كيف تواصل الفنانون مع جمهورهم قبل ظهور مواقع التواصل؟

ودّ متبادل يرسم خيطاً رفيعاً لعلاقة الفنانين بمعجبيهم الذين يعبرون دائماً عن حبهم بطرق مختلفة، لكن كيف ينظم المشاهير تواصلهم مع أشخاص لا يعرفونهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

عوامل عدة باتت تحكم علاقة الفنانين بالملايين من حولهم، ما بين الآداء المميز والموهبة الاستثنائية مما يجذب الجماهير إليهم، وربما يتحول الأمر إلى قدوة لكثيرين يتأثرون بأسلوب حياتهم وقيمهم ونجاحهم.

مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً مهماً في تعزيز علاقة الفنانين بمحبيهم، فمن ناحية وفرت لهم تفاعلاً وتبادلاً للأفكار والأخبار والصور ومقاطع الفيديوهات مع جمهورهم مباشرة، ومن ناحية أخرى يمكن للمعجبين التواصل مع نجومهم المفضلين والتعبير عن حبهم ودعمهم لهم والشعور بأنهم أقرب إليهم، ومع ذلك فهناك من يتخوف منها حتى الآن.

إلهامية غروب

عدد من الفنانين العرب يحتفظون بعادات خاصة في التعامل مع معجبيهم (الفانز) قبل وبعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا تقول الفنانة إلهام شاهين إن “المعجبين الذين لا أعرفهم أبتعد من التواصل معهم، لكن هناك محبين أنشأوا مجموعة على الـ ’سوشيال ميديا‘ وسموها (إلهامية غروب) تستهدف نشر أخباري عليها، ويعلق جميع الأعضاء على صور وفيديوهات خاصة بي يصممها محبون لي”.

وقالت الفنانة المصرية في حديث إلى “اندبندنت عربية” إن معجبيها يتابعونها في كل مكان تزوره بالعالم، “عندما يراسلونني أرد عليهم فرداً فرداً لأنني بت أعرفهم شخصياً، لكن الرسائل المبهمة من أشخاص غرباء حتماً لا أرد عليها لأنني لا أكون واثقة من هويتهم إن كانوا معجبين حقيقيين أو منتحلي شخصية، وحتماً لن أشغل نفسي بالتحقيق في هوية كل شخص”.

وزادت، “أعضاء (إلهامية غروب) أصبحوا أصدقائي ويقدرون انشغالاتي ويحبونني بكل تفاصيلي، فإذا لم أقم يوماً ما بالتفاعل مع منشوراتهم فهم يقدرون ذلك، وبصفة عامة لا أحب الـ ’سوشيال ميديا‘ كثيراً ومن الصعب على الفنان متابعتها باستمرار لأنها مضيعة للوقت، كما أن الرد على كل التعليقات أمر مضن سواء كانت إشادات أم شتائم”.

إلهام شاهين اختتمت حديثها عن تفاعلها مع معجبيها قبل عصر الـ “سوشيال ميديا” بقولها “كانت تصلني رسائل لكن في الواقع لم يكن لدي الوقت الكافي حتى أقرأها جميعاً، فكنت أوكل هذه المهمة إلى سكرتيرتي الخاصة للرد على بعضها”.

زلزال نجوى كرم

وتقف المطربة اللبنانية نجوى كرم موقف المدافع عن معجبيها على مواقع التواصل الاجتماعي، فتصفهم بـ “الحقيقيين جداً ولا يوجد بينهم حسابات مزورة، وعندما أقوم بأي نشاط فني يحدثون زلزالاً على هذه المواقع، وكل الناس تشعر بحركتهم وتفاعلهم”.

لكن قبل الـ “سوشيال ميديا” كانت كرم تلتقي معجبيها في كواليس حفلاتها أو تصوير كليباتها، وتقول “بعض المجموعات من المعجبين كانوا يراقبون تنقلاتي ومواعيد سفري فينتظرونني في مطار بيروت ليلتقطوا معي الصور”، إلا أن هذا الأمر كان يزعجها أحياناً بسبب تعب السفر.

وتابعت، “في بعض المرات كان المعجبون يحتفلون بعيد ميلادي في مكتبي أو منزلي ويناقشون معي أموري الفنية المتعددة، وأنا أستمع إلى آرائهم في كل النشاطات”.

أما اليوم وبعد سنوات من ظهور مواقع التواصل الاجتماعي فبات بإمكان أي معجب أن يبدي رأيه لتتفاعل المطربة اللبنانية بنفسها معه عبر الـ “رتويت” أو التعليق على كلامه، “وهذا الأمر يفرحهم كثيراً”، على حد تعبيرها.

“جنود” نيكول سابا

وبين التمثيل والغناء شقت الفنانة اللبنانية نيكول سابا طريقاً لنفسها، وبعد أعوام من الشهرة والأضواء شكلت موقفاً واضحاً للتعامل مع مواقع التواصل، فتعلق بالقول “علاقتي مع الـ ’فانز‘ قبل الـ ’سوشيال ميديا‘ كانت أصعب واللقاءات في كواليس حفلاتي أو تصوير الكليبات كان يتخللها تقديم الورد لي بهدف التقرب مني والتعرف إليّ، وهذه المبادرات كانت تسعدني وتشعرني بحرارة المحبة، ولم أكن أكسر بخاطر أي أحد لأنني كنت أقدر تعبه للوصول إليّ، وكنت أعرفهم بالأسماء لأنني أراهم باستمرار”.

والآن اختلف الأمر فأصبح الموضوع أسهل مع نيكول، إذ تذكر “بت ألمس تفاعلهم المحب من طريق التواصل في ’تويتر‘ و ’إنستغرام‘ وعبر هذه المواقع أشعر بكم الحب الهائل الذي يكنونه لي”.

وتظل الميزة المحققة لنيكول سابا من مواقع التواصل أنه لم يكن باستطاعتهم في السابق “رصد آراء الناس حول أعمالنا الفنية، أما اليوم فأصبح الأمر متاحاً لأي معجب أن يعبر عن رأيه من دون أي رادع أو مانع، وهم جنود يدعمون عمل الفنان”.

“موظف” وليد توفيق

الفنان اللبناني وليد توفيق لم يكن باستطاعته قديماً الرد على الرسائل التي يتلقاها، فكان يعتمد على موظف يعمل لديه للرد عليهم ويرفقها بصور موقعة منه، إلا أن هذا الأمر تغير مع التطور التكنولوجي، “فقد أصبح المتابع يفتح كاميرا هاتفه ويعبر عن تقديره وحبه ونتبادل أطراف الحديث”.

الممثل السوري عابد فهد ينظر بإيجابية أيضاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه يتذكر أول لقاءاته بالمعجبين قبل ظهور التكنولوجيا الحديثة، فيروي “كانت اللقاءات تحصل بالصدفة عندما يشاهدونني في الشارع أحياناً، وكان بعض المعجبين يحصلون على رقم هاتفي المنزلي فيتصلون بي ويعبرون عن محبتهم، أو في المجمل كانوا يتركون رسالة صوتية على جهاز الرد الآلي”، أما مع الـ “سوشيال ميديا” فقد أصبح التواصل أوضح لأن التعبير عن آرائهم سواء كان سلباً أم إيجاباً أسهل وأسرع، وفقاً لفهد.

هنادي عيسى

مقالات ذات صلة