الحزب: الكلمة لي.. لا سين-سين ولا من يحزنون!
ليس مستغربا ان يشعر حزب الله بفائض من القوة بعد التفاهم الايراني- السعودي والتقارب السعودي- السوري، يسمح له باستعراض عضلاته جنوبا بعرض عسكري غير مسبوق من حيث الشكل، قبل خروج رئيس كتلته النيابية محمد رعد ليهاجم علنا القوى المسيحية نتيجة تفاهمها “المفترض” على مرشح رئاسي وصفه بمرشح “المناورة” معلنا التمسك بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مؤكدا ان نفسهم طويل.
فسواء كان تفاهم المعارضة والتيار الوطني الحر اي الكتل المسيحية الرئيسية على اسم جهاد ازعور حقيقيا وقد ينتقل الى خطوات تنفيذية ام لا، وسواء كان الهدف منه ينحصر باحراق ورقة فرنجية للتفاهم على مرشح ثالث ام ان هناك تعويلا حقيقيا على ان يخرق ازعور الحائط الرئاسي الحالي، فان هجوم حزب الله كما حركة “امل” على لسان النائب علي حسن خليل على التفاهم على ازعور قبل اعلانه انما يدحض كل الدعوات التي كان قد وجهها بشكل اساسي رئيس المجلس النيابي نبيه بري للمسيحيين للتفاهم على رئيس وتحميلهم مسؤولية الفراغ، ويؤكد ان المعركة باتت محرجة ل”الثنائي الشيعي” الذي بات يطرح معادلة “فلنتفاهم على المرشح الذي تبنيناه او لا رئيس”.
فما لم يقله الحزب حتى الساعة يقوله مناصروه من دون تردد على وسائل التواصل الاجتماعي لجهة ان “محور المقاومة انتصر في المنطقة وآن موعد الحصاد.. ولبنان احدى الساحات الرئيسية لترجمة الانتصار “. هذا يعني عمليا ان كل الضغوط التي تمارسها القوى الرافضة لفرنجية ستذهب هدرا خاصة في ظل الدعم الفرنسي وعدم الممانعة الخليجية لخيار “الثنائي” الرئاسي، ما يرجح ان تسقط مناورات معراب وميرنا الشالوحي عند اول منعطف خاصة وان الثقة المفقودة بين الطرفين تجعل خوض معركة حقيقية ناجحة بوجه “الثنائي” شبه مستحيل. كيف لا وضمن فريق “التيار الوطني الحر” من هو غير مقتنع بخيار ازعور ويعلن دون تردد انه لن يعطيه صوته!
وفي الوقت الذي بدأ البعض يتحدث عن تسليم الساحة اللبنانية مجددا للسعودية وسوريا بعد انجاز المصالحة بينهما وبأنه لن يكون هناك رئيس للبلاد قبل استعادة معادلة السين-سين، تهزأ مصادر مطلعة على جو حزب الله من هذه التحليلات التي تؤكد انها غير مبنية على اي معطيات قائلة:”البعض يهوى العودة للماضي ولآليات اعتمدت في زمن ولى. نحن اليوم اسياد قرارنا ولسنا خاصعين او تابعين لاحد. الشأن اللبناني يبحث مع قيادة حزب الله في حارة حريك لا في دمشق ولا في طهران ولا في اي عاصمة اخرى”.
بالمحصلة، وان كان البعض يعتبر ان كل ما سبق ان اوردناه من تعقيدات يجعل البت بالشأن الرئاسي طويل لا بل طويل جدا خاصة مع سقوط مهلة ١٥ حزيران التي وضعها بري كما مهلة نهاية تموز مع التفاهم على استلام نائب رياض سلامة الاول مهامه، يرى آخرون ان التأزم الاضافي الذي يشهده الملف الرئاسي قد يؤدي لانفراجة قريبا تطبيقا للمثل القائل “اشتدي ازمة تنفرجي!”
بولا اسطيح- الكلمة اونلاين