إيطاليا تطوي حقبة سياسية بوفاة سيلفيو برلسكوني
توفي رئيس وزراء إيطاليا الأسبق سيلفيو برلسكوني عن عمر 86 سنة بسرطان الدم، حيث قضى آخر ثلاثة أيام بأحد مستشفيات ميلانو والتي نقل إليها يوم الجمعة الماضي لإجراء ما قال مساعدوه إنها فحوصات طبية مخطط لها مسبقاً.
وشغل برلسكوني منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات بين عامي 1994 و2011 لمجموع تسعة أعوام وكان عضواً في مجلس الشيوخ ورئيساً لحزبه اليميني “فورتسا إيطاليا” وشريكاً في الحكومة الائتلافية التي ترأستها اليمينية المتطرّفة جورجيا ميلوني.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في مقطع فيديو نشرته حكومتها “كان سيلفيو برلوسكوني محارباً قبل كل شيء، كان رجلاً لا يخشى الدفاع عن قناعاته وكانت شجاعته وتصميمه بالتحديد ما جعله أحد أكثر الرجال تأثيراً في تاريخ إيطاليا”.
ونعى اثنان من أعضاء الحكومة برلسكوني، حيث وصفه نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني في بيان بأنه كان “رجلاً إيطالياً عظيماً”، كما كتب وزير الدفاع جويدو كروسيتو على “تويتر” بأن وفاته تصل إلى حد أنها تمثل نهاية حقبة، متابعاً “لقد أحببته كثيراً، وداعاً سيلفيو”.
وحزب برلسكوني “فورتسا إيطاليا” جزء من ائتلاف يميني حاكم تترأسه جورجيا ميلوني، وعلى رغم أنه لم يكن له دور بشخصه في الحكومة إلا أن من شأن وفاته أن تتسبب في هزة للمشهد السياسي الإيطالي على مدى الأشهر المقبلة.
وكان رئيس وزراء إيطاليا الأسبق أحد الرجال الأكثر ثراء في بلاده مع امتلاكه ثروة تقدرها مجلة “فوربس” بنحو 6.4 مليار يورو (6.9 مليار دولار)، فيما تواجه إمبراطوريته التجارية أيضاً مستقبلاً غامضاً، فلم يذكر برلسكوني علناً من سيتولى المسؤولية الكاملة عن شركته بعد وفاته لكن من المتوقع أن تلعب ابنته الكبرى مارينا دوراً بارزاً في إدارتها، وعلى رغم الوفاة ارتفعت أسهم الشركة أكثر من 9 في المئة في الساعة (09.00 بتوقيت غرينتش).
وأُدخل برلسكوني إلى المستشفى عدّة مرّات في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد إصابته بـ”كوفيد-19″ في 2020، وعلى رغم إعادة انتخابه في مجلس الشيوخ العام الماضي، كانت إطلالاته العلنية نادرة، وذلك حتى إدخاله أحد المستشفيات قبل ستة أسابيع بسبب إصابته بسرطان الدم والتهاب الرئة، وأعيد نقله إليها يوم الجمعة الماضي.
واحتفظ رئيس الحكومة الإيطالية الأسبق بمكانة خاصة في قلوب العديد من الإيطاليين، على رغم سلسلة الفضائح الجنسية والملفات القضائية التي شوهت سمعته على مدى الأعوام.
وبرلسكوني الشخصية الاستثنائية والأب لخمسة أطفال من زواجين، وجد صديقة جديدة في 2020 هي مارتا فاسينا عارضة الأزياء السابقة التي تصغره بـ53 سنة والنائبة عن حزبه “فورتسا إيطاليا”.
وسبق أن بنى رئيس وزراء إيطاليا الأسبق ضريحاً رخامياً مستوحى من الفراعنة في منزله في أركوري قرب ميلانو ليدفن فيه أفراد عائلته وأصدقاؤه عند وفاتهم، غير أن تفاصيل دفنه لا تزال غير واضحة.
اندبندنت