوقيع لم يعد في يده والتوازنات الناشئة رغم جزئيتها، إلاّ أنّها كافية لوقف مسار التنازلات والوقت كفيل بإخراج قيادات سنية تستجيب للتحديات بعد سقوط الأحادية السنية إلى غير رجعة.

احمد الأيوبي- نداء الوطن

مقالات ذات صلة