تفاهم الكتل المسيحيّة “مكلف” لـ “التيار الوطني الحرّ”!
لا يختلف اثنان على ان تفاهم المعارضة و”التيار الوطني الحر” فرضه تمسك “الثنائي الشيعي” بمرشحه، ومصلحة مشتركة للكتل المسيحية بقطع الطريق الرئاسي أمام رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ومع ذلك فان تفاهم المعارضة والتيار يطرح شكوكا حول صدقيته وانتقاله الى خطوات عملانية وتنفيذية، إلا اذا كان المقصود فقط احراق ورقة فرنجية للتفاهم على مرشح ثالث يأتي في مرحلة لاحقة.
وفق مصادر سياسية، فإن تفاهم الكتل المسيحية مع المعارضة لا يعدو كونه إلا مناورة من المناورات الرئاسية، خصوصا ان الثقة مفقودة بين “الثنائي المسيحي”، وهذا ما ظهر في تردد حزب “القوات” الذي انتظر طويلا قرار “الوطني الحر” لتثبيت ترشيح جهاد أزعور. وتؤكد المصادر ان تفاهم الطرفين تعترضه إشكالات منها احتمال لجوء عدد من نواب المعارضة الى الأوراق البيضاء بعدما منحوا موافقتهم على المرشح جهاد أزعور، مع تردد فئة من النواب المحسوبة على كتل سياسية وتفضيلها عدم الذهاب الى مواجهة حادة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما يصعب بعد تحديد مدى التزام نواب في تكتل “لبنان القوي” بالمرشح المتفق عليه بين باسيل والمعارضة.
ولذلك تقول مصادر سياسية ان طريق مرشح المعارضة لن يكون سهلا، والاتفاق مع المعارضة سيكون مكلفا على “التيار الوطني الحر”، بعد ان تسربت أصوات اعتراض عن جدوى ترشيح اسم من خارج التكتل، في حين تتوافر أسماء مارونية مقبولة من داخل التكتل، مما يوفر على التيار الاشتباك مع حزب الله، فيما لو طرح التكتل مرشحا عونيا أقل حدة من وقع اتفاقه مع المعارضة في مواجهة مرشح الحزب.
وإذا كان موقف “الثنائي الشيعي” واضحا ولا رجوع عنه بالاستمرار في معركة سليمان فرنجية “للرمق الأخير”، فان القوى المسيحية سيكون لها الدور الأساسي في رسم مسار المعركة الرئاسية وتحديد هوية الرئيس المقبل، وإشكالية باسيل ان اتفاقه مع المعارضة يطيح ما تبقى من أسس علاقته بحزب الله، لأنه في هذه الحال سيكون بمواجهة مع “الثنائي الشيعي”، وتحديدا حزب الله أكثر من سليمان فرنجية، أما العودة عن تفاهماته فيعني قيامه بتراجعات صعبة قد تكون مؤذية لباسيل لدى الجمهور المسيحي، فباسيل وضع “لاءات” نهائية لعدم انتخاب فرنجية و”لا” لتصويت متفلت من نواب التيار له، كمل ذهب بعيدا في رفع السقوف العالية ضد مرشح “الثنائي الشيعي”، ومن الصعب عليه مهما كانت الإغراءات الانتقال الى المقلب الآخر .
ومع انتهاء مراسم اتفاق المعارضة و”الوطني الحر”، عاد طرح اسم قائد الجيش العماد جوزف عون الى التداول، بعد زيارة السفير السعودي وليد البخاري اليرزة واجتماعه مع عون، فاسم قائد الجيش، على الرغم من ان المعادلة رست على صيغة فرنجية في مواجهة مرشح المعارضة، فان العماد عون لم يخرج من بورصة المرشحين المحتملين ربطا بالتأييد الأميركي والقطري والمصري الداعم له، كما ان لقاء اليرزة المتزامن مع صعود اسم أزعور، ومن ضمن جولات البخاري على القيادات السياسية، يعني إقامة توازن مع القوى السياسية وتأكيد بقاء المملكة على الحياد، وعدم التدخل في الاستحقاق الرئاسي.
ابتسام شديد